• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : الكيان الصهيوني قصف «عنبر الولادة» في مستشفى الشفاء… والبيت الأبيض والبنتاغون يتبنيان روايته الكاذبة .
                          • الكاتب : حسام عبد البصير .

الكيان الصهيوني قصف «عنبر الولادة» في مستشفى الشفاء… والبيت الأبيض والبنتاغون يتبنيان روايته الكاذبة

ما زالت إسرائيل تعربد، وما زال العالم يتفرج بينما سقف آمال العرب يتوقف عند إرسال شحنة وقود وبعض الأدوية لمليوني جائع وجريح وغاضب في عموم قطاع غزة، هي لحظة كاشفة باقتدار سقطت خلالها الأقنعة عن وجوه الجميع زعماء وحكومات، فيما سيطرت حالة ترقى للفزع في أوساط داعمي الشعب الفلسطيني، خشية توابع ما نشر خلال الساعات الماضية، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي لتسريع الجهود الرامية إلى تعميق علاقته مع مصر، ومساعدة البلاد على معالجة التداعيات المتزايدة الناجمة عن الصراع بين إسرائيل وحماس على حدودها.
وأفادت وكالة “بلومبرغ” نقلا عن مصادر مطلعة، أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تخطط لزيارة القاهرة قريبا لتعزيز الجهود المبذولة لدعم التنمية الاقتصادية في مصر، وتخفيف تأثير الأزمة المستمرة. وكان الاتحاد الأوروبي يستكشف بالفعل الشراكة، لكنه يريد الآن تسريع هذه الجهود نظرا لأهمية القاهرة الاستراتيجية والمخاوف بشأن زيادة تدفقات اللاجئين، بما في ذلك من الدول الافريقية مثل السودان.
وقالت المصادر، شريطة عدم الكشف عن هويتها، لأن المناقشات بين الدول الأعضاء، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا، تدعم العمل الجاري، على الرغم من أن الجدول الزمني والأرقام النهائية لا تزال قيد الإعداد. وستتضمن الخطة 6 أولويات تتراوح بين الاقتصاد، والاستثمارات، والهجرة، والأمن. وعلى الصعيد الاقتصادي، يرغب الاتحاد الأوروبي في استكشاف الخيارات مع الدول الأعضاء لمساعدة مصر على معالجة عبء ديونها الثقيل، بالإضافة إلى ذلك، سيقترح الاتحاد الأوروبي خطة استثمارية تهدف إلى تعبئة 9 مليارات يورو (9.8 مليار دولار) في القطاعات؛ الرقمية والطاقة والزراعة والنقل، التي يتخللها منتدى استثماري مخطط له في الربيع المقبل. وتسعى الخطة أيضا إلى الحد من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا من خلال مساعدة مصر في إدارة الحدود وإجراءات مكافحة التهريب والعودة الطوعية.
وفي سياق الاهتمام بالماراثون الرئاسي: يعقد 42 حزبا سياسيا “تحالف الأحزاب المصرية” مؤتمرا ضخما مساء اليوم السبت، يشارك فيه رؤوساء الأحزاب والعديد من نواب مجلسي النواب والشيوخ في قاعة المؤتمرات في الأزهر لدعم ترشح الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية. ومن المنتظر أن يوجه المشاركون في المؤتمر، الناخبين بضرورة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لتوصيل رسالة للعالم بأن مصر بلد تمارس فيه الديمقراطية، وبلد يسعى للاستقرار، والنهوض اقتصاديا، والكل يقف صفا واحدا لخدمة الوطن والمجتمع المصري.
صمود أسطوري

