
روي عن الإمام الكاظم "عليه السلام":
((عَوْنُكَ لِلضَّعِيْفِ مِنْ أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ)).
إنَّ في الحديث آثارًا مهمة في بناء الشخصية وتربيتها، ومن ذلك:
١- الحث على التفكير بمعاناة الآخرين في المجتمع، ومعرفة احتياجاتهم التي لا يمكن لهم تلبيتها، وفي ذلك دعوة كبيرة للتعاون والتكافل والتكاتف، والابتعاد عن التفكير بالنفس فقط، وما فيه من أنانينة مذمومة.
٢- التعريف بأحد سُبُل طاعة الله تعالى ورضاه، وهي الصدقة والإنفاق في سبيل الله، وما فيه من آثار مهمة في كبح النفس الإنسانية، وما يتعلق بحبِّها للمال وما فيه من لذات وشهوات، قد تُبعدها عن الله عز وجل.
٣- التأكيد على أنَّ التعاون منهج من مناهج التربية الاجتماعية، والعقل والشرع يدعو كُلٌّ منهما إلى ذلك، فلا بد للعاقل عامة أنْ يستثمر طاقته لتحقيق ذلك، وللمؤمن خاصة أنْ يترجم إيمانه في الواقع؛ ليكون أسوة للآخرين.
٤- في الحديث بيان عظمة النظام الإسلامي ومنهجه في الدعوة إلى الكمال الفردي والمجتمعي، وكلاهما من مكارم الأخلاق التي ينبغي أنْ يتنافس المؤمنون نحوها، وهذا مما لا يمكن أنْ نراه في غير هذا النظام الإلهي.
٥- إنَّ الحديث لم يحدد المراد من هذه المعونة، وإنْ كان الانصراف إلى المعونة المالية، ولكن فلنفكِّر بأنواع المعونات الأخرى، التي يمكن أنْ تكون إعانة للضعيف، وفيه إثارة للعقل بإيجاد أفضل سُبُل المعونات، فليس المال هو الحل الأوحد والأمثل.
أخيرًا📖
إنَّ هذه النفحات تدعونا للتأمل والتفكر بعظمة هذه الدروس التربوية التي يقدمها للأمة الإمام موسى بن جعفر "عليه السلام"، وما فيها من آثار كبيرة على النفس والمجتمع .. والسلام
|