للمعركة مع العدو الصهيوني وجه غير العسكري لا يقل خطورة وضراوة عنه وهي معركة الوعي والمعرفة، معركة الوعي مع العدو عاش معها العقل الإسلامي مجازر وإبادات أيضا غيّبت هذا الوعي وغيرت مسار بوصلته وبات الغالبية منا لا يعرف الصديق من العدو ولا الهامش من المتن في قضايانا، ننفعل مع الحدث الآني ونجهل سياقه التأريخي، تغيب عنا المعطيات.
ميدانها وأدواتها الرأي العام في وسائل التواصل، وأسلحتها ومادتها القراءة والتدبر والمباحثة والمتابعة والانتظام بالعمل الثقافي ومؤسساته المؤتمنة.
يجب أن يكون لهذه المعركة فرسان ومجاهدين أشداء يشمروّا عن أقلامهم كلبواسل اليوم في الميدان، ولا يقل دور هؤلاء عن أولائك، وما شهدت ساحاتنا العسكرية هذا الخذلان لو لا تراجعنا في ساحة الوعي ولا استخفّ الحكام العرب بشعوبهم لو لا غياب وعي هذه الشعوب، والعقل العربي الغائب بل المغيّب شاهدٌ على ذلك.
فالماكنة الاستخباراتية الثقافية التي تهوّد المعرفة وتصهين التاريخ اليوم وتلعب بوعينا ما تشاء في وسائل التواصل، فمن قبل أجدادهم كعب الأحبار وابن اسحاق وأبّان بن حمران لعبوا ذات الدور كما يفعل المأجورون والعرب المتصهينين من إعلاميين وغيرهم ما يفعلون.
•