• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التطبيع في متناول اليد .
                          • الكاتب : د . شامل محسن هادي مباركه .

التطبيع في متناول اليد

 يبحث الغريمان، الرئيس الأمريكي جو بايدن و ولي عهد مملكة ال سعود عن مصالحهما؛ فالرئيس الأمريكي يبعث رُسُله إلى الرياض لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة القرن، "أتفاقية التطبيع"، في الوقت الذي يسعى ولي عهد مملكة ال سعود، محمد بن سلمان، للحصول على:

١- بناء مفاعل نووي سلمي على الأراضي السعودية.
٢- توقيع معاهدة دفاعية أمنية بين واشنطن والرياض كالاتفاقية بين واشنطن و كوريا الجنوبية.
٣- شراء السعودية اسلحة أمريكية متطورة كطائرات أف ٣٥، وغيرها.

الرئيس الأمريكي في عجلة من أمره لتلبية طلبات محمد بن سلمان، والأخير ليس مستعجلاً وهو يرى جو بايدن يلوذ بنفسه، لإحياء آماله في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في تشرين الثاني القادم.

بتاريخ ١٨ نيسان ٢٠٢٤، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالاً تحت عنوان "البيت الأبيض يقوم بدفعة جديدة للتوصل إلى اتفاق تاريخي لإقامة علاقات سعودية - إسرائيلية"، (White House Makes Fresh Push for Historic Deal to Forge Saudi-Israel Ties). يذكر المقال: كإغراءات للاعتراف بإسرائيل، يعرض البيت الأبيض على الرياض علاقة دفاعية أكثر رسمية مع واشنطن، والمساعدة في الحصول على طاقة نووية مدنية، والدفع مجددًا لإقامة دولة فلسطينية - وهي حزمة يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم في المراحل النهائية من التفاوض عليها. يسترسل المقال: تُقدم الجهود التي توسطت فيها الولايات المتحدة لإسرائيل جائزة طالما سعت إليها؛ اتفاق تطبيع تاريخي مع الرياض، أقوى جار عربي لإسرائيل. قال مسؤولون سعوديون إن السعودية أشارت "سراً" للولايات المتحدة إلى أنه قد "يقبل ولي العهد السعودي بتأكيدات شفهية من إسرائيل" بأنها ستشارك في محادثات جديدة بشأن الدولة الفلسطينية لتأمين النقاط الأخرى من الصفقة التي تهم الرياض بشكل أكبر.

كما قال وزير الحرب المصغّرة، المكونة من ثلاثة وزراء، بيني غانتس: تتعاون إسرائيل والمملكة العربية السعودية بالفعل سراً في قضايا أمنية وقضايا أخرى. أضاف غانتس إن الاعتراف الدبلوماسي الرسمي سيساعد في تشكيل تحالف ضد إيران، التي اتهمها بمحاولة إشعال حرب إقليمية.

بتاريخ ١٩ آيار ٢٠٢٤، نشرت صحيفة الأسوشيتد برس مقالاً تحت عنوان "مستشار الأمن القومي الأمريكي يجتمع مع ولي العهد السعودي لبحث الاتفاق الأمني "شبه النهائي"، (US national security adviser, Saudi Arabia’s crown prince meet to discuss ‘semi-final’ security deal). يذكر صاحب المقال: التقى مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمناقشة ما وصفته المملكة بالنسخة "شبه النهائية" لاتفاقية أمنية واسعة النطاق بين البلدين.

جاء في بيان الحكومة السعودية الذي صدر بعد المحادثات: "تم مناقشة النسخة شبه النهائية من مسودة الاتفاقيات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، والتي أوشكت على الانتهاء وما يتم العمل عليه بين الجانبين في القضية الفلسطينية لإيجاد مسار ذي مصداقية". أضاف البيان أن ذلك يشمل "حل الدولتين الذي يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة و الوضع في غزة وضرورة وقف الحرب هناك وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية".

