• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مشروع: الوطن الأخضر .
                          • الكاتب : بوقفة رؤوف .

مشروع: الوطن الأخضر

      لا يخفى على أحد أهمية التشجير لأجل الحد من التصحر والاحتباس الحراري وتزيين المحيط ...

ولأجل ترسيخ ثقافة التشجير ونقله من حدث مناسباتي ( الاحتفال بيوم الشجرة) وتعميمه بدل أن يكون واجب وظيفي ينحصر على محافظة الغابات يصبح سلوك مدني تقوم به كل العائلات
ماذا لو قامت الجهات الوصية بتسجيد فكرة يمكن من خلالها العمل على إيجاد صيغة إطار تنظيمي ينص على: أن كل أسرة ملزمة بغرس شجرة مثمرة عند ازدياد مولود لها.
مع إشراك أئمة المساجد وفعاليات المجتمع المدني من جمعيات وكشافة إسلامية والهلال الأحمر ووسائل التواصل والاتصال لأجل نشر هذه الفعالية والالتفاف عليها حتى تكون مشروع أمة ودولة معا
ولا يخفى على سيادتكم الفوائد المترتبة على هذا المشروع اقتصاديا ومناخيا وجماليا ودينيا وسلوكيا ونفسيا واجتماعيا وهذه بعضها:
    حين تغرس كل عالة شجرة مثمرة وتطلق عليها اسم مولودها وتقوم بالعناية بها ورعايتها في مكان مخصص لها إما في حديقة المنزل أو بجانب العمارة أو في الحي أو أي مكان تخصصه البلدية او الولاية أو في الطبيعة مع التنسيق مع محافظة الغابات
    ازدياد إنتاج الفواكه الموسمية وجودتها ( خالية من المواد الكيماوية)
    تلطيف الحرارة وتحسين المناخ
    ازدياد إنتاج العسل بتوفير الغذاء للنحل( أزهار شجر الفواكه)
    ارتباط الطفل من صغره بحب الشجرة والأرض وغرس قيم الوطنية في الجيل الجديد
    ازدياد عرى التواصل والتكاتف بين الأجيال وبين أفراد الأسرة ( الأب يرعى شجرة ابنه الوليد والطفل لما يكبر يرعى شجرة والده ووالدته والمتوفى من أسرته...)
    الحد من التصحر وتحويل مشروع السد الأخضر إلى الوطن الأخضر 
    في الصحراء يتم غرس أشجار النخيل وأشجار الصبار وشجر اللبان الذي ينمو في السودان في مناخ مثيل لمناخنا وهو ذو قيمة اقتصادية حيث يستخدم في الصناعات الغذائية عالميا والطلب العالمي عليه متزايد مع قلة إنتاجه
    إلزام المؤسسات العمومية والبلديات والولايات في إطار التزيين الحضري بدل الغرس العشوائي لأشجار غير منتجة بل بعضها يسبب الحساسية في فصل الربيع إلى غرس الأشجار المثمرة التي تساهم في رفع مداخيل الاقتصاد مثل شجرة لارانج التي يستخلص من تقطير أزهارها ماء الزهر.
    تخصيص مناطق لغرس الأشجار المثمرة في إطار تعاونيات يقوم بها تلاميذ المدارس وطلاب الثانويات والجامعات حيث تكون ملكية الشجرة دون الأرض للشخص فيتعهدونها بالرعاية والمتابعة والاستفادة من ثمارها ببيعها او تحويلها لمصانع العصائر أو تجفيفها ( فواكه معلبة، فواكه مجففة ، عصير فواكه، فواكه طازجة ...)

 
مع العلم أن في برلين عاصمة ألمانيا قام شاب بالاستفادة من أشجار التفاحة المتواجدة بكثرة في شوارع العاصمة بعد أن لاحظ سقوطها وتعفنها وتشويهها للمنظر الجمالي وتكاليف تنظيف الشوارع منها فتقدم باقتراح للبلدية باستغلالها حيث قطفها وانشأ مصنع عصير التفاح من ثمار أشجار الشوارع فقط.
    لا يقتصر الأمر على أشجار الفواكه فقط بل يتعدى إلى أشجار ذات قيمة اقتصادية تدر العملة الصعبة ولا تقتضي رعاية خاصة مثل شجرة الخروب الذي يعد مسحوق الخروب بديل صحي واقتصادي لمادة الكاكاو وهو مطلوب في الأسواق الدولية بكثرة.
    كذلك الأمر بالنسبة لنبتة التين الشوكي الذي يعد زيته من أغلى الزيوت عالميا وتصدر ثمرته وكذلك بعض أجزاء النبتة التي تدخل كلها في الصناعات التجميلية والصناعات الغذائية العالمية.
مشروع الوطن الأخضر مشروع متكامل فهو مشروع بيئي اقتصادي زراعي صناعي مجتمعي وطني  تشغيلي ومع تنوع واختلاف مناطق الجزائر فان تنوع الأشجار المثمرة سيجعل هناك اقتصاد زراعي صناعي متنوع ومتكامل في نفس الوقت يرتبط بالتعاون بين مختلف المؤسسات والمصالح والإدارات وارتباط الأفراد بالأرض والحفاظ عليها وحمايتها من العناصر التخريبة ( مفتعلي الحرائق) وتعزيز قيم المواطنة واللحمة بين الأجيال وبين المواطن والدولة دون ان ننسى القيم الدينية من صدقة جارية وعمل صالح ينتفع من ظله وثمره البشر والحيوان وهو مورد اقتصادي يخرج مناطق الظل من العزلة والتهميش ويجعلها مناطق مزدهرة في تعاونيات زراعية او صناعية تحويلية تخدم نفسها بنفسها وتساهم في خزينة الدولة.      

                                                                                   أ د بوقفة رؤوف                                                               
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=192459
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 04 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15