• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يزيد بن معاويه (لع) خليفه المسلمين (3) .
                          • الكاتب : نجم الحجامي .

يزيد بن معاويه (لع) خليفه المسلمين (3)

بحث في اربع فصول

الفصل الاول - من هو يزيد

الفصل الثاني - يزيد يقتل الحسين (عليه السلام ) وأهل بيت النبوه

الفصل الثالث - يزيد ينتقم من الانصار

 الفصل الرابع  - يزيد يقصف الكعبه بالمنجنيق

الفصل الثالث - يزيد ينتقم من الانصار

أسباب حقد بني اميه على الصحابه  من الانصار

يقول الشيخ  علي الكوراني في كتابه جواهر التاريخ ان مما زاد في بغض قريش للانصار موقف زعيم الانصار سعد بن عباده ضد السقيفه وخلافه ابو بكر وعمر واصراره على موقفه حتى قتل في منفاه

ثم جاء دور الأنصار في انتقاد عثمان وعدم الدفاع عنه، حتى قتله الصحابة

ثم دورهم المميز في مسانده الامام علي (عليه السلام ) في حربه ضد قريش في معركه الجمل وحربه ضد معاويه في صفين 

ويضيف الشيخ الكوراني قائلا (من السهل أن تلمس عند معاوية ويزيد وبني أمية تجاه الأنصار، نفس المشاعر العدائية التي كانت عند أبي سفيان ومشركي قريش تجاههم فقد اعتبروهم مسؤولين عن حماية النبي (صلى الله عليه وآله) ونصرته، وتحقيق النصر له عليهم

وأكثر ما أغاض معاوية من الأنصار أنهم كانوا جميعا مع علي (عليه السلام) وكانوا من أشد المجموعات القتالية عليه في صفين، فحقد عليهم إلى آخر عمره، ثم أوصى ابنه يزيد بالشدة معهم إن لم يبايعوه، أو ثاروا عليه، فبطش بهم يزيد في وقعة الحرة، بطش الجبارين الملحدين

الانصار قاتلوا معاويه مع علي (عليه السلام)

روى نصر بن مزاحم في كتابه وقعة صفين / 445:

(وإن معاوية دعا النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري، ومسلمة بن مخلد الأنصاري، ولم يكن معه من الأنصار غيرهما فقال: يا هذان، لقد غمني ما لقيت من الأوس والخزرج، صاروا واضعي سيوفهم على عواتقهم يدعون إلى النزال، حتى والله جبنوا أصحابي الشجاع والجبان، وحتى والله ما أسأل عن فارس من أهل الشام إلا قالوا قتلته الأنصار. أما والله لألقينهم بحدي وحديدي، ولأعين لكل فارس منهم فارسا ينشب في حلقه، ثم لأرمينهم بأعدادهم من قريش،. فغضب النعمان من كلامه

الانصار قاتلوا معاويه مع الحسن (عليه السلام )

قاتل الانصار معاويه مع الحسن (عليه السلام ) قتالا شديد ولما تم الصلح بين الحسن ومعاويه أرسل معاويه إلى قيس ابن سعد يدعوه إلى البيعة وكان رجلا طويلا يركب الفرس المشرف ورجلاه تخطان في الأرض فلما أرادوا ادخاله إليه قال انى حلفت ان لا القاه إلا وبيني وبينه الرمح والسيف فامر معاوية برمح وسيف بينه وبينه ليبر بيمينه

قال أبو الفرج وقد روى أن الحسن " عليه السلام " لما صالح معاوية اعتزل قيس ابن سعد في أربعة آلاف وأبى ان يبايع فلما بايع الحسن ادخل قيس ليبايع فاقبل على الحسن فقال افي حل انا من بيعتك ؟ فقال نعم فألقى له كرسي وجلس معاوية على سرير والحسن معه فقال له معاوية أتبايع يا قيس قال نعم ووضع يده على فخذه ولم يمدها إلى معاوية فجاءا معاوية على سريره وأكب على قيس حتى مسح يده على يده وما دفع قيس إليه يده

رسول الله استوصى بالانصار خيرا

قال رسول الله (صلى الله عليه واله ):

 إستوصوا بالأنصار خيرا. وقال أيضا: حب الأنصار إيمان وبغضهم نفاق! وفي صحيح البخاري: لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق

