العراق بطبيعته متنوع وله من الطوائف والقوميات عدد غير قليل وهذا من المفترض ان يفرز لدينا التوجهات المتعددة في المجتمع العراقي فهناك المتدين وغير المتدين والعلماني وغير العلماني وهناك من دينه يختلف عن دين الاخرين وتلك هي صبغة البلدان المتعددة الأعراق ولربما سمي بلدنا بإسم العراق نسبة الى كلمة الأعراق التي تمثل جميع فئات المجتمع من عرق ودين وقومية ومذهبية ، ولا يمكننا على أثر ذلك ان نجعل من عراقنا يسير باتجاه واحد ومسار معين او نضفي عليه صبغة قومية او دينية بذاتها فذلك ليس من حقنا بل حتى اسلامنا نهى عنها واوصانا بالتوادد والتراحم والتواصل فيما بيننا كأبناء بلد او مجموعة من الناس تختلف في افكارها وتعيش على بقعة واحدة ولذلك نرى التحديد في القرآن الكريم واضح عندما يخاطبنا الله تعالى بأنه جعلنا شعوبا وقبائل وان هناك لغة للتعامل والحوار والتواصل والتعارف .
الاحتفال الذي أقامته نقابة الصحفيين العراقيين في عيد الصحافة العراقية 143 أثير حوله الكثير من اللغط والهمس والتخوين والتجاوز وما الى ذلك من مسميات والغريب ان كل اللغط وكل هذا الكلام المعبّأ ضد الحفل لم يكن باتجاه من اقام الحفل ورعاه وسهر الليالي عليه وهي نقابة الصحفيين فقط ولا غير ، أنا اعتقد ان النقابة تجاوزت كثيرا وبالغت في هذا الحفل الذي راعى جانب الهرج والمرج واتجه نحو الطرب والغناء اكثر منه اهتماما بالصحافة وشهداء الصحافة وكبار الصحفيين في العالم الذين كان من الواجب دعوتهم بدلا عن دعوة مطربة لبنانية أثارت الكثير من الشبهات التي تلتصق بالدعاية الداعرة او ممثلة مصرية فهناك الكثير من المطربين العراقيين الذين كان من المفترض ان تعتمد عليهم النقابة في احياء الاحتفال ، ولكن هنا ما يثير الانتباه ان الكثير من المواقع الالكترونية المشبوهة والمعروفة اجنداتها كشط العرب وقراءات وما الى ذلك من نفايات الانترنيت وجهت انتقاداتها الى الحكومة العراقية فقط وكأنها لا شغل ولا عمل لها سوى اقامة الحفلات الماجنة في حين لو يتفضل الموتورين اصحاب تلك المواقع الى نقابة الصحفيين لصاحبها مؤيد اللامي لوجد ان 90% من مسؤولي النقابة هم أصحاب كيف وطرب ويبحثون في تلك المسائل ليل نهار وأنا اعرف ذلك عن قرب وربما هناك فيهم وهذا ليس ظنا مني بل شيئا مؤكدا أنه دفع باتجاه وضع لافته كبيرة في الحفل على ان الحفل برعاية رئس الوزراء نوري المالكي مع انه رئيس الحكومة او رئيس الدولة في كل دول العالم عندما تكون هناك مناسبة مهمة يقولون بأن احتفالها برعاية الرئيس الفلاني وهذا امر تم الاعتياد عليه فلماذا هذا الضجيج والتهريج أيها المتلونون فلم نسمع منكم لوما على الرفيق مؤيد اللامي الذي حن هو وأغلب من معه في النقابة الى ردح البعثيين الأشاوس ، هل لأنهم احبابكم أيها المواقع المشبوهة التي لا هم لها سوى التنكيل بهذا الطرف او ذاك والتهجم على الحكومة ، ألم تكن مواقكم ذات يوم تُنكل وتَسب السيد مقتدى الصدر وجيشه جيش المهدي وانتم اليوم تطبلون له لأنه تدخل في قضية احتفال أقامته نقابة صحفيين وليست مؤسسة دينية!!! وعلى ما أظن أنه (مقتدى الصدر) قد راق له ذلك التدخل في كل صغيرة وكبيرة تمس الدولة العراقية وكأن الدولة يريدها مركبة على مستوى تفكيره وتوجهاته هو رغم التعددية في الفكر والدين والمعتقد لابناء البلد وهذا لا يعني أنني أشرعن لجوقة النقابة تصرفاتهم فدعوة فنانين عراقيين اولى من غيرهم ودعوة مخضرمي الصحافة في العالم اولى حتى لو كانوا غربيين ليطلعوا على واقع الانفتاح والحرية في العراق فماذا ستقدم لنا مادلين طبر او يسرا او غيرهم .
لقد فاحت رائحة القذارة من مكبات النفاية تلك وعليهم كمواقع ان يتأدبوا بآداب المصداقية لان الذين يحررون تلك المواقع من المؤكد لديهم باع في الصحافة لكنهم تلونوا وأصبحوا امعات مُسيّرة غير مُخيّرة !!! مع الاسف.. |