يا فأر أبشر فَقِطُ الحي قد رحلا * وغاب عنك فذا يحيي بك الأملا

والعب كما شئت آن اللعبُ موعدُه ** لا. لا تبالِ فميدان الأباة خلا

عِش مطمئنا سعيدا دونما وجلٍ ** واقرض شباكا ولا تبدِ بها كللا

لا تخشَ صيدا ولا تصغِ لصلصلة **من الحديد إذا منه الصليل علا

فحارس الدار قد طال السبات به ** وللرقابات والإيحاء قد هملا

ما عاد يحمي نواحي صرت تقطنها ** لكل مَصيَدة عمدا لقد حملا

جُل في الحقول ألا وأمرح بها فكهاً * * وغنِ إن شئت مسرورا بها جذلا

واقطف ثمارا وكُلْ ما شئت تقطفه ** وما تراه رديئا دعه مبتذلا

واسحق زهورا إذا ما دربك اعترضت ** فصرت أولى بحقل مزهرٍ هُمِلا

وحسبك العيث فاعبث حيث راق لكا ** وكن بزعمك للإصلاح مفتعلا

واجعل شعارك أن للخير رائدُه ** ففي الشعارات صار الزور محتملا

لا يحجبنك رفضٌ الأهلِ إن رفضوا ** فإنما الزيف أمسى يصنع البطلا

لا يستحي الجرذ أن يبدي وقاحته ** إذا تولى وعن درب الهدى عَدِلا

فحيثما تلقى جرذانا فكن معهم ** فربما تقتني من صحبة نِحلا

واشكر زمانا يزكي العابثين كما ** يدوس عمدا حصيفا صادقا عملا

يقصي الأجلاءَ أهلَ العلم ينبذهم ** فوضى تسود به يحظى بها الجهلا

يدع أهل الحجا عن كل شاهقة ** وعن سجله أمسى يشطب العقلا

ميزانه اختل فالخداع فيه سما ** أما الصريح فعن سمق له نزلا

تبا لدهرٍ غدا فأرٌ يسود به ** وعن عرين أسودا غيلة عزلا