• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حرارة لا تَبْرد أبدًا  .
                          • الكاتب : زينب الدراجي .

حرارة لا تَبْرد أبدًا 


 ها نَحنُ على أعتاب شهر الأحزان واللوعة والألم وقد صدق القائل بأن: ( كل الأشهر الهجرية تبدأ برؤية الهلال في السماء إلا شهر محرم فهلاله الحزن الذي يطغى على القلوب ) ، فلنختبر قلوبنا هل نحن مؤمنين ؟؟! تعالوا الى مجالس ذكر أبا عبد الله (عليه السلام) ،

فلنذكر قصة هنا 

 في أيام محرم كنا نجلس في النادي وتحدثنا عن مجالس الحسين انا وبعض الزميلات والشهيدة فقالت احداهن انا لن اذهب للمجالس هذا العام فلن اجد لي حاجة لذهاب فقد حفظت كلمات المقتل التي يتلوها كل عام على مسامعنا البعض وافقنها الرأي وقالوا صحيح لا جديد فما الجدوى فلنبقى ندرس في بيوتنا ابرك فحتى دموعنا لم تعد تنزل لتكرار الكلام وضحكن فنظرت لشهيدة كانت علامات الشفقة قد بانت على وجهها فقالت اسمعتم الحديث (ان لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد ابدا) قلن نعم!! فقالت اما سمعتم قول الحجة لابكين عليك بدل الدموع دم؟ قلن بلى؟! فقالت اذن والله ما عاشوراء الا امتحان الهي ليرى الله من هدأت النيران في قلبه ومكث في بيته مشغولا يضيع الفرصة من يديه ومن يبحث عن مجالس العزاء لعل بذكره يبرد ولو القليل من غليله وناره ، فاسأل الله الا تبرد النار هذه في صدرونا فهي من علامات المؤمن الحقيقي اما بخصوص قول الحجة فهو يبكي كل يوم على مصيبة جده ليس مرة كل عام !! وكما اسأله الا تجف هذه الدمعة ويجعلنا ويجعلكم من الباكين عليه كل يوم لا مرة كل عام اوليس كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء! قلن بلى واضافت بكلامها انما حضور مجالس الحسين بدعوة منه ليس بإرادتنا صدقوني فكانت علامات الخجل والدموع قد الحت ع وجوههم وقلن نحن نعتذر قالت بل المعذرة ياصاحب الزمان فما قدرنا جدك حق المقدرة نسأل الله ان يوفقنا لمجالس جدك لعلنا نخفف المك..(١)

 

وصاحب الزمان القائل في زيارة الناحية المقدسة مخاطبًا جده الإمام الحسين (عليه السلام): 

( ولئن أخرتني الدهور واعاقني عن نصرك المقدور فلأندبنّك صباحاً ومساءً ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً حسرة عليك وتأسفاً على ما دهاك وتلهفاً حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتئاب )..

 

فهذا حزن صاحب الزمان (عجل الله فرجه) وحزن مواليه فهل من الأدب اظهار الأفراح عندهم ؟!

رُوِيَ عن الإمام العسكري ( عليه السلام ) : لَيسَ مِنَ الأَدَبِ إظهارُ الفَرَحِ عِندَ المَحزونِ.(٢)

 

فهذا التهيؤ للمصاب قلبًا وقالبًا..

ومن ناحية أخرى نرى بعض القنوات التي لا إيمان ولا ادب لها أعلنت لعرض برنامج مضحك في أيام عزاء سيد الشهداء (عليه السلام) ومنها قناة دجلة برنامج ((ولاية بطيخ))!!! 

 

فـ من هنا يظهر والله اختبار القلب والإيمان وقلة المعرفة بسيد الشهداء (عليه السلام) فلو عرفوا عظمة الفاجعة ما تجرئوا لهذا الفعل الشنيع!!

 

لأن المعرفة تخلق الحُبّ وبعدها يولد العشق والدمعة والحرقة والجزع لمصابهُ

 

وبعدها هنيئاً لكَ الدخول في بيت المعزين والمؤمنين الذين في قلوبهم حرارة لمقتل الحسين التي لا تبرد أبداً..

 

المصادر /

(١) من كتاب يرافقني ملاك ، صفحة ٧٢

(٢) مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ٨ - الصفحة ١٦٣




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=194708
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 07 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15