• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كلمات متشابهة في القرآن الكريم (يئس و يقنط) (ح 2) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

كلمات متشابهة في القرآن الكريم (يئس و يقنط) (ح 2)

قال الله تعالى عن فعل يقنط ومشتقاتها "قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ" ﴿الحجر 56﴾ يقنط فعل، قال: لا ييئس من رحمة ربه إلا الخاطئون المنصرفون عن طريق الحق. قال: فما الأمر الخطير الذي جئتم من أجله أيها المرسلون من عند الله؟ و "وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ" ﴿الروم 36﴾ يَقْنَطُونَ: يَقْنَطُ فعل، ونَ ضمير، يَقْنَطُونَ: ييأسون من رحمة الله، هم يقنطون: ييْأسون من رحمة الله تعالى، وإذا أذقنا الناس منا نعمة مِن صحة وعافية ورخاء، فرحوا بذلك فرح بطرٍ وأَشَرٍ، لا فرح شكر، وإن يصبهم مرض وفقر وخوف وضيق بسبب ذنوبهم ومعاصيهم، إذا هم يَيْئَسون من زوال ذلك، وهذا طبيعة أكثر الناس في الرخاء والشدة، و "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" ﴿الزمر 53﴾ تَقْنَطُوا: تَقْنَطُ فعل، وا ضمير، لا تَقْنَطُوا: لا تيأسوا، قل -أيها الرسول- لعبادي الذين تمادَوا في المعاصي، وأسرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه نفوسهم من الذنوب: لا تَيْئسوا من رحمة الله، لكثرة ذنوبكم، إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت، إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده، الرحيم بهم، و "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ" ﴿الشورى 28﴾ قنطوا: يئسوا، قَنَطُوا: يئسوا من نزوله، والله وحده هو الذي ينزل المطر من السماء، فيغيثهم به من بعد ما يئسوا من نزوله، وينشر رحمته في خلقه، فيعمهم بالغيث، وهو الوليُّ الذي يتولى عباده بإحسانه وفضله، الحميد في ولايته وتدبيره.
وردت كلمة يئس ومشتقاتها في القرآن الكريم: يَئِسَ، لَيَؤُوسٌ، اسْتَيْأَسُوا، تَيْأَسُوا، يَيْأَسُ، اسْتَيْأَسَ، يَؤُوسًا، يَئِسُوا، فَيَؤُوسٌ، يَئِسْنَ. جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (يئس) "أفلم ييأس الذين امنوا" (الرعد 33) أي يعلم وهي لغة قوم النخع، وقيل: إنما يئس استعمل اليأس بمعنى العلم لأنه بمعناه لأن اليائس من الشئ عالم بأنه لا يكون، و "ليؤس" (هود 9) فعول من يأست أي شديد اليأس، و "استيئسوا" (يوسف 80) استفعلوا من يأست. قال تعالى: "إنه لا ييئس من روح الله" (يوسف 87) أي من رحمته. (قنط) "القانطين" (الحجر 55) اليائسين، و "يقنط" (الحجر 56) يئس من الرحمة. "أكدى" (النجم 34) قطع عطيته، ويأس من خيره، من كدية الركية وهو أن يحفر الحافر فيبلغ الكدية، وهي الصلابة من حجر أو غيره فلا يعمل معموله شيئا فييأس.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: و ثمّة بيّن المفسّرين اختلاف في الرأي حول "يؤوس" (المعارج 19) و "قنوط" فيما إذا كانا بمعنى واحد أم لا؟ يرى البعض أنّهما بمعنى واحد، و التكرار للتأكيد. و قال البعض الآخر: "يؤوس" من "يئس" بمعنى اليأس في القلب، أمّا "قنوط" فتعني إظهار اليأس على الوجه و في العمل. أمّا الطبرسي فقد قال في مجمع البيان: إنّ الأوّل هو اليأس من الخير، بينما الثّاني هو اليأس من الرحمة. تصف حال الأشخاص عند الصعوبات و الشدائد ب "يؤوس". يثار هنا السؤال الآتي: لقد قرأنا في الآيات التي نبحثها قوله تعالى: "إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ" (فصلت 51)‌ و لكنّا نقرأ في سورة الإسراء قوله تعالى: "وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً" (الاسراء 83) و السؤال هنا كيف نوفق بين الآيتين، إذ المعروف أنّ الدعاء دليل الأمل، في حين تتحدث الآية الأخرى عن يأس أمثال هؤلاء؟ أجاب بعض المفسّرين على هذا السؤال بتقسيم الناس إلى مجموعتين، مجموعة تيأس نهائيا عند ما تصاب بالشر و البلاء، و اخرى تصر على الدعاء برغم ما بها من فزع و جزع‌. البعض الآخر قال: إنّ اليأس يكون من تأمّل الخير أو دفع الشر عن طريق الأسباب المادية العادية، و هذا لا ينافي أن يلجأ الإنسان إلى اللّه بالدعاء. و يحتمل أن تكون الإجابة من خلال القول بأنّ المقصود من‌ "فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ" (فصلت 51)‌ هو ليس الطلب من اللّه، بل الجزع و الفزع الكثير، و دليل ذلك قوله تعالى "إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً" (المعارج 20). أو أن الآيتين تعبّران عن حالتين، إذ أنّ هؤلاء الأفراد يقومون أولا بالدعاء و طلب الخير من النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم و هم فزعون جزعون، ثمّ لا تمرّ فترة قصيرة إلّا و يصابون باليأس الذي يستوعب وجودهم كلّه.
