رجلٌ كبيرٌ طاعنٌ في السّنّ
لم يبرحْ من مكانهِ طيلةَ ثلاثين سنة
اعتاد على مودة المقربين رغم كبر سنّه
يصافح الكبير والصغير بتلطف
ويتناول أطراف الحديث أنيساً مؤنساً
لينسى أنّ عمره بلغ التسعين
رجلاه تضطربان في الأرض كأنّه طفل في مقتبل الزهور
لكنّه في لحظة ما في ليلة جاءت ( بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ) *
طار عقله حزيناَ منكسراً
( فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ )**
إذ فقد النصف الآخر في مساء اغتيل بصمته العميق
_________________
* ( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ) الحاقة / 6
**( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا )( الكهف / 45 ) |