
روي عن الإمام الكاظم "عليه السلام":
((َينادي منادٍ يوم القيامة: أَلا مَنْ كانَ له على اللهِ أجرٌ فليقُمْ، فلا يقومُ إلا مَنْ عفا وأصلحَ فأجرهُ على اللهِ)).
إنَّ في هذا الحديث آثارًا تربوية مهمة، تحتاج إلى تأمل وتفكُّر ومنها:
١- التأكيد على عدم ضياع أي حق عند الله تعالى، سواء كان ماديًّا أو معنويًّا، فهو محفوظ عنده، وعلى المؤمن أنْ يكون مطمئنًا بأنه لا بد أنْ ينال حقه من خصمه يومًا ما، وإنْ لم يحصل على ذلك في هذه الدنيا، ولكنه موجود محفوظ.
٢- في الحديث بشارة لكل مظلوم بالتأييد والظفر، ولكل ظالم بالخذلان والخسران، وإظهار لهذا الصراع بين الحق والباطل، وأنه الحق لمنتصر، وترغيب للمؤمن بالثبات على إيمانه، وتحذيره من أي باطل.
٣- بيان عظمة المؤمن الصابر على ظلم أخيه، قربةً واحتسابًا، لله تعالى، وامتثالًا إليه، فغَدَا أجره من الحقوق على الله، ويجب إيفاؤها، وفي ذلك تسامي النفس عن روح الاعتداء والانتقام والتي يدعو إليها العقل والشرع.
٤- إنها دعوة ظاهرة إلى تربية النفس على مكارم الأخلاق وبناء الشخصية على ذلك، والتمسك بمعالي الصفات بالتجاوز والعفو عن الآخرين، وعدم مقابلة الإساءة بمثلها، بل بالإحسان وكرم الأخلاق، وفي ذلك جهاد ورسالة إيمانية تربوية عظيمة.
٥- دعوة مجتمعية لبناء العلاقات العامة على المحبة والرحمة، والعفو والتغاضي للوصول إلى درجة من درجات التكامل النفسي (فاعفوا عنهم واصفح إنَّ الله يحب المحسنين).
أخيرًا 📖
إنَّ هذه النفحة الكاظمية المباركة تؤكد منهج النظام الإسلامي في القرآن الكريم القائم على تكريم الإنسان، وحفظ حقوق المؤمنين، ودفاع الله تعالى عنهم. والسلام
|