معاويه ينتقص من الانصار

قدم معاوية حاجّا في خلافته المدينة بعد ما قُتل أمير المؤمنين (عليه السلام ) وبعد ما مات الحسن ( عليه السلام ) فاستقبله أهل المدينة ، فنظر فإذا الذي استقبله من قريش أكثر من الانصار ، فسأل عن ذلك فقيل : إنهم محتاجون ليست لهم دواب

فالتفت معاوية إلى قيس بن سعد بن عبادة فقال : يا معشر الانصار ما لكم لا تستقبلوني مع إخوانكم من قريش ؟

فقال قيس وكان سيد الانصار وابن سيدهم : أقعَدنا يا أمير المؤمنين أنْ لم تكن لنا دواب

قال معاوية فأين النواضح ؟ (والنواضح هي الجمال التي تعمل في الحقل )

فقال قيس : أفنيناها يوم بدرٍ ويوم أحدٍ وما بعدهما في مشاهد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) حين ضربناك وأباك على الاسلام حتى ظهر أمر الله وأنتم كارهون

قال معاوية : الّلهم غفرا

ثم قال قيس : يا معاوية تعيّرنا بنواضحنا ، والله لقد لقيناكم عليها يوم بدر وأنتم جاهدون على إطفاء نور الله ، وأن تكون كلمة الشيطان هي العليا ، ثم دخلت أنت وأبوك كُرها في الاسلام الذي ضربناكم عليه (20)

معاويه يضيّق على الانصار في أرزاقهم

قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) مخاطبا الانصار:

 (ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تقدموا علي الحوض)، وهذا الخبر هو الذي يكفّر كثير من أصحابنا معاوية بالإستهزاء به، وذلك أن النعمان بن بشير الأنصاري جاء في جماعة من الأنصار إلى معاوية فشكوا إليه فقرهم وقالوا لقد صدق رسول الله (ص) في قوله لنا (  ستلقون بعدي أثرة   )

قال معاوية: فماذا قال لكم؟ قالوا: قال لنا: فاصبروا حتى تردوا علي الحوض. قال: فافعلوا ما أمركم به، عساكم تلاقونه غدا عند الحوض كما أخبركم وحرمهم ولم يعطهم شيئا). (21)

 

يزيد بن معاويه ينتقم من أنصار النبي (صلى الله عليه وآله) بموقعة الحرة

  أرسل الانصار  وفدا من قادتهم بقيادة عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة الى الشام ليطلعوا على احوال يزيد عن كثب وليعرفوا يقينا سلوك يزيد وهل يشرب الخمر ويرتكب المنكرات؟ فرجعوا ذامين له مجمعين على خلعه (22)

وأجمع الصحابه على عبد الله بن حنظلة (غسيل الملائكة) فأسندوا أمرهم إليه فبايعهم على الموت وقال: يا قوم اتقوا الله وحده لا شريك له فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء إن رجلا ينكح الأمهات والبنات والأخوات، ويشرب الخمر ويدع الصلاة، والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت لله فيه بلاء حسنا فتواثب الناس يومئذ يبايعون من كل النواحي) (23)

وصيه معاويه ليزيد

نقل أبو جعفر الطبري في تاريخه وابن الأثير في الكامل والبيهقي في المحاسن والمساوي وغيرهم أن معاوية قال ليزيد إن لك من أهل المدينة ليوما فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة (هو الذي سمي مسرفا ومجرما) فإنه رجل قد عرفت نصيحته

عرف معاوية أن مسلما لا دين له فأمر يزيد أن يرمي به أهل المدينة وقد فعل يزيد ما أمره به معاويه ، وفعل مسلم بأهل المدينة ما أريد منه حيث قال له يزيد:

 يا مسلم لا تردن أهل الشام عن شئ يريدون بعدوهم فسار بجيوشه من أهل الشام فأخاف المدينة واستباحها ثلاثة أيام بكل قبيح وافتضت فيها نحو ثلاثمائة بكر، وولدت فيها أكثر من ألف امرأة من غير زوج وسماها نتنة وقد سماها رسول الله (صلى الله عليه واله) طيبة، وقتل فيها من قريش والأنصار والصحابة وأبنائهم نحو من ألف وسبعمائة وقتل أكثر من أربعة آلاف من سائر الناس، وبايع المسلمين على أنهم عبيد ليزيد ومن أبى ذلك أمره مسلم على السيف.. إلى غير ذلك من المنكرات