تكملة للحلقة السابقة جاء عن موقع مركز سيد الشهداء عليه السلام للبحوث الاسلامية: القنوط من رحمة الله تعالى: عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لا تيأس لذنبك وباب التوبة مفتوح. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم, لا يغرنك ذنب الناس عن ذنبك, ولا نعمة الناس عن نعمة الله عليك, ولا تقنط الناس من رحمة الله وأنت ترجوها لنفسك. عن أمير المؤمنين عليه السلام: الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤيسهم من روح الله، ولم يؤمنهم من مكر الله. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يبعث الله المقنطين يوم القيامة مغلبة وجوههم يعني غلبة السواد على البياض فيقال لهم: هؤلاء المقنطون من رحمة الله تعالى. عن جندب الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن رجلا قال يوما: والله لا يغفر الله لفلان, قال الله عز وجل: من ذا الذي تألى علي أن لا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عمل المتألي بقوله: لا يغفر الله لفلان‏. روي ان الله تعالى قال: أهل طاعتي في ضيافتي, وأهل شكري في زيادتي, وأهل ذكري في نعمتي, وأهل معصيتي لا أيئسهم من رحمتي, إن تابوا فأنا حبيبهم, وإن دعوا فأنا مجيبهم, وإن مرضوا فأنا طبيبهم, أداويهم بالمحن والمصائب ولأطهرهم من الذنوب والمعايب. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: قال الله: بإحساني إليك قويت على طاعتي, وبسوء ظنك بى قنطت من رحمتي. القنوط من رحمة الله في الأدعية: عن أمير المؤمنين عليه السلام في المناجاة الشعبانية: (إلهي لم أسلط على حسن ظني قنوط الإياس، ولا انقطع رجائي من جميل كرمك). عن أمير المؤمنين عليه السلام (اللهم وأستغفرك لكل ذنب يعقب اليأس من رحمتك, والقنوط من مغفرتك, والحرمان من سعة ما عندك, فصل على محمد وآل محمد واغفره لي يا خير الغافرين‏). عن الإمام زين العابدين عليه السلام في دعاء يوم عرفة: ولا تعرض عني إعراض من لا ترضى عنه بعد غضبك ولا تؤيسني من الأمل فيك فيغلب علي القنوط من رحمتك‏. قال أمير المؤمنين عليه السلام: الحمد لله غير مقنوط من رحمته، ولا مخلو من نعمته، ولا مأيوس من مغفرته. عن الإمام الصادق عليه السلام: ولا تحط بي يا سيدي ومولاي وإلهي مكرك, ولا تثبت علي غضبك, ولا تضطرني إلى اليأس من روحك, والقنوط من رحمتك, وطول الصبر على الأذى‏.
جاء في موقع الاسلام عن معنى اليأس والقنوط والفرق بينهما: معنى اليأْس لغةً: اليأْس: القنوط، وقيل: اليأْس نقيض الرجاء أو قطع الأمل، يئس من الشيء ييأس وييئس؛ والمصدر اليأْس واليآسة واليأَس، وقد استيأس وأيأسته وإنه ليائس ويئِس ويؤوس ويَؤُس، والجمع يُؤُوس. معنى اليأْس اصطلاحًا: قال العسكري: (اليأْس: انقطاع الطمع من الشيء). وقال ابن الجوزي: (اليأْس: القطع على أنَّ المطلوب لا يتحصل لتحقيق فواته). معنى القنوط لغةً: أصل هذه المادة يدُلُّ عَلَى الْيَأْسِ مِنَ الشَّيْءِ، فالقُنُوط: اليأْس، وقيل: أَشدُّ اليأْس من الشَّيْءِ. مصدر قَنَط يَقنِطُ (من باب ضرب) ويَقنُطُ (من باب قعد)، وقَنِطَ يقنَط (من باب تعب)، وهو قانِطٌ وقَنُوط وقنِط. معنى القنوط اصطلاحًا: قال الشوكاني: (القنوط: الإياس من الرَّحمة). وقيل: (القنوط: شدَّة اليأْس من الخير). الفرق بين اليأْس والقنوط: أكثر العلماء على أنهما بمعنى واحد. ويرى بعض العلماء أن بينهما اختلافًا، وأن القنوط: أتم اليأس وأشده. وقيل: إن اليأس من منعات القلب، والقنوط ظهور آثاره على ظاهر البدن.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=188585
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 11 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15