علمتني غزة دروس وكل درس عبرة يحتاج لمراجعات من طرف المثقفين والتنظيمات الإسلامية والمفكرين والباحثين ودوائر الأنظمة العربية والإسلامية الفاعلة.
الدرس الأول
تصور ان يقوم شخص بحبس هرة في غرفة يمنعها من الخروج ومغادرة الغرفة ويمنع عنها الطعام والماء ...
تجوع القطة تبدأ بالمواء ثم الصراخ والاستغاثة والاستجداء لكن لا أحد يساعدها او يفك اسرها او الحصار المفروض عليها في الأخير النهاية المتوقعة تتحقق تموت الهرة من الجوع والعطش، تموت القطة بسبب التعذيب بسبب الحبس دون تقديم طعام
انه قتل ممنهج ومبرمج حتى ولو كان قتل بالامتناع هو لم يقم بفعل القتل من إطلاق رصاص او طعن بسكين هو قام بالامتناع عن فعل تقديم الطعام فقط
دخلت قاتلة الهرة الى النار بسبب حبسها للهرة وعدم تركها تأكل، بسبب حصارها الظالم والغاشم على الهرة فما بالك بمن يشارك في حصار اهل غزة ويمنع عنهم المساعدات وهو بمقدوره ان يضغط على أمريكا مباشرة حتى تأمر اليهود بفتح المعابر
هذه المرأة قاتلة الهرة اكاد أجزم انها الأمة العربية وان القطة هي غزة، لقد ساهمت الامة العربية المسلمة في فرض حصار على اهل غزة ومنع دخول إليهم الطعام والماء والوقود والدواء، بمنع عليهم المساعدات وتضيقها
هذا الحديث النبوي العظيم استشراف لحال الأمة ولعدم تحركها ونصرتها لغزة ومساهمتها بالامتناع عن الغوث والنجدة والنصرة من حكومات وجمعيات وأحزاب وتنظيمات وشخصيات...
لكن غزة هرة والهر كما يقولون تمتلك سبعة أرواح، ستنتصر غزة وتمحي بنصرها عار الامة.
قال الرسول صلى الله عليه واله سلم: " دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض."
فما بالك بقتل المسلم الطفل والرضيع والمرأة والشيخ قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم:" والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا."
الدرس الثاني
مستراح منه، هكذا علق أحد المحسوبين على التيارات الدينية الإسلامية على نبأ استشهاد قائد فلسطيني اغتالته الصهيونية لأنه كان يدافع عن ارضه وعرضه، كان يجول العالم العربي والإسلامي يستجدي المساعدة لتموين عمليات الجهاد في غزة
نعم حقا مستراح منه لقد استراح منه شياطين الانس من يهود ومنافقين، رجل بأمة حافظ لكتاب الله قيل انه يتجول في الفنادق هو وعائلته ولهم ارصدة بالملايير
ثم اكتشفنا ان معظم أولاده واحفاده استشهدوا في الغارات الصهيونية الأخيرة على غزة
لماذا لا يبقى في غزة يقاوم؟
كلام سفهاء فأي عامي دون مستوى أكاديمي يعرف ان المقاومة تكون في الداخل وفي الخارج، جانب عسكري وجانب سياسي، جانب يحارب وجانب يمون ولولا الخارجي الذي يجلب التموين لما استطاع من في الداخل الصمود وان الذي في الخارج هو الذي يقوم بالمفاوضات والاتصالات مع الوساطات ومع هذا فعين السخط تبدي المساوئ
قنوات عربية المفروض انها احترافية لكنها تساوي بين المجرم المعتدي الغاصب الصهيوني وبين صاحب الأرض المدافع، تغطي تصريحات القتلة المجرمين وتهمش أي عنوان او فعل للمقاومة وتشكك في قراراتهم وتحاول ان تجيش اهل غزة عليهم وتجعلهم يثورون وتحمل المقاومة مسؤولية العدوان لأنه ببساطة كما يقول علم النفس تمنت الزانية ان لو نساء القبيلة كلهن مثلها حتى لا تقع تحت طائلة تأنيب الضمير وإذا عمت خفت
مستراح منه ليس مجرد كلمة انها زلة لسان تفضح ما في الجنان هم سواء مثل اليهود الذين فرحوا باستشهاده مثل من شمت باستشهاده لأنه ليس على طائفته ومذهبه لقد تشابهت قلوبهم فهم سواء: شياطين الانس.