استخدمت إسرائيل في غزة كل أساليب القتل والدمار والوحشية، ورغم أن الشعب الفلسطيني، كما أوضح فاروق جويدة في “الأهرام” خاض أطول معركة تواجهها إسرائيل منذ إنشائها، فإنها لا تستطيع أن تدعي أنها انتصرت، فما زالت غزه صامدة بأبطالها، رغم أنها دفعت في هذه المواجهة أكبر ضريبة دم قدمها الشعب الفلسطيني منذ احتلال أرضه.. إن أهم ما قدمته غزة أنها حاربت وحدها وكبدت إسرائيل خسائر فادحة، وظلت تواجه ببسالة حشود الجيش الإسرائيلي دون تراجع. كنت دائما أعتقد أن الأرض تحارب مع أصحابها وأن تراب غزة وقف صامدا أمام جيش العدو، وأن حماس حاربت إسرائيل أربعين يوما قد تطول، وقدمت الآلاف من أبنائها وشبابها وأطفالها ونسائها، وتهدمت مبانيها واحترقت مستشفياتها في هجمة بربرية أكدت وحشية الكيان الصهيوني، صمود غزة يذكرنا بالنماذج الإنسانية التي دافعت عن أرضها بشرف وكرامة.. كثير من العقلاء كانوا يؤكدون أن فلسطين لن تحررها إلا دماء شعبها مهما يكن الثمن، ولا بد أن نعترف بأن غزة قدمت أغلى ما لديها دماء وعمرا وبيوتا وأطفالا، ولقنت إسرائيل درسا لن تنساه.. كان ينبغي أن يدرك رموز الشعب الفلسطيني أن المقاومة ينبغي أن تظل رافعة أعلامها، وأن السلام وهم كبير مع عدو مغتصب، وأن انقسام الشعب الفلسطيني أكبر خطأ في حق الشعب والقضية.. وكان انقسام الشعب الفلسطيني على نفسه بداية الانشقاق في صفوفه ما بين جماعات أوسلو للسلام، وجماعات المقاومة والسلطة الفلسطينية وعشرات الوعود، وللأسف الشديد وقع الشعب الفلسطيني فريسة للقوى الدولية والإقليمية التي شجعت الانقسامات بين أبناء الشعب الواحد.. ولا شك في أن رحيل عرفات القائد والزعيم، ترك آثارا كبيرة وفتح المجال أمام مزيد من الانقسامات في صفوف الشعب الفلسطيني وكانت أخطر هذه الانقسامات بين رموز حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية.

ضحية أزلية

شهد العالم العربي أحداثا كثيرة دامية كانت قضية فلسطين كما قال فاروق جويدة أهم ضحاياها، وكانت الحرب الأهلية أخطر ما أصاب القضية حين اشتعلت الحرب الأهلية في سوريا وليبيا واليمن واحتلال أمريكا العراق والحرب الأهلية في السودان.. كان اشتعال الحروب في عدد من الدول العربية بداية تهميش القضية الفلسطينية، ثم جاءت ثورات الربيع العربي وأطاحت بعدد من القادة العرب الذين ارتبطوا تاريخيا بالقضية الفلسطينية. لم يقتصر تهميش القضية الفلسطينية على غياب عرفات الزعيم، أو القادة الذين ارتبطت بوجودهم، ولكن ذلك انعكس على الشعوب العربية التي لم تعد فلسطين في أولويات اهتمامهم.. ولعب الإعلام العربي أخطر أدوار التهميش أمام أحداث كثيرة وشجع على ذلك غياب رموز القضية.. لا يمكن لنا أن نتجاهل سلبيات اتفاقيات السلام والضجة التي أثارتها وما حدث من تغييرات رسمية، بل وشعبية في العلاقات مع الكيان الصهيوني، خاصة أن دولا عربية فتحت أبوابها لهذا العدو.. كان التطبيع من أسوأ المراحل في تاريخ العلاقات بين العرب وإسرائيل، فقد اقتحمت بعض العواصم العربية وخلقت جماعات تعمل لحسابها وتنشر أفكارها وأطماعها، لقد نجحت إسرائيل في تجنيد خلايا تعمل لحسابها، وتحولت إلى أبواق إعلامية وصلت إلى مؤسسات رسمية غيرت الكثير من الثوابت في مناهج التعليم، بل وصلت إلى قضايا الدين والنصوص المقدسة.. لا بد من أن نعترف بأن ما حدث في ملحمة غزة أسقط أسطورة التطبيع، ذلك الوهم الذي ضلل الشعوب العربية وقد غير حسابات كثيرة.

