
ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى أكثر من 21 ألفاً، في ظل استمرار استهداف منازل السكان والمراكز الصحية في القطاع، دون بوادر واضحة لإنهاء هذه الكارثة.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزّة، أشرف القدرة، في بيان بأنّ الاحتلال ارتكب 16 مجزرة بحق عوائل بكاملها راح ضحيتها 195 شهيداً و325 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة
وأشار إلى ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 21 ألفاً و110 شهيداً و55.243 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وذكر القدرة أنّ الاحتلال الإسرائيلي يزيد من استهداف محيط مجمع ناصر الطبي.
معرباً عن خشيته من تكرار للسيناريو الذي نفذه الاحتلال ضد مجمع الشفاء الطبي.
كذلك، طالب المؤسسات الأممية باتخاذ خطوات فاعلة وعاجلة لضمان حماية مجمع ناصر الطبي وطواقمه والجرحى والمرضى وآلاف النازحين فيه.
كما طالب كافة المؤسسات الدولية بإجراء تدخلات عاجلة لإعادة تشغيل مجمع الشفاء الطبي.
انتشار الأمراض المعدية بين النازحين
بدوره، قال مدير مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، مروان الهمص، إنّ الوضع كارثي والأمراض المعدية انتشرت بين النازحين.
وأكّد أنّه لا يوجد أدوية لجميع المرضى ولا سيما أمراض القلب والكلى.
قائلاً: “بتنا نضحك على بعض المرضى بالمسكنات”.
مطالباً بضرورة تأمين لكل أنواع الأدوية والأجهزة الطبية، وأنّ ما دخل من معبر رفح نفد على نحو كامل.
وأشار الهمص إلى أنّ مليون و200 ألف نازح يتلقون الطعام اليوم من المعلبات مع كل ما تحتويه من مواد فاسدة قد تتسبب بالأمراض.
82 يوماً من العدوان
ويتواصل العدوان على غزة لليوم 82، الأمر الذي حوّل المستشفيات إلى مراكز صحية صغيرة غير قادرة على تقديم الخدمات وتعمل بطاقة لا تتجاوز 30%.
هذا ويواجه أطفال غزة خطر الموت جوعاً وعطشاً، ولا سيما في مناطق مدينة غزة وشماليها، حيث تنعدم فرص الحصول على وجبة طعام واحدة يومياً لمعظم العائلات، ويضطرون إلى استخدام أساليب غير آمنة وغير صحية لإشعال النار بهدف الطهو.
المقاومة الفلسطينية تتصدى لقوات الاحتلال
هذا وتواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تصدّيها لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في القطاع، واستهداف آلياته.
ودمرت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس” ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105″، شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وفي المنطقة نفسها استهدفت القسام أيضاً دبابة إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105”.
أما شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزّة، فقد أعلنت الكتائب أنها استهدفت 4 جرّافات عسكرية ودبابة “ميركافا”.
وفي محور القتال نفسه أي جنوبي القطاع، أعلنت كتائب المقاومة الوطنية “قوات الشهيد عمر القاسم” أنّها فجّرت عبوةً ناسفة شديدة الانفجار بإحدى آليات جيش الاحتلال المتقدمة في محور المحطّة، وأصابتها إصابةً مباشرة، وأوقعت قتلى وإصابات بجنود الاحتلال.
من ناحيته، قال المتحدث باسم “قوات الشهيد عمر القاسم” الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أبو خالد، إنّ المقاتلين يلاحقون قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزّة ولا سيما في خان يونس إذ أوقعوا عدداً من القتلى والجرحى في صفوفه.
وأشار أبو خالد إلى أنّ مجموعة من القاتلين استهدفوا خلال الساعات الماضية إحدى دوريات قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال خان يونس، واستهدفوا أكثر من آلية بقذائف مُضادة للدروع، وبالرشاشات والقنابل الحارقة، ما ألحق قتلى في جنود الاحتلال وأضراراً في آلياته.
بدورها، أكدت سرايا القدس،الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن مجاهديها خاضوا ظهر اليوم اشتباكات ضارية مع قوة إسرائيلية راجلة، عديدها 10 جنود وكلب استخباري، مشيرةً إلى أن الاشتباك جرى بالأسلحة المناسبة.
واستهدفت السرايا دبابة “ميركافا” إسرائيلية بعبوةٍ ناسفة، وجرى تدميرها بالكامل شرق مخيم البريج وسط القطاع.