﴿ وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله او تأتينا اية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون. ﴾
الدرس الثالث
ليت فينا رشيد يراجع اسقاط الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة على واقعنا ليستخرج منها الاحكام بين حكم الفرد فيها وحكم الدولة وحكم الامة
القضية ليس قضية إنسانية ولا قضية سيئة تمحوها حسنة انها قضية ايمان لقد أعلنها صراحة سيدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا يحتاج الحديث لتأويل او تفسير حديث واضح وضوح الشمس في منتصف النهار في عز الصيف في الصحراء: " ليس بمؤمنٍ من بات شبعان وجارُه إلى جنبِه جائعٌ وهو يعلمُ."
هل نحن مؤمنين ونحن نبيت على شبع بل وتخمة واسراف وتبذير واهل غزة جوعى؟
هل نحن على ايمان ولنا بيوت تأوينا وتسترنا واهل غزة في عراء؟
هل نحن على ايمان ونحن نبيت في دفء او نعيم المكيف واهل غزة في رطوبة وحر؟
هل نحن على ايمان واهل غزة تجاوزوا مرحلة الجوع بمراحل وهم الان يموتون مجاعة؟
ان لم تكن فينا حرارة الايمان فلتكن فينا نخوة الجاهلية
هل يقام علينا الحد ونحن باستطاعتنا فك الحصار عليهم لو تحركنا على قدر مسؤوليتنا؟ لكننا أثرنا الحياة الدنيا
هل يقام علينا الحد ونحن صمتنا صمت الخنوع ليس عن عجز بل عن ران والأدوية في المعابر مكدسة حتى تنتهي صلاحيتها وأطفال رضع دون حليب وشيوخ ركع دون دواء
علمتني غزة ان ضميرنا استقال وان الايمان صدقه افعال وليس مجرد اقوال وأننا خذلنا غزة فحياتنا ستكون من هوان الى هوان
الدرس الرابع
اهل غزة ما يحدث لهم هو عقوبة من الله لأنهم انتخبوا ورضوا بحكم حماس لهم وحماس حركة الاخوان المسلمين والاخوان المسلمين فرقة ضالة وتحالفت مع إيران وإيران شيعية ضالة
هذا ما يتفوه به بعض شيوخ الدين وساسة اليهود القتلة المجرمين يعيدون نشر مقاطعهم وفتاويهم في صفحاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر قنواتهم معنى ذلك ان هؤلاء الشيوخ ومجرمي اليهود اتفقوا كلاهما على ان حركة حماس وإيران كلاهما يمارسان الإرهاب على اليهود
مسلم يشهد ان لا إله الا الله وان سيدنا محمد رسول الله أكفره وادعوا المسلمين بان لا ينصروه وادعم اليهود المعتدين ضده، اخذل مسلم في حربه ضد اليهود باسم الإسلام، هذا لا يقوم به الا شيطان الانس من منافق او يهودي يمارس التقية.
قال سيدي رسول الله صل الله عليه واله وسلم: " من قُتِلَ دُون مَالِهِ فهو شَهيدٌ، ومن قُتِلَ دُون أهْلِهِ، أو دُونَ دَمِهِ، أو دُون دِيْنِهِ فهو شَهيد ٌ"
أهل غزة يقتلون دون مالهم فهم شهداء بنص حديث سيد الخلق صلى الله عليه واله وسلم
أهل غزة يقتلون دون أهلهم فهم شهداء بنص قول سيد الاولين والاخرين صلى الله عليه واله وسلم
أهل غزة يقتلون دون دمهم فهم شهداء بنص قول سيد المرسلين صلى الله عليه واله وسلم
أهل غزة يقتلون دون دينهم فهم شهداء بنص قول سيد الثقلين صلى الله عليه واله وسلم
أهل غزة يقتلون دون مالهم ودون أهلهم ودون دمهم ودون دينهم فهم تتوفر فيهم صور الشهادة الأربعة معا بنص حديث سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم
الدرس الخامس
الناس معادن فيهم المعدن النفيس والمعدن الرخيص كما يوجد من البشر من معدنه ذهب هناك أيضا منهم من معدنه قصدير والإسلام لم يأت حتى يحول القصدير الى ذهب فالذهب ذهب والقصدير قصدير لا يستويان وخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا
لكن امرنا ان نقدر الناس اقدارها وان نضع الناس منازلها فغير المعقول ان نجعل من الذهب قصدير ولا من القصدير ذهب
