يتعرض التنوع الإحيائي في العراق إلى تهديدات حقيقية بانقراض أنواع الحيوانات والنباتات التي كانت تزخر بها بيئات بلاد الرافدين، في ظل تداعيات التغير المناخي والتصحر وشح المياه.
يأتي ذلك في ظل موجة جفاف غير مسبوقة تتعرض لها البلاد، بسبب عوامل الطبيعة، فضلًا عن قلة التدفقات المائية من دول المنبع المجاورة للعراق.
أهمية التنوع الإحيائي
وفيما أكدت أن النظم البيئية في العراق تتعرض للعديد من التهديدات، حددت وزارة البيئة، اليوم السبت (20 كانون الثاني 2024)، ثلاثة شروط للمحافظة على التنوع الإحيائي في العراق.
وقالت مدير عام الدائرة الفنية في الوزارة، نجلة محسن الوائلي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن “التنوع الإحيائي ضروري لحياة الإنسان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة”.
مبينة أن “الاستخدامات المباشرة تشمل جوانب مثل الغذاء والأدوية واستخدامات إحيائية متعددة”.
في حين تشمل الاستخدامات غير المباشرة ، بحسب الوائلي، “خدمات النظام البيئي مثل تنظيم الغلاف الجوي ودورة المياه والمواد المغذية إضافة إلى المواد الخام الصناعية وما إلى ذلك”.
وأضافت الوائلي أن “التنوع الإحيائي يلعب دورًا فعالًا في توفير الموارد الوراثية المختلفة للزراعة التي تعد مهمة للأساس الحيوي للأمن الغذائي العالمي ودعم الحياة البشرية”.
مؤكدة أن “النظم البيئية في العراق توفر مجموعة واسعة من الخدمات للبشر الذين يعيشون في كل من البيئات الحضرية والريفية”.
تدهور النظم البيئية
ولفتت إلى أن “النظم البيئية والتنوع الإحيائي في العراق تتعرض للعديد من التهديدات مثل تغير المناخ وندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة وشح الأمطار، والتي أدت إلى تدهور النظم البيئية والتنوع الإحيائي فيها”.
وتابعت أن “من أهم أسباب تراجع التنوع الأحيائي فقدان الموائل وتفتيتها وعزلها، وعلى سبيل المثال فقدت أهوار بلاد ما بين النهرين أكثر من 90% من مساحتها الأصلية بسبب سياسة تحويل المياه خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، كما أن زيادة كمية الغازات الدفيئة تمثل العامل الرئيس في حدوث ظاهرة الاحتباس أو الاحترار العالمي”.
وأشارت إلى أن “جهود المحافظة على التنوع البيولوجي تتطلب تسجيل وتوثيق الأنواع والتصنيف المرجعي للكائنات المحلية والحفظ الوراثي، وكذلك إعلان المحميات وتسجيلها، بالإضافة إلى التشريعات والقوانين المتعلقة بحماية التنوع البيولوجي”.
عواقب خطرة
وكانت وزارة البيئة العراقية أكدت في وقت سابق، أن شح المياه تسبب في كارثة للتنوع الإحيائي في أنهار وأهوار العراق.
وكان تقرير أممي دق ناقوس الخطر محذراً من أن نحو 70 بالمئة من أهوار العراق باتت خالية من المياه.
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو” من أن منطقة الأهوار التاريخية في جنوب العراق تشهد “أشد موجة حرارة منذ 40 عاما”، متحدثة كذلك عن تراجع شديد لمنسوب المياه.
ونبهت “الفاو” في “من العواقب الخطرة لتغير المناخ وندرة المياه على الأهوار ومربي الجاموس في جنوب العراق”.
وأضافت أن “التقارير الميدانية المقلقة” لفرقها العاملة في الأهوار إلى جانب وزارة الزراعة العراقية، تشير إلى أن “الأهوار تشهد أشد موجة حرارة منذ أربعين عاما، مصحوبة بنقص مفاجئ للمياه في نهر الفرات .

|