"حرّرناهُ في شهرِ رمضان الفائتِ؛ ونعيدهُ _الآنَ_ لتكرارِ إساءاتِ الفضائيّاتِ المؤدلجةِ".
مُخطِئٌ مَنْ يعتقدُ أنَّ الإعلامَ مستقلٌّ؛ ومهنيٌّ؛ ومنصفٌ؛ وموضوعيٌّ؛ وغيرُ متحيّزٍ؛ بَلْ هو مؤدلجٌ بكلِّ ما تعنيهِ الكلمةُ مِنْ معنًى! وبعيدًا عَنِ "الذّاكرةِ السّمكيّةِ" التي يُعاني منها "البعضُ". إنَّ مسلسلَ "أحلام السّنين" الذي عرضته قناة "mbc lraq" في شهرِ رمضانَ ما قبلَ الفائتِ إساءةٌ واضحةٌ وكبيرةٌ لأهالي الوسطِ والجنوبِ؛ إذْ على الرّغمِ من كرمِ أهلِ الناصريّةِ وحسنِ استقبالهم لكادرِ المسلسلِ الذي تمّ تصويرهُ هناك إنّه تمّتِ الإساءةُ إليهم بصورةٍ فجّةٍ ووقحةٍ تعبّرُ عن دناءةِ المُسيءِ وخسّتهِ! وَمَنْ ينكرُ كرمَ العراقيّينَ وطيبتهم وشهامتهم ورجولتهم وشجاعتهم...إلخ؟! وَمَنْ ينسىٰ تضحياتهم الجِسام مِنْ أجلِ العراقِ ووحدتهِ؟!!
الجنوبُ الذي أنجبَ "شعلان أبو الجون وبدر الرّميّض وجمال المـ..هـ..ندس" وآخرينَ كُثْرَ؛ الشّيخُ بدر الرّميّض الذي أوجع الإنگليز شجاعةً؛ وشعلان أبو الجون مفجّر ثورة العشرين؛ وجمال المـ..هـ..ندس قائدُ النصرِ على د.l.عuiii. وفي شهرِ رمضان الفائتِ جاءتْ قناةُ الشرّ_قيّة لتمارسَ دورها التّخريبيّ ضدَّ أبناءِ الوسطِ والجنوبِ وهدفها الإساءة لكلِّ رموزهم العُليا؛ وأعرافهم الرّاكزة؛ وقيمهم السّامية؛ ومعتقداتهم الحقّة؛ وتقاليدهم المتوارثة؛ لتهشّمَ أسسَ مُجتمعنا وتهدَّ أركانهُ. الشّر_قيّة وبزّازها "فاقد الشّرف والعفّة والوضيع المُنحطّ"؛ الذي أهدىٰ (زوجته) و(ملابسها) إلىٰ ابن (الطّاغيّة) المعاق خلقًا ومنطقًا؛ وَمَنْ معهم مِنْ إعلامٍ رخيصٍ وشخوصٍ منحطّةٍ وسافلةٍ وأدواتٍ مأجورةٍ يحاولونَ ليلًا نهارًا وبكلِّ الوسائلِ الانتقاصَ مِنْ مجتمعِ "جنوبنا ووسطنا" بعشائرهِ وثقافاتهِ وقيمهِ وتقاليدهِ وعاداتهِ بصورةٍ طائفيّةٍ مقيتةٍ. متناسينَ كلّ ما قدّمه هذا المجتمعُ للعراقِ غاضّين الطّرفَ عن تضحياتهِ بالغالي والنّفيسِ مِنْ أجلِ الوطنِ من شمالهِ إلىٰ جنوبهِ وَمِنْ غربهِ إلىٰ شرقهِ. والحمدُ للهِ الذي جعلنا مِنَ الشّاهدينَ علىٰ تلكَ التّضحياتِ الكبيرةِ يومَ انتهكَ "الدّ.و.اع.ش" أعراضَ النّاسِ وأراضيهم في مُدنِ أهلنا في "الغربيّةِ" ونواحيها. وللأمانةِ أوّلُ مَنْ يعترفُونَ بهذا الفضلِ وَقَدْ أوفوا حقّهُ في مواقفَ كثيرةٍ هُمْ أهلُنَا في "الغربيّةِ" أنفسهم مِنْ شيوخِ عشائرَ ونخبٍ وأكاديميّينَ وأساتذةٍ ومثقّفينَ ورجالِ دينٍ... . سيذكرُ التّاريخُ؛ يومًا مَا؛ أنَّ مدينةً مِنْ بين مدنِ العراقِ مِنَ الوسطِ والجنوبِ تدعى إمّا "البصرة" أو "ميسان". وإمّا "الكوت" أو "ذي قار". وإمّا "الحلّة" أو "كربلاء". وإمّا "النّجف" أو "بغداد"؛ وقيل: "الديوانيّة" أو "الرّميثة" منبع الثّورة وأصلها؛ قَدْ دافعتْ بصدرها عَنْ شرفِ الأرضِ وكرامةِ العراقيّينَ.
أخيرًا؛ لا نعلمُ ماذا سيخبّئُ لنا الإعلامُ الفضائيُّ الرّخيصُ في الشّهرِ الفضيلِ القادمِ؟!!
|