رسالة غديرية
إنها رسالة غديرية مباركة تؤكد صفحاتها مدى عناية المسلمين بالتأليف لهذه الواقعة العظيمة التي كانت في أواخر ايام النبي قبل رحيله، حيث أخذ العهد من المسلمين الذين بلغوا قرابة 100 ألف كما ورد في الروايات المباركة.
وقد قَسَّمَ السيد الرسالة على فصول أربعة :
١- الموقع الجغرافي لغدير خُمٍّ.
وقال فيما يتعلق بموقع الغدير واشتهاره: ((حديث الغدير المشهور بالإضافة إلى غدير (خُمٍّ بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم، موضع معروف على ثلاثة أميال من الجحفة، و(الجُحْفة) بضم الجيـم ميقات معـروف للحجاج بين مكة ومدينة الرسول، نزل الركب الإسلامي قافلًا من حجة الوداع على هـذا الغدير بأمرٍ غير ﭐعتيادي من رسول الله، وقد بلغ أمر هذه القصة في الاشتهار حَدًّا يأبى الإنكار .. إلخ)).
٢ - نَصَّ حديث الغدير من بعض كتب الحديث المعتبرة عند العامة .
إنَّ نص الغدير وشهرته قد بلغت حد التواتر بما لا يمكن الإنكار، فقال: ((الرأي الكلي أو القول الإجمالي في حديث غدير خم هو قبوله مبدئيًّا بإجماع محصَّل متيقَّن، وﭐتفـاق محقَّق من طوائف المسلمين عامة وخاصة، وهو القدر المتواتر إسناده عند السلف الصالح، نعتمد فيه على ما أثبته إمام المحدثين السلفيين أحمد بن حنبل في مسنده المطبوع سنة 1302ﻫ وسنة 1311ﻫ، وقد أورد ضمن مسند أمير المؤمنين علي بن أبـي طالب، ومسند زيد بن أرقم وغيرهما أحاديث كثيرة بأسانيـد مختلفة قوية الاعتبار .. إلخ)).
٣ - بيان رواة الحديث ووثاقتهم في كتب الرجال.
وقد ذكر السيد الشهرستاني حديث الغدير اعتمادًا على مصادر متعددة منها: ((نختار منه ما ٱختاره الخطيب البغدادي أبو بكر أحمد بن علي المتوفى سنة (463ﻫ)؛ لأننا وجدنا المُفَصِّلين في رواية حديث الغدير بين آخذٍ في التطويل، وبين آخذٍ في التوسط، فوجدنا طريق الخطيب في روايته وسطاً، وأوفق مع الاقتصاد والاقتصار، وأقرب إلى الاعتبار، فقد روى الخطيب حديثه المسند إلى أبي هريرة أنه قال ما نصه: مَنْ صام يوم الثامن عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرًا، وهو يوم غدير خم لمَّا أخذ النبي بيد علي بن أبي طالب .. إلخ)).
ثم ناقش السيد رجال الحديث وطرقه المختلفة، وما قيل في رجاله من الأعلام.
٤ - بيان المعنى الحقيقي الذي يفهم من حديث الغدير.
ويذكر السيد الشهرستاني ما ورد من كلمات الأعلام في معنى (المولى)، وما ورد في ذلك في القرآن الكريم من انصراف ذلك، ثم يرى: ((ولو تأمَّلنا مليًّا في حديث الغدير، وجدنا [لفظ] المولى فيه محفوفًا بقرائن الحال والمقال، وافرة العدد، ساطعة النور، لا تدع مجالًا للريبة والمِراء في أنَّ الهدف الحقيقي من مقالة النبي وعملياته المأثورات إنما هو ترشيح ٱبن عمه لولاية الإمامة قائمًا مقامه في الأمة، ونقتصر على عشرة من هاتيك القرائن، والشواهد التي لا تلائم تفسير المولى بالحبيب فحسب)).
ثم يذكر الشواهد العشرة التي يراها قرائن على أنَّ المراد بـ(المولى) إنما هو ولاية الأمر بعد النبي "صلى الله عليه وآله وسلم".
ثم ختم الرسالة بشواهد عشرة تؤكد ﭐنصراف لفظ (الولي) في الحديث إلى إمرة المسلمين دون غيره من المعاني.
وبعد بيانه تلك الشواهد يختم بالقول: ((وأسأل الله تعالى بحق خاتم الأنبياء أنْ يختم لي ولكم بالحسنى، وأنا أحقر عباده هبة الدين الحسيني)).
نسأل الله تعالى لهذه الجهود العلمية المباركة أنْ تكون رسالة وعي للأمة نحو مسارها العقدي ..

|