بمعنى ان العاجز عن نصرة اخوانه في غزة او يرى فيهم انهم ليس اخوة لهم فان لم ينتصر لهم لا يعين ضدهم ولا يحرض عليهم ولا يخذلهم ولا يزيد فيهم فتنة والناس تفريقا وتشتيتا خاصة وقت العدوان الصهيوني الأمريكي الغاشم على اهل غزة فان العالم الكافر الصليبي المسيحي اليهودي المتصهين وقف كله واتحد مع الكيان الصهيوني وامده بالعتاد والعدة والسلاح والقنابل والقذائف ليدمر بها غزة ويقتل بها أهلها والمسلم بدل ان يعين اهل غزة وينصرهم بما يملك من ضغط ومقاطعة وقطع علاقات يترك المجرمين ويشوش على اهل الرباط المرابطين في ثغورهم الذين يروعون يوميا بمجازر تقشعر لها الابدان
ان ذلك من عمل المنافقين فالناقد وقت الحرب عميل خائن لأن الوقت وقت اتحاد والتحام ونصرة لا وقت حساب وعتاب حتى ولو جاء ذلك باسم النصح والدين فذلك من تلبيس ابليس ومن عمل شياطين الانس من المنافقين
قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم:" المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنْه"
فليت العاجز سكت واراحنا من لسانه وسلم اهل غزة المسلمون المرابطون المجاهدون من لسانه،شياطين الانس هم الذين يقولون لا تجاهدوا اليهود وأنتم ضعفاء وامريكا القوية من ورائهم تدعمهم وتنصرهم...
الغلبة لم تكن يوما للفئة الكبيرة ولم يكن النصر بقوة العتاد والعدة وما يحدث في ساحات المعركة في غزة أعظم واصدق دليل حيث بعبوة نارية لا تتجاوز مئة دولار تفجر دبابة الميركافا فخر الصناعة اليهودية التي تقدر بملايين الدولار
لذلك فعلى من يتصدر المشهد الديني من خطيب وواعظ ومدرس وامام قل خيرا في غزة او لتصمت.
الدرس السادس
كنا صغار نشاهد الرسوم المتحركة والأفلام الكارتونية، هناك صنفان في كل سلسلة كارتونية الاخيار والاشرار والخير دوما ينتصر، لكن كبرنا وعلمتنا الدنيا بالقسوة والالم اننا كنا مخدوعين، الحياة ليس مثل مسلسل كارتوني اما ابيض او اسود، هناك اخيار وهناك اشرار وهناك لون رمادي يطغى على اللونين الأبيض والأسود، هناك نفاق زحف على المنطقة يصور الاخيار هم الأشرار والاشرار ضحايا، الصراع ليس بين خير وشر فقط مثلما تعلمنا وتم تغذية عقولنا به الخير ليس بين والشر ليس بين، النفاق هو المهيمن
هناك فرق دينية وحكام وقطاعات من المفكرين والأساتذة والمثقفين تمنوا ان تهزم حماس، تمنوا ان تنتصر دولة الكيان الصهيوني المحتل على من يدافع على ارضه وعرضه، هناك منا من شارك وساهم في خنقهم وحصارهم واغلاق باب دخول المساعدات الى الشعب العربي المسلم في غزة وهناك من حرم حتى الدعاء لهم بالنصر، تأمل كتب الدين تجد دار حرب ودار سلام واهل ذمة لكن لا أحد تكلم عن المنافقين الا القران الكريم
المنافق الذي يعيش معك يتلكم بلسانك لكن يفرح لاستشهاد قادة حماس ويعلنها بكل وقاحة فلسطين ليس قضيتي، الفلسطينيون طبعوا مع اليهود فلماذا لا أطبع؟
نحتاج لتأصيل وتحليل وتشريح ظاهرة النفاق من طرف علماء ربانيين ورثة الأنبياء لا يخافون في الله لومة لائم، علماء لا يتخذون الحاكم صنم يعبد دون الله ولا يتخذون اتباعهم صنم يعبد دون الله، علماء يؤمنون بان الرقابة هي رقابة المولى لهم فلا يخافون في الله لومة لائم لا يخشون رقابة اتباعهم ولا رقابة حكامهم
علمتني غزة ان سبب الوهن والخذلان ليس الكفار الأقوياء بل تمكن المنافقين من رقابنا وجيوبنا فصرنا رهائنهم في ارزاقنا ثم ركنا إليهم
﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾
الدرس السابع
قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم:"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه."