 

ثوره الصحابه في المدينه المنوره

 

قَالَ الْوَاقِدِيّ أَنبأَنَا ابْن أبي ذِئْب عَن صَالح بن أبي حسان أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم المَخْزُومِي قَالَ لما وثب أهل الْحرَّة وأخرجوا بني أُميَّة عَن الْمَدِينَة واجتمعوا على عبد الله بن حَنْظَلَة وَبَايَعُوهُ على الْمَوْت قَالَ يَا قوم اتَّقوا الله فوَاللَّه مَا خرجنَا على يزِيد حَتَّى خفنا أَن نُرمَى بِالْحِجَارَةِ من السَّمَاء  قَالَ وَكَانَ ابْن حَنْظَلَة يبيتُ تِلْكَ اللَّيَالِي فِي الْمَسْجِد وَمَا يزِيد على أَن يفْطر على شربة من سويق ويصوم الدَّهْر (24)

جيش يزيد يستبيح المدينه المنوره

وَقَالَ الْمَدَائِنِي توجه مُسلم بن عقبَة إِلَى الْمَدِينَة فِي اثْنَي عشر ألف رجل وَيُقَال اثْنَي عشر ألف فَارس وَخَمْسَة عشر ألف راجل قَالَ السُّهيْلي فِي روضه وقْعَة الْحرَّة كَانَ سَببهَا أَن أهل الْمَدِينَة خلعوا يزِيد بن مُعَاوِيَة وأخرجوا بني أُميَّة وَأمرُوا عَلَيْهِم عبد الله بن حَنْظَلَة الغسيل الَّذِي غسلت أَبَاهُ الْمَلَائِكَة يَوْم أُحد

وصمد مُسلم فِي العساكر فانكشف أهل الْمَدِينَة من كل جَانب ثمَّ حمل ابْن الغسيل فانكشف العساكر وانتهت إِلَى مُسلم فَنَهَضَ فِي وُجُوههم بِالرِّجَالِ وَاشْتَدَّ الْقِتَال ثمَّ جَاءَ الْفضل بن عَبَّاس بن ربيعَة بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب لِابْنِ الغسيل فقاتل مَعَه ثمَّ انتقى الشجعان يُرِيد قتل مُسلم فَحمل على أهل الشَّام فانفرجوا وجثت الرَجال أَمَامه على الركب ومضَى نَحْو راية مُسلم فَقتل صَاحبهَا يظنّ أَنه مُسلم بن عقبَة فَأخذ مُسلم رايته وَسَار وشدت الرِّجَال أَمَامه فصرع الْفضل بن عَبَّاس وَقتل مَعَه زيد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَتَقَدَّمت خيل مُسلم إِلَى ابْن الغسيل وَمَعَهُ أَخُوهُ لأمه مُحَمَّد بن ثَابت بن قيس ابْن شماس وَعبد الله بن زيد بن عَاصِم وَمُحَمّد بن عَمْرو بن حزم وأبلى مُحَمَّد ابْن سعد بن أبي وَقاص ثمَّ انهزم النَّاس

من يثأر لالف وسبعمائه صحابي من المهاجرين والانصار

قال شيخ البخاري خليفة بن خياط: تاريخ خليفة بن خياط (ص: 239) (ودعا سلم بن عقبة النَّاس إِلَى الْبيعَة عَلَى أَنهم خول ليزِيد بْن مُعَاوِيَة يحكم فِي أَهْليهمْ وَدِمَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ ماشاء حَتَّى أُتِي بِعَبْد اللَّه بْن زَمعَة وَكَانَ صديقا ليزِيد بْن مُعَاوِيَة وصفيا لَهُ فَقَالَ بَايع عَلَى أَنَّك خول لأمير الْمُؤمنِينَ يحكم فِي دمك وَأهْلك وَمَالك
قَالَ أُبَايِعك عَلَى أَنِّي (ابْن عَم) أَمِير الْمُؤمنِينَ يحكم فِي دمي وَأَهلي وَمَالِي؛ فَقَالَ اضربوا عَنقه؛ فَوَثَبَ مَرْوَان فضمه إِلَيْهِ وَقَالَ يُبَايِعك عَلَى مَا أَحْبَبْت قَالَ وَالله لَا أقيلها إِيَّاه أبداً وَقَالَ إِن تنحى وَإِلَّا فاقتلوهما جَمِيعًا فَتَركه مَرْوَان فَضربت عَنق ابْن زَمعَة