وتدور اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوّات الاحتلال في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة وفي جحر الديك وسط القطاع.
وأعلنت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أنّها استهدفت آليتين عسكريتين إسرائيليتين بقذيفتي “RPG” في حي الشيخ رضوان في مدينة غزّة.
كما أسقطت “سرايا القدس” طائرة إسرائيلية بدون طيار من طراز “Sky Racing” -رقم 523 – في سماء مدينة غزة.
استهداف المستوطنات
في غضون ذلك، أعلنت “سرايا القدس”، استهدافها مستوطنة “ناحل عوز” بصواريخ “الـ107” وقذائف “الهاون”.
مشيرةً إلى خوض اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة مع جنود الاحتلال وآلياته، في محاور التقدم بمدينة غزة.
وأمس الثلاثاء، استهدفت كتائب “الشهيد عز الدين القسّام” و”سرايا القدس”، في عمليتين مشتركتين، آلياتٍ عسكريةً إسرائيليةً، شمالي قطاع غزة، وقوةً إسرائيليةً متحصّنةً في أحد المنازل في جباليا البلد، موقعين جنودها بين قتيل وجريح.
من ناحيته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إصابة 44 جندياً إسرائيلياً في 24 ساعة الماضية منهم 24 جندياً في قطاع غزّة.
واليوم، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنّ عدد قتلاه العسكريين منذ بدء الغزو البري لقطاع غزة بلغ 164 ضابطاً وجندياً، ما يرفع حصيلة القتلى الإجمالية منذ بدء الحرب إلى 498 قتيلاً.
رعب يومي
في هذه الأثناء، اعتبرت المنسقة الطبية لمنظمة “أطباء بلا حدود” في القدس، جيليميت توماس، أنّ “الرعب في قطاع غزّة وصل لدرجة لم تعد هناك كلمات لوصفه”.
وأوضحت توماس في حديثها لإذاعة “فرانس إنفو” الفرنسية، أنّ ضحايا الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على غزّة منذ ما يزيد عن 80 يوماً “هم المدنيون”.
وبيّنت أنّ الفلسطينيين في غزّة يواجهون صعوبة في الوصول إلى الغذاء، وأنّ الناس هناك ليست لديهم الأموال لشراء حتى الاحتياجات الأساسية للتغذية.
مشيرةً إلى أنّ شبكات الاتصالات في قطاع غزّة مقطوعة، وأنّ عمال الإغاثة الإنسانية لم يتمكنوا من التواصل فيما بينهم، “الأمر الذي يعيق إيصال المساعدات للأهالي”.
وأعربت توماس عن قلقها البالغ إزاء ما يحدث في غزّة، قائلة: “لم تعد هناك كلمات لوصف الرعب الذي تعيشه غزّة اليوم”.
هجمات على الجبهة الشمالية
وفي شمال فلسطين المحتلة، شنّت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله – اليوم الأربعاء، هجوماً مشتركاً، بالمسيّرات الهجومية الانقضاضية والأسلحة الصاروخية والمدفعية، على تجمّعات الاحتلال الإسرائيلي المستحدثة وآلياته، خلف مواقعه في مزارع شبعا المحتلة، حيث أوقعت إصابات مؤكدة.
كذلك، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية بصواريخ “بركان”، موقع خربة ماعر الإسرائيلي، ومرابض المدفعية فيه، بالإضافة إلى تموضع قوات الاحتلال حوله، محققين إصابات مؤكدة أيضاً.
ومنذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قُتل 15 ضابطاً وجندياً عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية، وفق اعترافات الإعلام الإسرائيلي.
وأمس، أقرّ الاحتلال بوقوع 9 إصابات في صفوف جنوده، بينها إصابة خطرة، من جراء إطلاق نار في اتجاه ثكنة “شوميرا”، شمالي فلسطين المحتلة.
وفي استمرار للاعتداءات على القرى في الجنوب اللبناني، استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي بلدتي شبعا وراشيا الفخار.
بينما شنّت طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال غارةً على أطراف بلدة مروحين، وأخرى على جبل بلاط بين بلدتي رامية ومروحين.
وارتقى 3 شهداء لبنانيين مساء أمس الثلاثاء، جرّاء عدوان إسرائيلي استهدف منازل المدنيين في بنت جبيل جنوبي لبنان عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
|