جاء رجلًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله سلم: “أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد -يعني مسجد المدينة -شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ـ ولو شاء أن يمضيه أمضاه ـ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة ـ حتى يثبتها له ـ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام”
اخوتنا في غزة في كرب شديد ومليارات الدولارات تصرف في إقامة الحفلات الغنائية ومهرجانات الرقص والطرب، هذه الأموال أموال الامة أموال الشعب وهي امانة عند الحكام لينفقوها في خدمة الشعب والاوطان والدين الإسلامي
حكامنا يعبدون الهوى وعلماؤنا يعبدون الدينار والدرهم، لا أحد تجرأ وقال كلمة حق أمام سلطان أمريكا الجائر كلنا بين خانع وخاضع.
نهانا الله عز وجل ان نؤتي اموالنا للسفاء حتى لا ينفقونها فيما يغضب الله وفيما لا ينفع الامة فاذا بنا نؤتي الحكم والمناصب للسفهاء ليتخذوا من القرارات ما يغضب الله ويضر الامة ولا أحد من العلماء تحرك وقال كلمة حق رغم ان الدين نصيحة ولا خير فيمن لا ينصح حكامنا لأن اليهود يروا فينا كلنا ثيران ولا فضل بين صور اسود وابيض ومتى تركنا اليهود يأكلون الثور الأبيض فمسألة وقت فقط ويتم التهام بقية الثيران
الدرس الثامن
لو كان لنا حدود مع فلسطين لحررناها، جملة كثير ما اسمعها من بعض الشباب المتحمسين وحتى من بعض الكهول لكن تحزنني هذه الجملة وتؤلمني لأني اسمعها في شارع ومقهى
ان الذي لا يستطيع تحرير نفسه لا يستطيع تحرير غيره وان الذي لا ينتصر لله لا ينتصر لأرض ولا لوطن
ان التحرير لا يكون منطلقه ولا مرجعيته حديث شارع او حديث مقهى بل أي نصر يكون خروجه من المسجد فالمسجد مدرسة الرجال من اول بناء وضع للناس الى اخر بناء يعبد فيه الله حتى تقوم الساعة
ان الذي لا يستطيع ان يغلب النوم ويقوم لصلاة الفجر مستحيل ان يغلب محتل، ان الذي لا يستطيع ان يهزم كسل نفسه عن الصلاة في وقتها لن يستطيع ان يهزم غاصب
فلسطين يحررها عباد الله اما نحن فالبعض عباد التيكتوك والبعض عبيد كرة القدم وبعضنا عبيد الموضة وكلنا عبيد الهوى بتنوعاته وتفرعاته
نقيم الدنيا ولا نقعدها إذا خسرت البارصا ونغضب إذا ضيع رونالدو ضربة الجزاء ونسقط صرعى ويغمى علينا حين يصدح صوت الشيخ المراهق بالغناء على الركح أما هزائمنا الحضارية فلا بواكي لها.
لذلك نعيش في تعاسة وانتكاسة رغم انه لا ينقصنا شيء لأننا في الحقيقة قلوبنا لا تعبد الله، قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم:" تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتفش."
الدرس التاسع
علمتني غزة اننا نعيش في بحار من النعم لم نلتفت اليها ولم ننتبه لها ولم نشكر الله عليها، كل واحد منا له بيت يأويه واكل متنوع وماء بارد وفواكه وخضار أطباق كثيرة ومكيف هواء ...
واهل غزة في عراء، بيت مهدم، خراب ودمار يفترشون الحجارة يتمنون الدواء لجرحى ومرضى، منظر الجثث والاشلاء طبعت في اذهان صغارهم ينامون ويستيقظون على القصف والقنص ونحن نشكو ارتفاع درجة الحرارة وان التكييف ليس بالقوة المطلوبة نشكي غلاء اللحوم وارتفاع ثمن السمك
نشكو انقطاع الكهرباء او النت لساعات وعدم ذهابنا للمصيف وحياتنا التي نتذمر منها ونتبرم هي أكبر احلام فرد في غزة ان يجد حليب لرضيعه، ان يجد كفن ليدفن فيه اخ له،ان يجد ادوية بمستشفى، ان يجد شربة ماء ،ان يجد بعض الخضر
قال ابن كثير في التفسير عند قول الله تعالى:﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾
أي لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها، ولئن كفرتم أي كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها إن عذابي لشديد، وذلك بسلبها عنهم وعقابه إياهم على كفرها.