يكذبون ويصدق العالم

ما زالت السردية الإسرائيلية هي المتسيدة على تصريحات القادة والمسؤولين في دول العالم المنحازة بشكل واضح لإسرائيل، رغم القتل والدمار وآلاف الشهداء والجرحى في قطاع غزة. يرددونها وهم يعلمون يقينا كما تقول جيهان فوزي في “الشروق” زيفها وتزويرها وخروج ضميرهم من الخدمة بلا رجعة، إنها ازدواجية معايير القوة الوقحة، والتماهي مع رغبات إسرائيل بالدعم المطلق، والتحالف اللامحدود لإطلاق يدها الملوثة بدماء الفلسطينيين للمزيد من القتل والإجرام، تحولت السردية الإسرائيلية المتباكية على ضحاياها إلى أيقونة تؤنب ضمير العالم، فكيف لهم مواساة طفلهم المدلل، والطبطبة عليه ومحو الأسى والعار اللذين لحقا به في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلا بالمزيد من الدعم والمؤازرة والمساندة بالفعل والقول. فعلا برفض وقف إطلاق النار، وقولا بتسويق الأوامر والمطالب الإسرائيلية ووضعها على سلم أولوياتهم، والضغط بكل قوتهم لتحقيقها، على حساب جثث وأشلاء الأطفال والنساء والمسنين من سكان قطاع غزة، الذين سطروا بطولات لم يشهدها تاريخ حروب البشرية من قبل. من يتهم حماس بالإرهاب فهو مضلل وساذج، ويتماهى في روايته وأفكاره مع سردية الاحتلال الإسرائيلي، بل يدعم مخططات إسرائيل التي تسعى لتهجير السكان وتفريغ الأرض من أهلها، وهذا المخطط أصبح علنيا يعرفه القاصي والداني، أما أن حماس ورطت الفلسطينيين في غزة بحرب لا ناقة لهم بها ولا جمل، فهذا افتراء واجتزاء لحقيقة الأوضاع المأساوية التي يعيشها مواطنو قطاع غزة منذ أكثر من 16 عاما تحت وطأة الحصار والعزلة، في «غيتو» فُرض عليهم مجبرين، بخلاف «الغيتو» الذي فرضه اليهود على أنفسهم في أوروبا طوعا، حماس حركة مقاومة، شئت أم أبيت. ولا يجوز تخوينها بسبب الخلافات السياسية والأيديولوجية، كما لا يجوز الادعاء بالباطل روايات تتردد دون دليل أو بينة، بل تخدم أهداف احتلال غاشم يرتكب «هولوكوست» الألفية الثالثة على مرأى ومسمع من العالم، فماذا كان مطلوبا من حماس؟ أن تصمت وتصبح شرطي اتصال لإسرائيل كما تفعل السلطة الفلسطينية في رام الله؟ هل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يمثل شعبه؟ الجواب بالقطع لا.

سردية مقيتة

الشعب الفلسطيني وفق ما ترى جيهان فوزي ضجر من المراهنة على المفاوضات العبثية التي لم تحقق شيئا على مدار عقدين ونصف العقد، بل دخلت في مرحلة الموت السريري منذ زمن، والدليل ظهور جماعات مقاومة مسلحة لا تنتمي لأي فصيل فلسطيني في الضفة الغربية مثل «عرين الأسود»، التي قامت بعمليات نوعية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، فضلا عن المقاومة الشرسة التي تنتشر في مدينة جنين ومخيمها، ونابلس والخليل وبيت لحم ومعظم مدن الضفة الغربية، التي أصبحت كرة نار متدحرجة لا تستطيع إسرائيل إيقافها، فهل كانت حماس هي المسؤولة عن الأوضاع التي اشتعلت في الضفة الغربية؟ المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة، من قتل ونزوح وحرمان من الماء والغذاء والدواء والوقود هي جريمة بحق الإنسانية، وستظل صور الجثث المتعفنة الملقاة في الشوارع، دون أن يجرؤ أحد على دفنها، بسبب شراسة القصف، جريمة في عنق المجتمع الدولي الصامت الذي ينتظر نصرا حتى لو كان رمزيا، أو زائفا تصدره إسرائيل كإنجاز إلى شعبها، فكلما طال أمد الحرب، قلت فرص النجاة لمواطنين آخرين ما زالوا أحياء، ولن يكون هناك أي مبرر أخلاقي يتشدق به الغرب أمام شعوبهم الغاضبة، التي ملأت الشوارع بالمظاهرات احتجاجا على حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. هذه السردية حتى إن صمدت قليلا لدى قادة الغرب، فإنها قد بدأت بالانهيار والانسحاب تدريجيا أمام السردية الفلسطينية الأكثر صدقا وموضوعية، وهو ما انعكس في تحول هادئ لكنه ثابت لقادة أوروبا، الذين باتت تصريحاتهم خلال الأسبوعين الأخيرين، توازن بين الاستجابة للضغط الأمريكي عليهم، وصوت الشارع الأوروبي الصارخ في هجومه.