وحتى الرجوع إلى الموافقة لم يقبل منه

وقال خليفة: (قَالَ أَبُو الْحسن (المدائني) وَقَالَ عوَانَة بن الحكم:

 (أُتِي مُسلم بِيَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زَمعَة  فقال بايع ، قال أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه فأمر به فقتل)

ويقول الشيخ حسن فرحان المالكي :

هكذا إذاً من طلب البيعة على الكتاب والسنة يقتل! ومن بايع عبداً ينجو
والخبر عند الطبري أيضاً؛ وفيه تفصيل زيادة؛ ففي تاريخ الطبري (5/ 493) (قَالَ عوانة: وأُتِى (مسلم) بيزيد بن وهب بن زمعة، فَقَالَ: بايع؛ قَالَ: أبايعك عَلَى سنة عمر، قَالَ: اقتلوه؛ قَالَ: أنا أبايع (يعني على ما تريد)، قَالَ: لا وَاللَّهِ لا أقيلك عثرتك  فكلمه مروان بن الحكم - لصهر كان بينهما - فأمر بمروان فوجئت عنقه، ثم قال: بايعوا عَلَى أنكم خول ليزيد بن مُعَاوِيَة  ثُمَّ أمر بِهِ فقتل)

وحتى الذين لهم هوى في بني أمية وفيهم نصب يقرون بهذا؛ كالذهبي مثلاً، الذي قال في تاريخ الإسلام  (5/ 29) ( دَخَلَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدِينَةَ، وَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ، عَلَى أَنَّهُمْ خَوَلٌ لِيَزِيدَ، يَحْكُمُ فِي أَهْلِهِمْ وَدِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ مَا شَاءَ، حَتَّى أُتِيَ بِابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، وَكَانَ صَدِيقًا لِيَزِيدَ وَصَفِيًّا لَهُ، فَقَالَ: بَلْ أُبَايِعُكَ عَلَى أَنِّي ابْنُ عَمِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، يَحْكُمُ فِي دَمِي وَأَهْلِي، فَقَالَ: اضْرِبَا عُنُقَهُ! فَوَثَبَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، .. وَقَالَ: إِنْ تَنَحَّى مَرْوَانَ، وَإِلَّا فَاقْتُلُوهُمَا مَعًا، فَتَرَكَهُ مَرْوَانُ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ)
وهذا ابن كثير؛ وهو أشد أموية من الذهبي؛ يقول في البداية والنهاية (8/ 243) (فَدَخَلَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدِينَةَ فَدَعَا النَّاسَ لِلْبَيْعَةِ عَلَى أَنَّهُمْ خَوَلٌ لِيَزِيدَ بن معاوية، ويحكم فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ مَا شَاءَ)

وفي التنوير لابن دحية: وقتل من وجوه المهاجرين والأنصار ألف وسبعمائة، ومن حملة القرآن سبعمائة، وجالت الخيل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراثت بين القبر الشريف والمنبر، واختفى أهل المدينة حتى دخلت الكلاب المسجد وبالت على منبر رسول الله (صلى الله عليه  واله وسلم)، ولم يرض أمير ذلك الجيش من أهل المدينة إلا بأن يبايعوه ليزيد على أنهم خول: أي عبيد له إن شاء باع وإن شاء أعتق، حتى قال له بعض أهل المدينة: البيعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فضرب عنقه) اهـ النص

ويقول السيوطي في الخصائص: وهذا المقتلة لــ (أهل الرضوان) يوم الحرة لم يحدث مثلها من كفار قريش ولا أصحاب مسيلمة؛ وسبقهم قتل (أهل بدر) يوم صفين على أيدي بني أمية أيضاً؛ فالذين أفنوا  أهل بدر يوم صفين هم بنو أمية؛ والذين أفنوا أهل الرضوان يوم الحرة هم بنو أمية

ويقول عبد الملك العصامي في كتابه سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

وأباح مُسلم الْمَدِينَة ثلاثَاً للْقَتْل والنهب وأفزع ذَلِك الصَّحَابَة الَّذين بهَا

وَلزِمَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ بَيته فَدخل عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْأَيَّام الَّتِي أبيحت الْمَدِينَة فِيهَا فَقيل لَهُ من أَنْت أَيهَا الشَّيْخ فَقَالَ أَنا أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ صَاحب رَسُول الله

