بغض النضر عن الحساسية الطائفية فانه جميع الشعوب العربية والإسلامية تفاعلت بايجابية منقطعة النظير مع الهجوم الإيراني على اسرائيل ليلة السبت -- الأحد الماضيين ليلة 13-14من الشهر الجاري0
لقد كان الرد الإيراني عاملا فاعلا ومهما في توحيد العرب والمسلمين على مستوى مشاعر العداء لهذا الكيان المسخ الذي يحتل ارض فلسطين ويبيد اهل قطاع غزة بحرب شعواء منذ ستتة اشهر وقد تم تقديرها وتخمينها عالميا واقليميا على انها حرب ابادة جماعية تمارسها اسرائيل بحق اهل فلسطين وهي مستمرة الى اليوم والضحايا يتساقطون ما بين شهيد وجريح والبنايات تتهدم من مساكن ومستشفيات مثل مستشفى الشفاء والمساجد والمدارس وغير ذلك 0
ان الهجوم الإيراني الذي زود الجماهير العربية والإسلامية بجرعة من الأمل في انه ما بين العرب والمسلمين يوجد من هو قادر كل الإقتدارعلى توجيه ضربة الى اسرائيل ضربة ليس في ساحات القتال اوجبهاتها وانما في عقر دارها مسفِّهاً ومكذباً اقاويلهم بان جدار حماية الأمن الومي الإسرائيلي جدار سميك وصلب وغير قادر احد على اختراقه وعصيٌّ لا يقوى على اختراقه أي سلاح فهو صاحب القباب الحديدية التي بمإكانها التصدي الفعال لأي سلاح يقترب من الحدود او أجواء الأرض المحتلة سيكون مصيره الدمار على ايدي هذه القباب والفشل الماحق في الوصول الى اهدافه 0
لقد تحول هذا التبجح الإسرائيلي الى اكاذيب مضحكة وترَّهات سخيفة بفعل قوة السلاح الإيراني الذي اخترق الأجواء لللأرض المحتلة بكل فعالية واقتدار رغم أن اسرائيل تصدت له باسلحة دفاع جوي متطورة جدا جدا علاوة على مشاركة امريكا وبريطانيا وفرنسا في هذا الدفاع 0
فضلا عن دول عربية شاكرت فيه لم تسمها وسائل الإعلام الإسرائيلية والإمريكية والتي هي اكثر وسائل الإعلام معنية بهذا الأمر ولكن ليس من العسير ان يدرك الإنسان أيُّ إنسان اسماء هذه الدول التي تتمنى كل واحدة منها من كل قلبها اندحار حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية المشاركة معها في عملية طوفان الأقصى وفي التصدي للهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر الى اليوم 0
فالدول العربية التي اقامت جسرا بريًّا بينها وبين اسرائيل بعد ان حاصرتها حركة انصار الله في اليمن بحريا وشلة حركة وصول السفن العائدة لها إليها والسفن الأخرى العائدة لحلفائها التجارية والحربية عبر الطريق البحري المتمثل بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب وأخيرًا حتى رأس الرجاء الصالح هي راغبة في المشاركة في التصدي لهجوم أيران مبررة مشاركتها ان ايران لها اطماع توسعية نفوذية في المنطقة ، غيرانها لا تنظر الى الإحتلال الإسرائيلي على انه كيان احتلالي النزعة توسعي الأهداف وما حرب الإبادة التي ينفذها على قطاع غزة الاّ تصب في مجرى هذه الأهداف فضلا عن تهديداته لدول عربية باجتياح اراضيها وفي المقدمة منه الأردن 0