مثير للاشمئزاز

كان رد فعل البلدان الغربية، إزاء كل ما يحدث مثيرا للغرابة على حد رأي عمرو هاشم ربيع في “الشروق”: الغرب ممثلا في نطاق الحضارة وليس الجغرافيا، بما يشمل اليابان وأستراليا إضافة بالطبع إلى غالبية بلدان أوروبا الغربية والولايات المتحدة وكندا، هم الذين باتوا عقب استقلال البلدان النامية في العالم الثالث، يملأون الدنيا صخبا وعويلا على حقوق الإنسان المهدرة في تلك البلدان. تارة يقومون بحجب المساعدات عن تلك البلدان، بعدما سلبوا مقدراتها إبان الاستعمار، وعمدوا إلى اعتبارها مصدرا للمواد الخام فقط، وتارة أخرى يقومون بتجنيد منظمات حقوق الإنسان كي تقوم بتوصيف حال حقوق الإنسان في تلك البلدان، وتارة ثالثة تقوم تلك البلدان بمد حركات المعارضة بالسلاح لمواجهة النظم المستقرة، وتارة تقوم بحصار بلدان وفرض عقوبات على نظمها الحاكمة بشكل ربما يفضي لمعاقبة الشعوب والحكام في آنٍ. وقد أثبت التاريخ عديد المرات أن الغرض من تلك الضغوط الغربية كان ابتزاز تلك النظم، ولم يكن الغرض تحقيق أي مصلحة أو فائدة لجماعات المعارضة التي تقول بالاضطهاد. وقد تبين في عديد من الأمثلة أنه حال نجاح الغرب في تحقيق مآربه كانت النتيجة وصول نظم حكم عميلة على رأس تلك البلدان، هي من سكت الغرب عن انتهاكاتها الفعلية لحقوق الإنسان (حالات تشيلت وفنزويلا ونيكارغوا والبرازيل)، أو ترك تلك البلدان وقد أعمتها الفوضى وأصبحت موئلا للإرهاب وعدم الاستقرار الإقليمغ (سوريا والعراق إنموذجا).

سقطت أمام شعوبها

ما يحدث من رد فعل للغرب عما يحدث في فلسطين وفق رأي عمرو هاشم ربيع هو تأكيد لهذا التاريخ المشين للغرب، فهو بمثابة كيل بمكيالين وازدواج فاضح للمعايير (نموذج أوكرانيا ليس ببعيد). هذا الأمر ظهر جليا ليس فقط عبر مد المحتل الصهيوني بالسلاح لمواجهة أصحاب الأرض، وخرق جميع قرارات الأمم المتحدة، بما فيها مجلس الأمن، والداعية إلى حق تقرير المصير، وعودة اللاجئين وعدم شرعية بناء المستوطنات، بل برز اليوم في السكوت على الانتهاكات الصهيونية اليومية في قتل المدنيين وتشريد السكان واعتقالهم وهدم البيوت فوق رؤوس أصحابها وتدنيس الحرم الشريف وهدم المستشفيات وفرض الحصار على أصحاب الأرض بمنع الغذاء عنهم وكذلك منع تقديم الخدمات كالمياه وموارد الطاقة، وكلها إما من دول الجوار العربي، أو ثروات منهوبة من الأرض العربية ولا يملكها العدو بداية. يضاف إلى كل ما سبق سعيه إلى مجاراة إسرائيل في تسويق عملية تهجير السكان إلى مصر والأردن وغيرها من البلدان. تكتمل الصورة بأبشع مناظرها بمحاولات منع وتحجيم المظاهرات في ميادين وعواصم الغرب، وتزييف الإعلام من صحافة ومحطات تلفزيون لأوضاع الناس في غزة، ومحاولة غسل أدمغة الشعوب في الغرب بأن إسرائيل تتعرض للإبادة، أو أنها تدافع عن نفسها وفقا لمبدأ حق الدفاع الشرعي، رغم أن هذا المبدأ لا يمكن أن ينطبق على المحتل على وجه الإطلاق. كل هذه الصور سقطت أمام الشعوب في الغرب، كما سقطت أمام شعوب المنطقة العربية، فالمظاهرات عمت الشوارع والميادين في البلدان والعواصم الغربية عنوة، والإعلام هناك بات يضيق ذرعا من عدم المتابعة، بسبب عدم الموضوعية والانحياز الأعمى، ما جعله مؤخرا يخرج عن السياق المرسوم له من خارجه، ويصلح كفة الميزان بعض الشيء. على أن كل ما سبق لا يعني أن الصورة داخل بلدان العالم الثالث وردية.