فَقَالُوا قد سمعنَا خبرك ولنعم مَا فعلت حِين كَفَفْت يدك ولزمت بَيْتك وَلَكِن هَات المَال فَقَالَ أَخذه الَّذين دخلُوا قبلكُمْ عَليّ وَمَا عِنْدِي شَيْء فَقَالُوا كذبت ثمَّ قَالُوا أضجعوه فأضجعوه فَجعل كل وَاحِد يَأْخُذ من لحيته خصْلَة وَأخذُوا مَا وجدوا حَتَّى صوف الْفرش وَحَتَّى أخذُوا زَوْجَيْنِ من حمام كَانَ صبيانه يَلْعَبُونَ بهما (25)

وَأما جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ فَخرج فِي ذَلِك الْيَوْم يطوف فِي أَزِقَّة الْمَدِينَة وَهُوَ أعمى والبيوت تنتهب وَهُوَ يعثر فِي الْقَتْلَى وَيَقُول تعس من أَخَاف رَسُول الله

فَقَالَ لَهُ قَائِل وَمن أَخَاف رَسُول الله

فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله

يَقُول من أَخَاف الْمَدِينَة فقد أَخَاف مَا بَين جَنْبي فحملوا عَلَيْهِ ليقتلوه فَأَخذه مِنْهُم مَرْوَان بن الحكم وَأدْخلهُ بَيته  (26)

وَقتل فِي ذَلِك الْيَوْم من وُجُوه الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار ألف وَسَبْعمائة رجل وَقيل من أخلاط النَّاس عشرَة آلَاف سوى النِّسَاء وَالصبيان ونهبوا وأفسدوا وَاسْتَحَلُّوا الْحرم وعطلت الصَّلَوَات فِي مَسْجد رسول الله(صلى الله عليه واله) (27)

جيش يزيد يهين المصحف الشريف

وَلم يبْق فِي الْمَسْجِد إِلَّا سعيد بن الْمسيب جعل نَفسه ولهاناً خبلا فَتَرَكُوهُ وَكَانَ يَقُول كنت أسمع عِنْد مَوَاقِيت الصَّلَاة همهمة من الْحُجْرَة المطهرة وافتض فِيهَا ألف عذراء وَإِن مفتضَّها فعل ذَلِك أَمَام الْوَجْه الشريف وَالْتمس مَا يمسح بِهِ الدَّم فَلم يجد فَفتح مصحا قَرِيبا مِنْهُ ثمَّ أَخذ من أوراقه ورقة فتمسح بهَا نَعُوذ بِاللَّه مَا هَذَا إِلَّا صَرِيح الْكفْر وأنتنه (28)

جيش يزيد يقتل الاطفال

وَمن ذَلِك أَن امْرَأَة من الْأَنْصَار دخل عَلَيْهَا رجل من أهل الشَّام وَهِي ترْضع وَلَدهَا وَقد أَخذ مَا كَانَ عِنْدهَا قَالَ لَهَا هَاتِي الذَّهَب وَإِلَّا قتلتك وَقتلت ابْنك فَقَالَت وَيحك إِن قتلته فأبوه أَبُو كَبْشَة صَاحب رَسُول الله

وَأَنا من النسْوَة اللَّاتِي بايعن رَسُول الله

وَمَا خُنْت الله فِي شَيْء بَايَعت رَسُوله عَلَيْهِ فَأخذ الصَّبِي من حجرها وثديها فِي فِيهِ وَضرب بِهِ الْحَائِط حَتَّى انتثر دماغه فِي الأَرْض وَالْمَرْأَة تَقول لَو كَانَ عِنْدِي شَيْء أفديك بِهِ يَا ابْني لفديتك قَالَ فَمَا خرج من الْبَيْت حَتَّى اسودَ نصف وَجهه وَصَارَ مثلَة فِي النَّاس (29)

 

علماء اهل السنه يفتون بلعن يزيد

اولا - احمد بن حنبل يلعن يزيد

قال ابو الفرج ابن الجوزي في كتابه الرد على المتعصب العنيد مايلي :

قال صالح لوالده احمد بن حنبل

ان قوما ينسبوننا الى توالي يزيد فقال يابني وهل يتوالى يزيد احد يؤمن بالله واليوم الاخر ؟

