• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أوصاف قاتل الزهراء (ع) .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

أوصاف قاتل الزهراء (ع)

لكل مجرم اوصاف خاصة يتم تدوينها في سجلّه الإجرامي لكي يتم التعرف عليه من قبل معاصريه أو الأجيال القادمة. فقد حفلت كتب التاريخ عن اوصاف كبار المجرمين ممن تركوا اثرا سيئا في التاريخ ليس على مستوى الافراد بل على مستوى امم بكاملها. والمجرم يستمر في اجرامه لا يوقفه شيء إلا الموت (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين).

فماذا ترك لنا التاريخ من أوصاف من كان السبب في وفاة ابنة نبي الإسلام وبضعته.

لانريد ان نظلم الرجل ، ولكن لنستعرض اوصافه من الكتب التي آمن بها اتباعه ، وقد وضعت المصادر في نهاية البحث من دون الاشارة لها في ثنايا البحث لأن في المصادر اضافات مريعة لأوصاف لم أذكرها وإلا لأصبح ذلك كتابا منفردا ، وغاية البحث الاختصار.

شخصية عمر بن الخطاب شخصية غامضة، مضطربة، كان الفراغ الاجتماعي والديني وحتى الشكل والهيئة هما السبب وراء ظهور شخصيته الفجّة والقمع الذي مارسه عمر مع الصحابة ومع عامة الناس.

ولربما أيضا صورته الجسدية المهولة الغير متوازنة هي التي تفسر لنا أسباب الغلظة والفظاظة .

فالصفات الجسدية التي كان عمر يتميز بها عن الناس كانت تعكس سلوكه النفسي وكانت لعمر ميزاته الجسمية التي تنسجم مع سلوكه الاجتماعي.

كان عمر طويلا جسيما، أصلع الرأس وكان جسمه مشعرا بشكل غريب حيث يبدو الشعر من فوق كتفيه كأنه شعر ثور أصهب. كان عمر شديد الحمرة ، وكان كثير السبلة في أطرافها صهوبة ، وفي عارضيه خفة . وكان رجلا أعسر ، أصلع آدم قد فرع الناس كأنه دابة .

وبسند فيه الواقدي: كان عمر يأخذ أذنه اليسرى بيده اليمنى ويجمع جراميزه ويثب على فرسه ؟!.

وكان إذا مشى تدانت عقباه كأنهما ملتصقتان . وكان جهوري الصوت تنفر الدابة من صوته، أجعر العينين كأنه خنفساء. وكان معجار البطن مفلطح القدمين إذا سار إلى الأمام كأنه ينقلب إلى الخلف ، وإذا جلس كأنه واقف لأن جزأه الأعلى كان أطول من ساقيه ، تكاد أرداف عجيزته تلامس بطن ركبتيه . وكان يتميز برائحة إبطيه الغريبة النتنة التي تقتل الذبابة إذا مرّت بها . وهو ما يُطلق عليه (الذفر).

وإذا نام شخر كأنه بعير يُنحر ، مهيبا مهولا . دخلت ذات مرة امرأة عليه فعندما رأت المرأة صلعته المنفرة فقدت رشدها وذهب لبها ودُهشت فأرادت أن تقول له : أبا حفص غفر الله لك . فقالت له : (أبا غفر حفص الله لك ).

كان مدمنا على الخمرة بشكل غريب وكان يُعد من المدمنين الكبار ، ويروى أنه كان آخر من تركها من الصحابة على عهد النبي (ص) ، ويروى كذلك أنه لم ينقطع عن الخمر إلا بعد أن حُرمت تحريما شديدا في تهديد من قبل الله تعالى . ولما توفي النبي عاد إليها وعندما سأله الناس عن علة عودته للخمر قال : (أني رجل معجار البطن وأشرب هذا النبيذ الشديد فيسهل بطني) .

وفي رواية أنه قال مبررا شربه الخمر : (إنا نشرب هذا الشراب الشديد لنقطع به لحوم الإبل في بطوننا أن تؤذينا).