رغم الخراب

الوضع في فلسطين المحتلة يشير إلى هزائم متتالية لجيش الاحتلال ميدانيا، رغم ما ترتكبه طائراته من مجازر وجرائم حرب، آخرها كما أوضح عبد السلام فاروق مدير تحرير “الأهرام” المسائي ما حدث من إلقاء قنابل فسفورية على المدنيين بعد سقوط ما يقارب 10 آلاف شهيد نتيجة تلك الغارات، التي لم تتوقف على مدار ثلاثة أسابيع كاملة.. الخبراء العسكريون في أمريكا وغيرها يؤكدون أن ما تتعرض له إسرائيل لا يمثل إلا انهزامات متتالية على جميع المستويات العسكرية والإعلامية والسياسية والمجتمعية والاقتصادية.. لدرجة أن المستشارين الأمريكيين حذروا إسرائيل من مواصلة حربها على قطاع غزة، ما دامت لا تملك القدرة على تحديد أهداف ملموسة من هذه الحرب وتحقيقها على الأرض.. ونقل الدكتور مجدي إبراهيم في “الوفد” مشيدا بما ذهب إليه فاروق في جريدة “المثقف” الإلكترونية: السؤال الذي يشغل بال الكثير من المراقبين هو: كيف حققت المقاومة الفلسطينية كل هذه الانتصارات المتتالية المدهشة بإمكانياتها الضعيفة، التي لا تمثل 1% من إمكانيات جيش الاحتلال؟ وما السر في تلك الهزائم المتكررة للجيش الإسرائيلي؟ لعل أكبر وأهم عامل من عوامل النصر في المواجهات التي نفذتها المقاومة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول حتى اليوم هو عنصر المفاجأة الخاطفة.. وقد نفذته المقاومة باقتدار وكررت تنفيذه بفاعلية.. لم يتخيل المستوطنون اليهود في غلاف غزة ما حدث من اقتحام للسياج وتوغل الفلسطينيين عدة كيلومترات، ثم جمع هذا العدد الكبير من الأسرى من أجل تحقيق نقاط فوز تصلح للتفاوض في ما بعد.. تلك المفاجأة التي أربكت حسابات جيش الاحتلال ودفعت نتنياهو لاقتراف أكبر أخطائه، حين أمر بتنفيذ بروتوكول هانيبال وقتل الأسرى مع خاطفيهم.. وهو ما أهاج الرأي العام عليه، وازداد هذا الهياج يوما بعد يوم خاصة عندما تم الإفراج عن بعض الأسيرات اللاتى فضحن ما فعلته القوات الإسرائيلية من قتل عشوائي سقط على إثره عدد من الأسرى الإسرائيليين قتلى.

مفاجآت أربكت العدو

مضى عبد السلام فاروق مسلطا الضوء على إنجازات المقاومة: لم تمر بضعة أيام حتى قام عدد من الضفادع البشرية أقل من عدد أصابع اليد الواحدة بالوصول إلى منطقة زيكيم، ليهاجموا القاعدة الإسرائيلية الرابضة هناك، ويحققوا انتصارات نوعية.. تلك مفاجأة أخرى.. ثم المفاجأة الثالثة الكبرى والتى جاءت على إثر محاولات الاقتحام البري المتتالية على قطاع غزة فإذا بالمقاومة تنفذ عملية إنزال خلف الخطوط عند معبر إيرز الحدودي.. ويتم تدمير عدد من الآليات والدبابات وتقع قوات الاحتلال فريسة للخوف والهلع والارتباك مثل تلك المفاجآت المتتالية ساهمت بشكل كبير في إضعاف الروح المعنوية لدى الجنود والقادة، وإرباك حسابات جيش الاحتلال، حتى وصل الأمر إلى يقين لدى كثير منهم، أنهم إنما يواجهون أشباحا وظلالا لا يمكن التنبؤ بتحركاتهم المقبلة، جميع وسائل الإعلام راقبت عمليات الإنزال الأولى التي تمت عن طريق طائرات شراعية محلية الصنع، ذات لمسة إبداعية، استطاعت اختراق رادارات ورواصد ودفاعات الجيش الإسرائيلي في أول يوم من عملية طوفان الأقصى.. وهو ما أشار إلى التقدم النوعي الذي حققته المقاومة في المعدات والأسلحة.. كما استفادت المقاومة من أسلوب حرب الشوارع الذي سبق لأوكرانيا استخدامه ضد القوات الروسية، وكانت الدراجات الهوائية أحد أهم تلك الأساليب الفعالة التي استطاعت سباق الدبابات بطيئة الحركة نوعيا.. وقد حدث اقتحام المستوطنات في بداية عملية طوفان الأقصى بالدراجات، وأمكن اصطياد عدد كبير من الأسرى، كارت القوة الأول لدى المقاومة، بهذه الطريقة التي تبدو بدائية وإن كانت فعالة، ثم جاء الدور على حرب القذائف والصواريخ، لنسمع أسماء جديدة لصواريخ ومقذوفات تستخدمها المقاومة للمرة الأولى بهذه الكثافة.. فمن صواريخ قسام إلى صواريخ سجيل، وحتى صواريخ عياش، وكلها أثبتت فاعلية كبيرة في ميادين القتال، واستطاع بعضها الوصول إلى تل أبيب وعسقلان وبئر سبع إلى درجة سقوط صاروخ منها حول مفاعل ديمونة النووي..الغريب أن عدد الصواريخ المستخدم كبير جدا لدرجة أنه استنفد قدرات القبة الصاروخية في ملاحقته، بما تسبب في تدمير منشآت عدة في أماكن سقوطها وبعض التقارير الغربية تؤكد أن المقاومة الفلسطينية تمتلك ترسانة صاروخية تقدر بنحو 30 ألف صاروخ وربما أكثر.
عار بوساطة أمريكية