فقلت لم لا تلعنه

فقال وكيف لا العن من لعنه الله في كتابه؟

فقلت واين لعن الله  يزيد

فقال في قوله تعالى

فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ (محمد 22 و23)

فهل يكون فساد اعظم من القتل

ثانيا – سبط بن الجوزي

قد أفتى كلّ من سبط بن الجوزي والقاضي أبو يعلى والتفتازاني والجلال السيوطي وغيرهم من أعلام السنة القدامى بكفر يزيد (لعنه لله) وجواز لعنه

ثالثا -اليافعي

قال اليافعي : (وأمّا حكم من قتل الحسين ، أو أمر بقتله ، ممّن استحلّ ذلك فهو كافر)

رابعا - التفتازاني

قال التفتازاني في (شرح العقائد النفسيّة) : (والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين ، واستبشاره بذلك ، وإهانته أهل بيت الرسول ممّا تواتر معناه ، لعنة الله عليه ، وعلى أنصاره وأعوانه) المصدر السابق

خامسا - الذهبي

قال الذهبي : (كان ناصبياً فظاً غليظاً ، يتناول المسكر ويفعل المنكر ، افتتح دولته بقتل الحسين ، وختمها بوقعة الحرّة)

سادسا - المسعودي

قال المسعودي : (ولمّا شمل الناس جور يزيد وعماله وعمّهم ظلمه وما ظهر من فسقه ومن قتله ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنصاره وما أظهر من شرب الخمر ، سيره سيرة فرعون ، بل كان فرعون أعدل منه في رعيّته ، وأنصف منه لخاصّته

سابعا- العلامه المناوي

العلامه المناوي في تفسيره فيض القدير – الجزء1 صفحة 265

ثامنا- ابو الفرج ابن الجوزي

هذا وقد صنّف أبو الفرج ابن الجوزي الفقيه الحنبلي الشهير كتاباً في الردّ على من منع لعن يزيد واسماه ( الردّ على المتعصّب العنيد المانع من ذم يزيد)

قال أبو الفرج بن الجوزي في كتابه اعلاه (أجاز العلماء الورعون لعنه)

تاسعا – الالوسي

يقول الالوسي في تفسيره روح المعاني في تفسير الايتين 22و23 من سوره محمد

وعلى هذا القول لا توقف في لعن يزيد لكثرة أوصافه الخبيثة وارتكابه الكبائر في جميع أيام تكليفه ويكفي ما فعله أيام استيلائه بأهل المدينة ومكة

عاشرا – الطبراني

فقد روى الطبراني بسند حسن (اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل)

والطامة الكبرى ما فعله بأهل البيت ورضاه بقتل الحسين على جده وعليه الصلاة والسلام واستبشاره بذلك وإهانته لأهل بيته مما تواتر معناه

وفي الحديث

ستة لعنهم الله وكل نبي مجاب الدعوة المحرف لكتاب الله وفي رواية( الزائد في كتاب الله ) والمكذب بقدر الله والمتسلط بالجبروت ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله والمستحل من عترتي والتارك لسنتي)

احد عشر -العلامه التفتازاني

وقال العلامة التفتازاني: لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله تعالى عليه وعلى أنصاره وأعوانه، وممن صرح بلعنه جلال السيوطي عليه الرحمة

وفي تاريخ ابن الوردي. وكتاب الوافي بالوفيات أن السبي لما ورد من العراق على يزيد خرج فلقى الأطفال والنساء من ذرية علي. والحسين رضي الله تعالى عنهما والرؤوس على أطراف الرماح وقد أشرفوا على ثنية جيرون فلما رآهم نعب غراب فأنشأ يقول

لما بدت تلك الحمول وأشرقت ** تلك الشموس على ربى جيرون

نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح** فلقد قضيت من الرسول ديوني

 

يعني أنه قتل الحسين واهل بيته  بمن قتله رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يوم بدر كجده عتبة وخاله ولد عتبة وغيرهما وهذا كفر صريح ومثله تمثله بقول عبد الله بن الزبعري قبل إسلامه