ويُعرف المدمن على المسكرات عادة بعدم القدرة على السيطرة على نزواته وأعصابه. فهو معروف بفجاجة الشخصية ، خصوصا إذا انقطع عن تناول الخمر الذي أمسى من ضرورياته الجسدية .

وقد شرب رجل من قربة عمر بن الخطاب يوما فسكر، فضربه عمر ثمانين سوطا، فقال له الرجل : إنما شربت من قربتك .

فقال له عمر: إنما جلدتك لسكرك ، لا على شرابك .

وبعد إسلامه ، شرب عمر الخمر فسكر فأخذ بعظم بعير وضرب به عبد الرحمن بن عوف (فشج رأسه شجة منكرة) ثم قعد عمر ينوح على قتلى بدر بشعر الأسود بن يعفر ، وهو أكفر شعر قاله جاهلي ضد الله والرسول (ص) فبلغ ذلك رسول الله (ص) فخرج مغضبا يجر رداءه فرفع شيئا كان في يده فضرب به عمر على رأسه ، فقال : أعوذ بالله من غضبه ، وغضب رسوله .

وكان منديله نعاله، وكان يقول: إن مناديل آل عمر نعالهم .

وكان إذا أكل وفضل في يده شيئا من الدهن فإنه يمسحهُ (بأسته) .

وكان بعد إسلامه يعمل برطيشا للحمير في البقيع يلهيه ذلك عن أخذ الكتاب والسنة كما يقول هو، وكان كثير الصفق في الأسواق .

وكان عمر جبانا شريدا ، وهو يروي عن نفسه فيقول : (لما صاح الشيطان في أحد قٌتل محمد أقبلت أرقي في الجبل كأني أروى، والأروى هو التيس) .

ولما بعثه النبي إلى خيبر رجع يُجبن قومه ويُجبنونه . وسبب ذلك علاقته القوية مع اليهود، حيث كان يدرس عندهم في العوالي.

ولما أراد النبي أن يبعثه ُ إلى مكة لتبليغ رسالة ارتعد عمر خوفا وقال: (يا رسول الله إني أخاف قريشا على نفسي) !

ولا ندري أين قولهم : إن الله أعز الإسلام بإسلام عمر ، وإن قريش أصابتها الذلة بإسلام عمر بن الخطاب ؟! (1)

وكان يحب الغناء ويطرب له وقد قال عنه الأستاذ محمد كامل المحامي : (كان عمر بن الخطاب مولعا بالموسيقى والغناء ولعا شديدا) .

وكان الناس يجتمعون عليه عندما يغني ويتلوّن بالغناء على الرغم من قباحة صوته . وعن العلاء بن زياد قال : (أن عمر كان في مسير فتغنى والناس سكوت من حوله لا يجرأون أن يقولون له شيئا وعندما سكت قال : هلا زجرتموني إذا لغوتُ) ؟

قضى عمر بن الخطاب كل أيام عمره في أحط بيئة جاهلية ولم يستطع عمر التخلص من رواسب الجاهلية حتى بعد إسلامه، والتي منها حدة الطبع والفظاظة وفجاجة الشخصية وعدم احترام كرام القوم . فهو يقوم يضرب الناس دون مبررات، ويقمعهم دون هوادة ، وينتقم من الآخرين ويزجرهم بعنف والغاية من ذلك حتى لا يظهروا عليه . وفي قصته مع صبيغ بن عسل التميمي عبرة مروّعة لوضاعة عمر.

ولم يكن لعمر وزن قبلي يُثبتهُ ولا سند من الأنساب يسندهُ لا هو ولا صاحبه ، ويدلنا على ذلك صوت أبو سفيان عندما رأى أبو بكر خليفة وعمر وزيرا حيث صاح بأعلى صوته : (ما لهذا الأمر في أذل حيين من قريش) .

أو قوله : (يا للناس ما لتيم وعدي وهذا الأمر) .

ولم يسكت أبو سفيان عن شتمهما ووصمهما بكل وضيعة حتى تركا له الصدقات التي جمعها وكان النبي (ص) أرسله ليجمعها ، وكانت مبلغا كبيرا جدا من المال والأنعام وغيرها من الثياب . فسكت .