هو جيش العار والخزي، والدموية بكل ما تعنيه الكلمات من معانٍ، وهو كما يصفه عبد المحسن سلامة في “الأهرام” جيش من المناديل الورقية، وربما يكون أقل منها صلابة دون تهويل، وتعالوا نعكس الصورة، فماذا سيكون الموقف لو تم حصار إسرائيل برا وبحرا وجوا، وتم قطع الكهرباء عنها، وضرب مخازن الوقود، ومنع التصدير، أو الاستيراد منها، وكذلك منع إدخال الأدوية، والأغذية إليها لمدة 40 يوما كاملة أكرر السؤال: ماذا سيكون الموقف وإسرائيل بلا غطاء جوي، أو بري، أو بحري بعد أن تتم محاصرتها بشكل تام؟ أعتقد أنه في تلك الحالة سوف تنتهي إلى الأبد في أقل من شهر، والمؤكد أن فصائل المقاومة الفلسطينية كانت ستدخل إلى تل أبيب والقدس.. وكل البلدات الإسرائيلية. تلك هي الحقيقة المرة المؤكدة بشأن الجيش الإسرائيلي الذي يستمد كامل قوته من الدعم الأمريكي اللامحدود، ويحارب فصائل مسلحة وليست جيشا، ورغم مرور 40 يوما على عملية «طوفان الأقصى» حتى الآن لم يسجل الجيش المقهور نجاحا يُذكر سوى تدمير المستشفيات، والمساجد، والكنائس، وقتل الأطفال، والنساء، ومنع الماء، والكهرباء عن السكان الأبرياء، ثم أخيرا جاء النصر المُبين لجيش العار الإسرائيلي باقتحام مستشفى «الشفاء». كما توقعت اقتحم جيش الاحتلال مستشفى «الشفاء»، وللأسف، فندت الصحافة الأمريكية أكاذيب إسرائيل بعد فوات الأوان، حيث نشرت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال» تقارير تؤكد كذب ادعاءات إسرائيل، وأن المستشفى لم يكن فيه مسلحون، ولا توجد فيه أسلحة، وأن إسرائيل قصفت «عنبر الولادة» في مستشفى «الشفاء» ولم تقصف قوات «حماس». للأسف تبني البيت الأبيض، والبنتاغون رواية إسرائيل الكاذبة بوجود مسلحين، وأنفاق داخل المستشفى، ما يعن موافقة صريحة ومؤكدة وداعمة من أمريكا لاقتحام الجيش النازي الإسرائيلي ذلك المستشفى بعد حصاره أكثر من 5 أيام كاملة، ليبقى السؤال: ماذا عن الجريمة التالية للنازيين الجدد في إسرائيل؟ وماذا تبقى من مساكن ومستشفيات ومدارس في غزة؟ وإلى متى يظل العالم صامتا عن كل تلك الجرائم؟ والأهم متى يستيقظ السيد بايدن من سُباته العميق ليرى حجم المأساة الإنسانية غير المسبوقة في التاريخ الحديث التي ساندها وأيدها، ولا يزال يقوم بدور الداعم الرئيسي لها حتى الآن؟