ليت أشياخي ببدر شهدوا **جزع الخزرج من وقع الأسل

لا هلوا واستهلوا فرحاً ** ثم قالوا يا يزيد لا تشل

وأنا أقول(والقول للعلامه التفتازاني): الذي يغلب على ظني أن الخبيث لم يكن مصدقا برسالة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأن مجموع ما فعل مع أهل حرم الله تعالى وأهل حرم نبيه عليه الصلاة والسلام وعترته الطيبين الطاهرين في الحياة وبعد الممات وما صدر منه من المخازي ليس بأضعف دلالة على عدم تصديقه من إلقاء ورقة من المصحف الشريف في قذر، ولا أظن أن أمره كان خافيا على أجلة المسلمين إذا ذاك ولكن كانوا مغلوبين مقهورين لم يسعهم إلا الصبر ليقضي الله أمرا كان مفعولا، ولو سلّم أن الخبيث كان مسلما فهو مسلم جمع من الكبائر ما لا يحيط به نطاق البيان، وأنا أذهب إلى جواز لعن مثله على التعيين ولو لم يتصور أن يكون له مثل من الفاسقين، والظاهر أنه لم يتب، واحتمال توبته أضعف من إيمانه، ويلحق به ابن زياد وابن سعد وجماعة فلعنة الله عز وجل عليهم أجمعين، وعلى أنصارهم وأعوانهم وشيعتهم ومن مال إليهم إلى يوم الدين ما دمعت عين على أبي عبد الله الحسين، ويعجبني قول شاعر العصر ذو الفضل الجلي عبد الباقي أفندي العمري الموصلي وقد سئل عن لعن يزيد اللعين

يزيد على لعني عريض جنابه * فأغدو به طول المدى العن اللعنا

ومن كان يخشى القال والقيل من التصريح بلعن ذلك الضليل فليقل: لعن الله عز وجل من رضي بقتل الحسين ومن آذى عترة النبي( صلّى الله عليه وسلّم) بغير حق ومن غصبهم حقهم فإنه يكون لاعنا له لدخوله تحت العموم دخولا أوليا في نفس الأمر، ولا يخالف أحد في جواز اللعن بهذه الألفاظ ونحوها سوى ابن العربي المار ذكره وموافقيه فإنهم على ظاهر ما نقل عنهم لا يجوزون لعن من رضي بقتل الحسين رضي الله تعالى عنه، وذلك لعمري هو الضلال البعيد الذي يكاد يزيد على ضلال يزيد أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أي لا يلاحظونه ولا يتصفحونه وما فيه من المواعظ والزواجر حتى لا يقعوا فيما وقعوا فيه من الموبقات أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها

اثنا عشر – ابن عقيل

قال إبن عقيل – من الحنابلة – : ومما يدل على كفره وزندقته فضلاً ، عن سبه ولعنه أشعاره التي أفصح بها وأبان ، عن خبث الضمائر وسوء الإعتقاد ، فمنها قوله في قصيدته التي أولها

علية هاتي أعلني وترنمي * بذلك أني لا أحب التناجيا

حديث أبي سفيان قدما سماً بها * إلى أحد حتى أقام البواكيا

إلاّ هات فإسقيني على ذاك قهوة * تخيرها العنسي كرماً وشاميا

إذا ما نظرنا في أمور قديمة * وجدنا حلالاً شربها متوالياً

وإن مت يا أم الأحيمر فإنكحي * ولا تأملي بعد الفراق تلاقيا

فإن الذي حدثت عن يوم بعثنا * أحاديث طسم تجعل القلب ساهياً

ولابد لي من أن أزور محمداً * بمشمولة صفراء تروي عظاميا

إن لكل واحد من أبي حنيفة ومالك وأحمد في لعن يزيد قولين ، تصريح وتلويح ، وقال القاضي أبو الحسين محمد بن القاضي أبي يعلي بن الفراء الحنبلي – وقد صنف كتاباً فيه بيان من يستحق اللعن وذكر فيهم يزيد : الممتنع من لعن يزيد أما أن يكون غير عالم بجواز ذلك ، أو منافقاً يريد أن يوهم بذلك ، وربما إستفز الجهال بقوله : (ص) : المؤمن لا يكون لعاناً ، وهذا محمول على من لا يستحق اللعن

ثلاثه عشر- سعد الدين التفتازاني الشافعي

يقول العلامة سعد الدين التفتازاني الشافعي في كتابه شرح العقائد النسفية صفحة 181

الحق أن رضا يزيد بقتل الحسين (ع) وإستبشاره به ، وإهانته أهل بيت النبي (ص) ، فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه ، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=195068
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15