فكانت الرشوة من أقوى أسس خلافتهما .

وقد بيّن لنا عمر بن العاص شخصية عمر الحقيقية فوصفها خير وصف ، وذلك حينما بعث عمر بن الخطاب محمد بن مسلمة ، إلى مصر ليأخذ من عمر بن العاص نصف أمواله التي جمعها كونه واليا على مصر . فلما رأى عمر بن العاص ذلك قال : (لعن الله زمانا صرت فيه عاملا لعمر ، والله لقد رأيت عمر وأباه على كل واحد منهما عباءة قطوانية لا تجاوز مأبض ركبتيه وعلى عنقه حزمة حطب . والعاص بن وائل يلبس مزررات الديباج) .

وسعد بن عبادة عندما تناوش مع عمر بن الخطاب يوم السقيفة ، استحضر ماضي عمر وذكّره بأصله ، وقال له : (لألحقنك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع) .

ووصف عمر نفسه أيام الجاهلية فقال : كنت أرعى إبل الخطاب في مدرعة من صوف ، وكان فظا غليظا يتعبني إذا عملت ، ويضربني إذا قصرت .

وأوقفته امرأة في الطريق وقالت له : (رويدك يا عمر : عهدي بك ، وأنت تُسمى عميرا في سوق عكاظ تصارع الصبيان ، فلم تذهب الأيام حتى سُميت عمر ، ثم لم تذهب الأيام حتى سُميت أمير المؤمنين . فاتق الله في الرعية) .

وقد عيّرهُ أبي بن كعب بأنه (كان يبيع القراضة بالبقيع فما يدريه بكتاب الله ).

كل هذه الملكات دفعت عمر إلى أن يستميت من أجل أن يصل إلى السلطة ، حتى أنه اجترأ على منع النبي من كتابة ذلك الكتاب الذي لن يضلوا بعده أبدا ، وأتهمهُ بأنهُ يهجر والعياذ بالله .

وحاول القيام بأول مجزرة في الإسلام في السقيفة عندما أصدر أوامره بقتل سعد بن عبادة لولا دفع الله الناس بعضها ببعض .

وهو أول من أعلن بأن ما جاء به محمد سلطان وليس وحيا . فقال : (من ينازعنا سلطان محمد) .

وقد أكرمهُ الأمويون فأطلقوا عليه لقب ( الفاروق) لأنه فرق بين النبوة والخلافة ، كما اعترف عمر بذلك (كرهت قريش ان تجتمع النبوة والخلافة في بني هاشم) .

وبعد قيام عمر بمنع النبي من كتابة ذلك الكتاب العاصم للأمة، وقمع سعدا واتهم النبي بأنه سلطان وليس نبيا. عمد إلى اسكات آخر صوت يُمكن أن يقلب المعادلة عليه ، وهو صوت الزهراء فقام بقمعها بتلك الطريقة الاجرامية التي أدت إلى وفاتها سلام الله عليها.

(ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه) .

هذا ما في كتب القوم حول شخصية عمر وسيرته ودونك المصادر فراجعها.

المراجع والمصادر:

ـــــــــــــــــــــــــــ

1- قال ابن هشام : كان ضرار بن الخطاب لحق عمر بن الخطاب يوم أحد وهو منهزم فجعل يضربه بعرض الرمح ويقول : انج يا ابن الخطاب لا أقتلك . فكان عمر يعرفها له بعد الإسلام .

البداية والنهاية ابن كثير طبع بيروت الاولى ،ج3 / 1988

1. الإصابة في تمييز الصحابة ، ج2 ص 518 . وكلمة كأنه دابة حسب تاريخ يعقوب بن سفيان .

2. لقد شيعني الحسين الدكتور ادريس الحسني ص 177 . الطبعة الرابعة 1996 .

3. مجمع الأمثال للميداني ج1 ص 224 .

4. ابن أبي شيبة ، وكنز العمال ج3 ص 109 .

5. سنن البيهقي ج8 ص 299 .

6. حياة عمر بن الخطاب للبكر ي نقلا عن كتاب الخراج ص 165 .