ومن المعروف عن حكومة الأردن ان الملك الأردني عبداللة الثاني إن لم تخني الذاكرة أنه التقي في العاصمة الأردنية وفي بداية عملية طوفان الأقصى وبداية مشاركة حركة انصار الله فيها دعما للمقاومة الفلسطينية التقى بالرئيس الأمريكي جو بايدن وطلب إليه ان يزود الأردن باسلحة مقاومة الطائرات وقال له صراحة ان الهدف هو التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة التي تنطلق من اليمن والعراق باتجاه اسرائيل من اجل منعها من الوصول الى الأرض المحتلة وعليه اقول بكل ثقة بنفسي ان الأردن رسميا قد شارك بشكل فعلي في التصدي للهجوم الإيراني مع المشاركين الآخرين وهم امريكا وبريطانيا وفرنسا 0
غيران الشعب الأردني يتعاطف بكل مكوناته ولديه تعاطف اخوي قوي مع اخوتهم في فلسطين فهم يطالبون الحكومة الأردنية بالسماح لهم بالمشاركة مع اخوتهم في مأساتهم وفي القتال الى جانبهم لكن حكومة الأردن لا تسمح بذلك لإعتبارت معينة يأتي في المقدمة منها الالتزام باتفاقية وادي عربة والخوف من إجتياح اسرائيلي بري لأرض الأردن 0
ومن الأدلة على اصالة الشعب الأردني وموقفه المتفاعل والمتلاصق مع اخوتهم في فلسطين المحتله هو هذا الهياج الجماهيري الشريف لديهم ، فايران قبل البدء بهجومها (ردها) كانت قد اخطرت أمريكا بعزمها على ذلك الرد قبل 72 ساعة وحددت لها ساعة الصفرلبداية الهجوم وعدد ساعات استمراره ونهايته وفق توقيت ساعة كرنج فقد تقاطر الأردنيون قبل بداية الهجوم الإيراني على الحدود مع الأرض المحتلة وخاصة على المناطق المكشوفة من الحدود والتي لا توجد فيها عوارض طبيعية او صناعية تحجب عنهم رؤية الصواريخ والطائرات المسيرة التي تحلق في اجواء الإرض المحتلة لآول مرة في تاريخ العرب والمسلمين من مسافات بعيدة 0
ونقلت وسائل الأعلام عن الجماهير الأردنية مشاعر الفخر والإعتزاز وتلاقح الأحاسيس الوجدانية للشعب الأردني مع الصواريخ والطائرت المسيرة الأيرانية مبتهجين في أنَّ هناك جهة اسلامية استطاعت ان تكسر انف اسرائيل المتغطرس انتصارا لقضية فلسطين وهناك المزيد من الردع الذي سيجعل الحكومة الإسرائيلية تفكر الف مرة قبل ان تهاجم اهداف ايرانية خارج او داخل ايران وفي ذات الوقت تدفع المستوطن الإسرائيلي أن يفكر بجدية بالهجرة المعاكسة ليحافظ على نفسه واسرته ومصالحه فقدرة اسرائيل في الدفاع الفعال عن الأمن القومي لإسرائيل وصيانته من أي هجوم خارجي او داخلي فقد صارت اوهى من بيت العنكبوت 0
وهنا اجدني مدفوعا بمشاعر تقدير واحترام الجماهير الأردنية على مستوى المعارضة والشارع ان اذكرعبارة للكاتب الأردني بساما لبدارين التي جاءت في مقالة نشرتها له جريدة القدس العربي اللندنية ( الاربعاء 17/ ابريل / 2024م حتى لا يتهمني البعض باتخاذ موقف متشنج تجاه حكومة الأردن الهاشمية فأنا كاتب مغمور وغير معروف ونص العبارة :- الملتقى الشعبي والذي يمثل مجموعة عريضة من الأحزاب السياسية والشخصيات المستقلة في الأردن، وجّه في بيان له صدر صباح الثلاثاء، سؤالا للحكومة عن مزاعم تقارير إعلامية إسرائيلية أفادت بأن الأجواء الأردنية كانت مستباحة ليلة الهجوم الإيراني أمام الطيران الغربي والإسرائيلي.
وقال بيان الملتقى: "لا نقبل ذلك لأرضنا وسمائنا".
فمرحى للشـعب الأردني الف مرحى وبعدًا لحكومتـه
|