في نفس اليوم، نشرت صحيفة رويترز تقريراً تحت عنوان "ولي العهد السعودي يجتمع مع مستشار الأمن القومي الأمريكي لبحث الاتفاق الثنائي"، (Saudi crown prince, US national security adviser meet on bilateral deal). أعطت رويترز معلومات اكثر تفصيلية فذكرت: تأتي المناقشات في أعقاب تقارير تفيد بأن واشنطن والرياض على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن الضمانات الأمنية الأمريكية والمساعدة النووية المدنية، حتى مع أن اتفاق التطبيع الإسرائيلي السعودي المتصور كجزء من "الصفقة الكبرى" في الشرق الأوسط لا يزال بعيد المنال.

فجاء تأكيداً لمقال الأسوشيتد برس على لسان رويترز، بأن الاتفاقية الامنية و بناء مفاعل نووي في السعودية شارف على الانتهاء منهما.

بعد لقاء جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن، مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالاً في ٢١ آيار ٢٠٢٤ تحت عنوان "الولايات المتحدة الأمريكية: اتفاق التطبيع التاريخي بين إسرائيل والسعودية في متناول اليد لكن إسرائيل قد ترفض"، (U.S. Says Historic Israel-Saudi Normalization Deal Within Reach but Israel Might Balk). يذكر صاحب المقال: قال مسؤولون في إدارة بايدن إن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية أصبح في متناول اليد، لكن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد ترفض الاتفاق التاريخي بدلاً من قبول مطالب الرياض بالتزام جديد بإقامة دولة فلسطينية و وقف حرب غزة. يسترسل المقال: قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء: "لقد كان السعوديون واضحين في أن [التطبيع] سيتطلب الهدوء في غزة وسيتطلب مسارًا موثوقًا به لإقامة دولة فلسطينية. من المحتمل أن إسرائيل في هذه اللحظة غير قادرة أو راغبة في المضي قدمًا في هذا المسار".

نرى في حرب غزة إنعكاسات وتنسيقات للإطاحة بالرئيس جو بايدن فهي:
١- يوجد تناغم بين اليمين المتطرف في حكومة الكيان الصهيوني المتمثل بوزير المالية بتسلئيل سوتريش، و وزير الأمن القومي الإسرائيلي، وإيتمار بن غفير، مع محمد بن سلمان للإطاحة بالرئيس الأمريكي جو بايدن. حيث يسعوْنَ إلى فوز الرئيس الجدلي دونالد ترامب، فهو أقرب إلى العدو الاسرائيلي والسعودية من جو بايدن.
٢- رغم أن دونالد ترامب حَلَبَ السعودية باكثر من ٤٠٠ مليار دولار في ولايته، لكن محمد بن سلمان يرى في ترامب والحزب الجمهوري الحليف الأقرب للرياض.
٣- إنشقاق الحزب الديمقراطي بين مؤيد ومعارض لحرب غزة، في قبال توحيد صف جميع أعضاء الحزب الجمهوري خلف رئيس وزراء الكيان الصهيوني، نتنياهو، يوفر زخماً لمحمد بن سلمان بأن لا يعطي طوق نجاة لبايدن والذهاب إلى التطبيع، لِيُنعِشَ آمال بايدن.
٤- تصريحات دونالد ترامب المؤيدة للعدو الاسرائيلي، و إعلانه بالقضاء على مظاهرات طلبة الجامعات الأمريكية، مع وقوف منظمة آيباك، اللوبي اليهودي في واشنطن، رَسَمَ صورةً واضحةً لنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية في تشرين الثاني القادم.

رسالتنا لشعب فلسطين المظلوم هي، ما قدمتموه من دماء وتضحية وصبر قل نظيره في تأريخنا المعاصر، ليس إلا لإيقاف عجلة التطبيع بين الكيان الصهيوني الغاصب و مملكة ال سعود، وإحياء قضيتكم في نفوس العالم. لكن يبدو أن عجلة التطبيع تسير بخطى حثيثة، فلم يرف جفن محمد بن سلمان على دماء ٣٦ الفٍ منكم، وأن مطالبته بحل الدولتين هي ذر الرماد في عيون الشعوب العربية.

أملكم الوحيد في أحرار العالم من الدول العربية والغربية، وما قامت به دولة جنوب أفريقيا بالأمس، و النرويج و إسبانيا و آيرلندا اليوم لهو إنجاز كبير بالمطالبة بحقوقكم المشروعة التي أقرته الأمم المتحدة في ١٩٦٧.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=193733
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 05 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15