نحن نعيش في مرحلة كفر النعم، قليل منا من يشكر الله على نعمه باللسان اما شكر القلب وترجمته بالصدقة فذلك نادر
ان ما يحدث في غزة صفعة لنا حتى نراجع حساباتنا مع نعم الله ولا نقع في فخ كفر النعم عن غفلة
الدرس العاشر
علمتني غزة ان داعش وتنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات التي تدعي انها جهادية جاءت لأجل اعلاء كلمة لا إله الا الله وأنها تعمل من اجل تأسيس الخلافة الإسلامية، هي حركات تقتل المسلمين في الجزائر وقت التسعينات وفي ليبيا وسوريا والعراق هي تنظيمات ماسونية صهيونية جاءت لتدمير البلاد الإسلامية تحركها أمريكا وتمولها وتدعمها وتنقلها وفق اجندتها فقط، لذلك مستحيل تجد هذه التنظيمات الجهادية في فلسطين او تجدها تقوم بعملية ضد اليهود في أي دولة في العالم او تستهدف مصالح الكيان الصهيوني وشركاته في أي دولة في ارجاء العالم
ان هذه التنظيمات الجهادية الشيطانية تضرب روسيا حين تتحالف مع بعض الدول الإسلامية لكنها لن تضرب ابدا مصالح الصهاينة سواء داخل الكيان المحتل او خارجه، هذا الامر ليس بسر او جديد كل الدول العربية والإسلامية تعرفه استخباراتيا وسياسيا لكن متى تكون عندنا الشجاعة حتى نواجه الامر ونسمي الأشياء بمسمياتها ونتحرك قانونيا وفق الأطر القانونية الدولية حتى وان عجزنا على محاسبة أمريكا فإننا يكفي اننا عريناها وفضحناها امام شعوبهم وهم يدعون الحرية والديمقراطية ونصرة الإنسانية
هذه التنظيمات الشيطانية التي تدعي زورا انها جهادية كلنا نعرف انها عصا الماسونية تلوح بها أمريكا حتى تدجن دولنا وتدخلها دوما صف التبعية كلما حركت راسها امتعاضا بسبب الضغوطات الشعبية لذلك هي فرصة مناسبة حتى تتحرك الدول بإعلامها ومؤسساتها حتى غير الرسمية لأجل نزع هذه العصا وكسرها بدل ان نقف موقف الباكي ونردد الإسلام بريء من الإرهاب ونحن ننبذ العنف والتطرف ويعامل كل ملتحي ومنقبة في الخارج على انه إرهابي او إرهابية سينفذ عملية انتحارية
ان كل التنظيمات المتطرفة التي تتخذ من الإسلام شعار لها ثبت انها تنظيمات أنشأتها الاستخبارات الغربية لأجل مصالحها لذلك وجب علينا ان نوضح للراي العالمي ولشعوبها حقيقة هذه التنظيمات الإرهابية الشيطانية
﴿ ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين. ﴾
للأسف تلك حقيقة الهية لماذا لم ننصر اهل غزة؟
لأننا لسنا أهل لذلك، لقد كره الله انبعاثنا فثبطنا وقعدنا مع القاعدين وهذا بعد ان اعطى لنا الفرصة لكننا لم نتحرك ولم نعد العدة للنصرة
نحن مجرد ظاهرة صوتية نندد ونستنكر ونشجب العدوان الصهيوني ونهيب بالمجتمع الدولي ان يوقف العدوان ونطالب من الهيئات الدولية ان تقوم بمهامها المنوطة أما نحن فسفارات الكيان في اوطاننا والمكاتب التجارية في ترابنا والسياح يتجولون بيننا ومصالح اقتصادية متبادلة حتى أصبحنا امتداد للكيان وأذرعه التي تخنق أهلنا في غزة
هل استحوذ علينا الشيطان في غفلة من امرنا وتحولنا نحن كذلك الى شياطين الانس؟
هل اتبعنا سنن اليهود والنصارى حتى أصبحت طباعنا طباعهم وتشابهت قلوبنا وبتنا نخرب بيوتنا بأيدينا
علمتني غزة ان هناك أهل عزة وأهل ذلة ﴿ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون. ﴾
|