• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لاحدود للتفكير ولكن بضوابط... نقد اراء عبد الكريم سروش .
                          • الكاتب : سامي جواد كاظم .

لاحدود للتفكير ولكن بضوابط... نقد اراء عبد الكريم سروش

من حق المرء ان يقرا ومن حقه ان يفكر ومن حقه ان يطرح ارائه والعلم مفتوح ومسموح للكل كل حسب اختصاصه ومدى امكانية تفكيره فيما يلج فيه من علم ، والفطرة السليمة تقول ان الانسان يبحث عن الامتياز لنفسه في كل شيء ومن ضمنها العلم وانتقاء مبادئ سليمة يقتدي بها وقد يتوسع طموحه ليكون قدوة لعائلته وقد يتوسع اكثر ليصل الى ارحامه واصدقائه واعلى ذروة في التوسع والطموح هو امتثال المجتمع لافكاره وارائه حتى يقود المجتمع الى درجات اعلى من الرقي والتقدم وكل حسب اختصاصه من ثقافة وعلم ومعرفة .
هنالك شريحة من المفكرين اخذت نظرياتهم وافكارهم حيزا واسعا من الساحة الثقافية ومنهم حامد ابو زيد ومحمد اركون وعلي شريعتي وعبد الكريم سروش وسيد القمني والجابري وكل له رايه في ما يفكر به من مسائل اغلبها تتعرض للدين ومع تحفظنا على كثير من ارائهم الا ان القاسم المشترك بينهم هي التقاطع مع الخطاب الاسلامي في نقطة لا يصح التقاطع معها .
الحكم الشرعي والتاريخ هما الاكثر جدلا مع شريحة المثقفين الذين اشرنا اليهم اعلاه ، ومن هذا المنطلق نجد ان هؤلاء المفكرين كثيرا ما ينتقدون بعض الاحكام الشرعية باعتبارها الواجهة الامامية للخطاب الاسلامي ، وكذلك نقد بعض محطات التاريخ التي لها اكثر من وجهة نظر
الاجدر والاولى بالمفكرين ان يلتفتوا الى ماهية الحكم وكيفية استنباطه لا الى ضرورة شكل الحكم المستنبط بعيدا عن قواعد الاستنباط والتي يجهلها المفكرون ان لم يكن كلهم فجلهم ، الذين يرون اغلبهم بان الخطاب الاسلامي يحتاج الى تطور معتمدا على القران ومن هنا تبدا الافتراضات والتاويلات في كيفية استغلال مفردات القران في امكانية الارتقاء بالبشر، وهنا يبدا المفكرون بطرح افكارهم بطريقة انتقادية املائية على المتصدين للخطاب الاسلامي ، نعم ليس بالضرورة ان المتصدي للخطاب الاسلامي هو في قمة التفكير وفي ذروة الاعتدال وبعيدا عن الانتقاد ولكن ليس من الصحيح انتقاد الحكم مع جهل المباني والاصول التي يعتمدها الفقيه في استنباط الحكم .
يقول سروش في مباني النظرية الليبرالية:(ليست علاقة المجتمع الليبرالي بالمجتمع الديني، علاقة بين أمرين متضادين، وإنما هي علاقة أمر غير متعيّن بأمر متعين. الفارق بينهما كالفارق بين الطريق والغاية، أو بين السؤال والجواب. المجتمع الديني لا يسأل لأنه يحسب أنه عثر على الإجابات النهائية لأسئلته، أو إنه لا يسأل، لأن بعض الأسئلة لا تخطر بباله، وبعض الأمور يعتبرها غير قابلة للسؤال. وهذا على العكس من المجتمع الليبرالي الذي يتحرى الأسئلة الجديدة دوماً والأجوبة الأكثر تكاملاً.
إن الخطاب الديني خلافاً للخطاب الليبرالي لا يشجع على النقد والاستفهام بمقدار ما يشجع على الإيمان واليقين. السؤال في الدين لا يحظى بالأهمية التي يحظى بها الجواب، بينما السؤال بحد ذاته محمود/محبذ/مطلوب في الليبرالية، وإن المجتمع السليم/الصحي هو الحافل بالنقد والأسئلة لا بالتعبّد واليقين، فالتعقل هناك يُعرف بأنه التساؤل والاستفهام. وهذا هو سر التباين الأساسي بين مجتمع ليبرالي وآخر له دين رسمي.) انتهى
لقد بنى تصوراته الدكتور سروش بناء خاطئا وقد خلط بين الايمان بالمعتقد والنقاش في بقية المسائل الدينية هنالك اصول للدين هي التي تدخل ضمن نقاط الايمان واليقين وحتى هذه المسائل فان الفقهاء والعلماء خصصوا لها مجالات واسعة في النقاش بل حتى افترضوا اسئلة للتشكيك بهذه المعتقدات حتى لا يتركوا ثغرة قد يحاول الاخر التشكيك بالمعتقد هذا ناهيك عن دراستهم لاي خطاب ينتقد او يشكك بهذه المعتقدات فيقومون بتاليف المؤلفات للاجابة ، اما ما يرضي سروش هو اذا شككنا بمعتقداتنا فنكون نحن قد تحررنا من قيودنا .
كتاب الاحتجاج للطبرسي فيه مناظرات ومحاججات علمية حتى ان البعض منها تشكيك بالتوحيد والنبوة والمعاد وبالرغم من ذلك نجد ان الاجابة العلمية لها حاضرة ، عقائد الامامية للمظفر تجد فيه بحثا علميا استدلاليا يثبت العقائد .
الفرق بين الليبرالي والديني هو ان الليبرالي يريد منا التشكيك باليقين اما الديني فانه يريد اليقين بعد الاثبات بالعقل والمنطق ، والمعلوم هنالك نوعين من الاسئلة الايجابية والسلبية ، الايجابية هي العلمية اما السلبية هي التشكيكية والاستهزائية والافتراضية الفوضوية ومجرد السؤال من غير غاية واغلب هذه الاسئلة يعتمدها الليبرالي ويدافع عنها سروش .
حلقات الدراسة في الحوزات العلمية قائمة على الاسئلة حتى التي يكون احتمال وقوعها ضئيل فانها تطرح لغرض النقاش فكيف يكون الخطاب الديني خطاب املاءات ؟
واما الامتثال للحكم الشرعي فهو نفس امتثال سروش لتعليمات الطبيب 


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : حسين البدري الهندي ، في 2014/11/16 .

وعلينا ان نشجع كلا من الدراسات المتنوعة عن الدين ولو كان مخالفا للفهم التراثي لمزيد من المعلومات زورو موقع www.arabiclasskochi.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18962
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16