7. الغدير للعلامة الأميني ج 6 ص 251 . الطبعة الخامسة 1983 .

8. كنز العمال ج12 ص 625 .

9. لولا علي لهلك عمر ، تأليف أبو علي ، الطبعة الأولى 1997 .

10. الغدير للعلامة الأميني ج8 ص 60 .

11. شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج3 ص 213. وكذلك : المولى حيدر الشرواني ص 333

12. تلخيص المستدرك ج3 ص 37 . ومستدرك الحاكم ج3 ص , ومجمع الزوائد ج9 ص 124 .

13. تاريخ الطبري ج2 287 .

14. كنز العمال ج51 ص 228 .

15. السلسلة المدرسية ، التاريخ الإسلامي ، المرحلة السادسة إسلام عمر ص 129 .

16. راجع كتاب الصلابة في معرفة الصحابة , وكتاب التنقيح في النسب الصريح ، فقد أسندا إلى ابن سبابة عبد الله ذلك القول .

17. فسئلوا أهل الذكر ، التيجاني السماوي ص 250 طبع مؤسسة الفجر لندن .

18. الإمامة والسياسة ج1 ص 10 ، وكذلك شرح النهج لأبن أبي الحديد المعتزلي ج1 ص 175 .

19. الإمامة والسياسة ج1 ص 10 ، و البحار ج8 ص 336 رواية 56 .

20. شذرات الذهب للعماد الحنبلي ج1 ص 19 . والفتوحات الإسلامية ج2 ص 422 . وتاريخ المدينة المنورة ج2 ص 772 .

21. الغدير للعلامة الأميني ج8 ص 61 . الطبعة الخامسة 1983 .

22. تاريخ الطبري حادث السقيفة . والإمامة والسياسة ج1 .

23. الإصابة في تمييز الصحابة ، ج2 ص 518 . وكلمة كأنه دابة حسب تاريخ يعقوب بن سفيان .

24. لقد شيعني الحسين الدكتور ادريس الحسني ص 177 . الطبعة الرابعة 1996 .

25. مجمع الأمثال للميداني ج1 ص 224 .

26. ابن أبي شيبة ، وكنز العمال ج3 ص 109 .

27. سنن البيهقي ج8 ص 299 .

28. حياة عمر بن الخطاب للبكر ي نقلا عن كتاب الخراج ص 165 .

29. الغدير للعلامة الأميني ج 6 ص 251 . الطبعة الخامسة 1983 .

30. كنز العمال ج12 ص 625 .

31. لولا علي لهلك عمر ، تأليف أبو علي ، الطبعة الأولى 1997 .

32. الغدير للعلامة الأميني ج8 ص 60 .

33. شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج3 ص 213. وكذلك : المولى حيدر الشرواني ص 333

34. تلخيص المستدرك ج3 ص 37 . ومستدرك الحاكم ج3 ص , ومجمع الزوائد ج9 ص 124 .

35. تاريخ الطبري ج2 287 .

36. كنز العمال ج51 ص 228 .

37. السلسلة المدرسية ، التاريخ الإسلامي ، المرحلة السادسة إسلام عمر ص 129 .

38. راجع كتاب الصلابة في معرفة الصحابة , وكتاب التنقيح في النسب الصريح ، فقد أسندا إلى ابن سبابة عبد الله ذلك القول .

39. فسئلوا أهل الذكر ، التيجاني السماوي ص 250 طبع مؤسسة الفجر لندن .

40. الإمامة والسياسة ج1 ص 10 ، وكذلك شرح النهج لأبن أبي الحديد المعتزلي ج1 ص 175 .

41. الإمامة والسياسة ج1 ص 10 ، و البحار ج8 ص 336 رواية 56 .

42. شذرات الذهب للعماد الحنبلي ج1 ص 19 . والفتوحات الإسلامية ج2 ص 422 . وتاريخ المدينة المنورة ج2 ص 772 .

43. الغدير للعلامة الأميني ج8 ص 61 . الطبعة الخامسة 1983 .

44. تاريخ الطبري حادث السقيفة . والإمامة والسياسة ج1




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=189521
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 12 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15