صامدون للنهاية

صمود وثبات الأشقاء الفلسطينيين على مدار ما يقرب من 57 عاما، عمر الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني تؤكد من وجهة نظر ياسر إبراهيم في “الوفد” الهتاف الشعبي (مش هنسلم مش هنبيع مش هنوافق على التطبيع). الشعوب العربية والشعب المصري على الأخص رافض وراسخ في وجدان كباره وصغاره، أطفاله وشيوخه، صهينة فلسطين، التطبيع بكل أشكاله مرفوض، والمواقف خير دليل، طالعتنا الأخبار مؤخرا عن اكتساح البطل المصري محمود محسن للاعب الكيان الصهيونى دانييل فريدمان في مواجهة ببطولة كأس العالم لسلاح المبارزة بنتيجة 5/0، ورفض البطل المصري مصافحة لاعب إسرائيل بعد الفوز عليه، ليست مباراة ولكنها حرب معنوية تقهر أو تقهر، هكذا هي عقيدتنا (مش هنسلم مش هنبيع مش هنوافق على التطبيع). لمحة تاريخية يجب أن يعلمها ويتعلمها الجميع وخاصة الأجيال الصغيرة التي تشاهد وتتأثر بمجازر الصهاينة على مدار ما يقرب من شهر ونصف الشهر، الحلم الصهيونى بدأ منذ تاريخ بعيد جدا وجدده (وعد بلفور 1917)، وثيقة وعد وزير خارجيّة المملكة المتحدة آرثر بلفور إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني، والمحفوظة في المكتبة البريطانية تقول (تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر). هذا الوعد الذي مر عليه حوالي 106 أعوام، لن يتحقق لأن الراسخ والثابت لدينا وفي وجداننا هو (مش هنسلم مش هنبيع مش هنوافق على التطبيع).

حليف مزيف

ويسألونك عن الحليف، فيجيبك عصام كامل رئيس تحرير “فيتو”: قل هو من يحالفني على النصرة ويشد من عضدي ويناصرني في حروبي ويقف إلى جواري سندا وظهرا وقلبا، والحليف هو الذي يحالف حليفه على التناصر والتعاضد والوقوف بقوة وقت الشدة، والحليف هو المناصر دوما. أما قول الولايات المتحدة أن مصر حليف استراتيجي والسعودية حليف استراتيجي وقطر حليف استراتيجي وغيرهم من العرب، فإن معناه يغاير المعنى الذي تعارف عليه الناس، إذ لا يمكن أن يبتز الحليف حليفه كما يجري منذ سنوات في ابتزاز المملكة العربية السعودية ومصر وغيرهما من دول المنطقة العربية. الولايات المتحدة الأمريكية ابتزت مصر عقب ثورة يناير/كانون الثاني باللعب مع الإخوان، وهي تعرف أن مصر ليست الإخوان، وأن الإخوان لا يمكن أن يكونوا مصر، وابتزت الرياض في عديد من المواقف حتى خرجت العاصمة السعودية من عباءة واشنطن عبر بكين لحوار مع إيران ليصبح الحليف حرا في ما يمكن أن يتخذه من قرارات تحمي بلاده من ابتزاز متكرر وممجوج وبغيض. مصر أيضا خرجت من عباءة الحليف بثورة 30 يونيو/حزيران رغما عن الإرادة الأمريكية التي سعت لتسليم مفاتيح مصر إلى فصيل لا يعبر عن جوهر مصر وهويتها وثقافتها، وذلك فقط من أجل استسلام البلاد عبر بوابة جماعة لا تعرف معنى للوطن ولا ترى في الأرض والحدود مقدسات.

إمبراطورية الشر

واصل عصام كامل مطالعته للموقف الأمريكي الرامي لتركيع المنطقة: ما معنى الحليف الاستراتيجي، إذن إذا كانت أمريكا وفي كل تاريخها تسعى لإضعاف المنطقة العربية لصالح الولاية رقم 51، وهي الكيان المحتل في فلسطين؟ وما معنى الحليف الاستراتيجي الذي يأتي على رأس جيش غربي من أجل أن يمحو بغداد من على وجه الأرض خدمة للكيان المحتل؟ وما معنى أن نوصف بأننا حلفاء استراتيجيون لدولة لم تترك جريمة واحدة ضد الإنسانية إلا وارتكبتها في أراضينا، دبابات أمريكا ومن اليوم العاشر لحرب أكتوبر/تشرين الأول المجيدة جاءت إلى سيناء بطواقهما من الأمريكيين لنصرة الكيان الغاصب ضد جيش مصر. طائرات وقنابل ومدافع أمريكا كانت ولا تزال آثارها في بقاع العراق الأبي، دون جريمة يرتكبها العراقيون إلا وقوفهم إلى جوار الحق الفلسطيني، وتواصلا مع ماضي أمريكا الدموي في بلادنا وبلاد غيرنا تصل حاملات الطائرات إلى مياهنا ومعها كل صنوف القتل من أجل حماية الاحتلال من 1500 مقاتل. بوارج أمريكا وأساطيلها وطائرات تقبع هنا على شواطئنا لتنفرد عصابات الصهيونية بشعب أعزل وتطلق كل أدواتها الدفاعية لإسقاط صواريخ الدعم اللبنانية والعراقية واليمنية للدفاع عن هذا الشعب الأعزل، أمريكا تمد تل أبيب بقنابل محرمة دوليا، لتمعن في قتل أطفال بلا مأوى. أمريكا تدير حربا تمنع فيها المقاومة من كل مكان دفاعا عن كيان مغتصب ضد حلفائها الاستراتيجيين، أي حلف هذا الذي يمنعك من الدفاع عن مقدساتك، عن حرمة دم الأطفال، عن طعام لنساء وشيوخ وصبية بلا مأوى ولا علاج ولا طعام، أمريكا تمنع وصول الماء إلى أشقاء حلفائها في غزة. أي حلف هذا الذي يرددونه كل يوم وليلة، وأي تحالف هذا الذي يحول بينك وبين أخيك في الدم والمعتقد والهوية، وقبل هذا وذاك في الإنسانية.. عن أي حلف يتحدثون، وهل عقمت بلادنا العربية عن ولادة موقف يغير الحليف بحليف إذا كنا لا نستطيع العيش دون حليف. في الوقت الذي تخرج فيها أمريكا من الإنسانية كلها بخروج آلاف المتظاهرين في ولاياتها، لا تزال تتجول في عواصم العالم العربي، باعتبارنا حلفاء استراتيجيين، وفي الوقت الذي ينتفض فيه أحرار العالم تمنع المظاهرات ضد أمريكا والكيان المحتل في عديد من العواصم العربية.

