• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحيدري والمدرسة الاخبارية..جراة أم..!! .
                          • الكاتب : د . عباس هاشم .

الحيدري والمدرسة الاخبارية..جراة أم..!!


الفيديو المرفق محاولة فعلا مخجلة، ومعيبة وفيها جرأة على مقام المعصوم، وليّ لأذرع الحقيقة بصورة مكشوفة وفاقعة.  فمن أجل أن يثبت دعواه ومبرراته لمشروعه "محورية القرآن ومدارية السنة" بل تهميش السنة بدعوى أنها تحط من مقام الإمام، حاول محاكمة المدرسة الاخبارية كما يزعم، فرتّب لقاء خاصا به، ولأن المدرسة الأخبارية تصحح كل ما ورد في الكافي، بدأ حديثه بالزعم أنه وفقا للمنهج الاخباري فإن الإمام علي (ع) قد لعن الإمام الحسن (ع) ؛  ويا لها من جرأة!! ولكن كيف؟ 

يستعرض روايتين، الرواية الأولى عن  الصادق (ع) عن أبيه الباقر (ع) ( إِنَّ اللَّه عَزَّ وجَلَّ يُبْغِضُ كُلَّ مِطْلَاقٍ ذَوَّاقٍ) ثم يستعرض رواية أخرى عن الصادق (ع): "..إِنَّ عَلِيّاً قَالَ وهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ لَا تُزَوِّجُوا الْحَسَنَ فَإِنَّه رَجُلٌ مِطْلَاقٌ.." وذلك بعد أن ينثر على هذه الرواية الكثير من "البهارات" وافتراضات من الخيال، فيقول أن عليا نصح الحسن ونهره عن هذا السلوك وأنه سلوك لا يليق بأهل البيت...الخ، فلما لم ينفع معه النصح قام بفضحه من على المنابر.  

ثم يقوم بعملية جمع بين الروايتين ويستنتج أن الإمام علي لعن الإمام الحسن..كيف لعنه؟ لقد اعتبر أن معنى "أن الله يبغض المطلاق" يعني أن عليا يلعنه..كل هذا حتى يثبت مشكلة الأخذ بالرواية والحديث.

فما علاقة كلمة "يبغض" ب "يلعن"؟ متى صار أن الله يبغض كذا يعني يلعن كذا؟ متى عرفنا في اللغة والشرع أن معنى: فلان يبغض علان تعني أنه يلعنه؟ 

فحتى بحسنبظاهر الرواية، لا الله تعالى لعن الحسن ولا الإمام علي عليهما السلام. 

فليس من معاني "يبغض" يلعن وليست مرادفة لها..

ثم ألا يجدر به الترفع عن هذا الأسلوب في حق أهل العصمة؟ حتى المذيع الذي قابله لم يجروء على قولها!! 

أمر آخر مهم: الرواية تقول:  ( إِنَّ اللَّه عَزَّ وجَلَّ يُبْغِضُ كُلَّ مِطْلَاقٍ ذَوَّاقٍ)، فذواق قيد غير موجود في الرواية الثانية المزعومة عن الإمام الحسن فلم يقل الإمام علي عن أنه مطلاق ذواق، فلا تجري عليه

ثانيا عندنا هنا فضيحة بكل المقاييس وتكمن في غفلة الحيدري القاتلة عن أمر مهم وواضح جدا لدى كل عالم ومحقق..وهو:
 
إذا كان أتباع المدرسة الاخبارية يعتبرون كل روايات الكافي الشريف من حيث السند صحيحة ولا يناقشون في ذلك، ولكن لا يأخذون بها كلها؛ فعندما تتعارض روايتان حتى في الحلال والحرام تعارضاً مستقرا، يلجأوا لأدوات الترجيح بين الروايات حالهم حال الأصوليين كبرويا.

هذا في الأحكام الشرعية، فكيف في القضايا العقدية مثل عصمة الإمام؟ فهم يطرحون كل رواية مخالفة لاصول العقيدة او منافية لظاهر القرآن أيضا..

نعم هم يقولون أو أكثرهم بصحة الكتب الاربعة ولكن التصحيح سنديا لا يعني العمل بالخبر لو كان منافيا لأصول العقيدة أو كان معارضا لخبر آخر لانه لا يمكن العمل بالخبرين المتعارضين تعارضا مستقرا.

بالتالي ما الفرق بين الحيدري وبين الأخباريين في هذه الحالة؟ هو يرفض الرواية وهم كذلك يرفضون مضمونها!..يبقى ما سبق إنما هو أنموذج على منهج الحيدري  حيث استخدام الصراخ والتهويلات وفتح الكتاب وذكر رقم الصفحة ليوحي للمشاهد أنه موضوعي ذات منهج علمي بينما لا يصدق على منهجه سوى وصف اللا منهجية واللا موضوعية والترقيعات المخجلة.

وصلة بالمقطع الذي نشره 
https://youtu.be/SZQPyovvHcY

ملاحظة:
اسلام الحديث وإسلام القرآن، تعبيران للسوري جورج طرابيشي اقتبسهما الحيدري منه بعد أن استعرض كتاب الطرابيشي المعنون "من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث"، وعلى النمط نفسه انقدحت في ذهن الحيدري الفكرة، فانبرى بما يسمى مشروعا إصلاحيا وعنونه  "من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن" بينما لم يستطع حتى اختراع عنوان مخالف، وقد اجتهد بكل الطرق لتبرير ترك السنة الشريفة أو جعلها مدارية وفق تعبيره، وكلها محاولات بعيدة عن الموضوعية بعد المشرقين، وتم تفنيدها تماما.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=192400
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 04 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15