في كثير من الأحيان، تستوقفنا بعض الطرق و أنماط السلوك غير المتزن في تعاملات الناس مع بعضهم البعض. و هذه الطرق و الأنماط ان دلت على شيء فإنما تدل و بصورة لا تقبل الشك انها طرق و سلوكيات غير سوية، و مرفوضة من قبل الكثير من الناس، و تقع تحت طائلة النقد الاجتماعي و المجتمعي.
هذه السلوكيات، هي حقيقة واقعة، و وضع معاش، في كثير من المجتمعات، و خصوصا المجتمعات المتدنية - ليس في التعليم حصرا - و لكن من ناحية الوعي و الثقافة، فتراها تفتقد للوعي الثقافي، و تعيش في غياب شبه تام للثقافة الاخلاقية المطلوبة لكي تسير الأمور على طبيعتها دون رتوش.
و الغريب، و الملفت للنظر في آن واحد، ان المجتمعات البدائية، و المتدنية في مجال التعليم، قد لا تندرج ضمن هذه المجموعة من المجتمعات، لما تنتهجه - رغم بدائيتها و تدني مستواها التعليمي _ من طرق و أنماط من السلوك الفطري، المبتني على التوادد و المحبة، و احترام الآخر، فلا ترى غل أو خداع، أو تكابر فيما بينهم.
السلوك الندي: هو نوع من أنماط السلوك التي تتشكل من اسلوبين، أحدهما إيجابي، و الآخر سلبي، و ما يخصنا هو السلبي، و لكن لا ضير من التطرق و لو تلميحا و إجمالا،
للأسلوب الايجابي، فنقول:
عندما يقوم فرد من أفراد الناس، بتقديم ما يُحمد عليه من أعمال البرّ و الخير و الإحسان، أو تقديم مساعدة، أو سلوك شخصي متميز و متوازن مع الآخرين، نرى مقابلة الاحسان بالإحسان، كمثال للنديّة الإيجابية هو الأسلوب الفاعل و المثالي و المحمود في هكذا حالات. و هو أمر تعاقد عليه عقلاء البشر على مر الأزمان و العصور تربويا، و اخلاقيا، و ساروا عليه كمبدء اجتماعي رصين، لا يختلف عليه اثنان، و لا تتفق على خلافه ملتان.
و اما الأسلوب السلبي: فهو سلوك شائن، و تعامل فج، و مرفوض، و غير سوي، و يمكن التمثيل له بما يتعرض له بعض الناس من معاملة بالمثل في بعض المواقف غير المقصودة - باستثناء الحالات التي تندرج تحت قضايا جنائية غير متعمدة، حيث نرى هناك استحققات شرعية و قانونية تجري بأنظمة شرعية و قانونية متعارفة، حيث يبادر الطرف الآخر و المناويء لنظيره بصورة قد تكون على قدر كبير من اللامبالاة و عدم المسؤولية الاخلاقية، و التسرع الطائش و غير المبرر مما يضفي على تعامله و سلوكه الندى صفة الوحشية و الاستئساد بصورة تستنكر ها العقول السليمة، و تفضي بصاحبها الى مقت الناس له، و تسبب له عزلة اجتماعية بإمكانه عدم التعرض و التسبب بها لو أنه عالج الموقف بحكمة و حنكة.
بقلم:
|