فلنفكر قليلا

بعد مرور أربعين يوما – زادوا يوما بعد كتابة هذا المقال – يجب أن نتوقف لنسأل أنفسنا أين أصبحنا؟ ومدى عقلانية أو منطقية كل ما حدث من كل الأطراف؟ يمضي عبد اللطيف المناوي في تساؤلاته في “المصري اليوم”: هل كان من المناسب، بل من الإنسانية المجردة، أن يحدث كل ما حدث؟
هل يمكن الدفاع طويلا عن استفادة القضية الفلسطينية من فعلة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول؟ وهل يمكن لإنسان أن يبرر رد الفعل الدموي الهمجي الوحشي من إسرائيل، مدعومة بمن يصفون أنفسهم بـ«العالم المتحضر»؟ التساؤلات مريرة وطويلة، والإجابات ليست أقل ألما. وسأكتفى اليوم بالإشارة إلى بعض مما وصلنا إليه، فلسطينيا، وعربيا، وعالميا. عداد القتلى تجاوز الـ 12 ألف شهيد، منهم أكثر من خمسة آلاف لا يعرفون ما معنى «شهيد»، أطفال استكثر عليهم من تسبب في قتلهم ومن قتلهم بالفعل، الحياة. فدفعوها ثمنا لما لا يعرفونه. اقترب عداد الجرحى من 30 ألفا حتى الآن، ولا يعرف هؤلاء أي جزء من الجسد فقدوا، وكيف سيستكملون حياتهم. والأهم أين سيستكملونها سكرة السابع من أكتوبر/تشرين الأول، التي حملت في طياتها أوهام تحرير فلسطين وهزيمة من لا يُهزم، انتهت بواقع مرير يعانيه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، وأصبح قادة النضال يتحدثون اليوم عن خروج عشرات من السيدات والأطفال من السجون الإسرائيلية مقابل عشرات من أسرى إسرائيل لدى حماس. وإن حدث ذلك باعتباره نصرا مبينا على «العدو»، سيخرج علينا صوتٌ جهورى «يناضل» فينا ويبشرنا بأن صفقة تبادل الأسرى وافق عليها «المناضلون» ورفضها «العدو». ويغمض الكثير منا عيونه وآذانه وعقله عن محاولة طرح السؤال: هل كل الآلاف الذين استشهدوا وأصيبوا ثمن مناسب لإخراج العشرات من الأسرى من السجون الإسرائيلية؟ تقلصت الأهداف حتى بات فتح ممر آمن إنجاز، مرور شاحنة معونات هدف يتحقق بعد معاناة، إخراج مصابين للعلاج في مصر نجاح. والهدف الأكبر هو النجاح في وقف إطلاق النار. ما أقوله لا يقلل من الجرم الإسرائيلي الذي تجاوز كل حدود الإنسانية، وتحول من يدعون أنهم واحة الديمقراطية إلى مخلوقات مشوهة دموية مفترسة تغذيها الدماء وتشحنها صرخات الأطفال. وأثبتوا مرة أخرى عجزهم عما ادعوا قدرتهم عليه بالقضاء على حماس. وبدأوا يجدون السبل للتفاوض معها لاسترداد أسراهم. وباتوا يتراجعون عما أعلنوه تطمينا للداخل الإسرائيلي.



المصدر : القدس العربي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=188589
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 11 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15