• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من أذاها اذاني .
                          • الكاتب : سعد العابدي .

من أذاها اذاني

 من الثابت الذي لا يقبل النزاع والاختلاف فيه أن تخطي حدود الله وحدود رسوله وعصيانهما يوجب العذاب والعقاب ويفتح باب اللعن الويل والثبور الابدي على صاحبه وفي ذلك قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ الله فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}1. 
ولقد ذكر في ذلك مصاديق من أعظمها وأشدها وضوحا واقعة التعدي على أهل بيت العصمة أعني بيت علي وفاطمة والحسن والحسين الذين هم أهل بيت النبي وخاصته وليس أهل بيت للنبي(صلى الله عليه واله) في الدنيا الا هم 

فقد روتْ صحاح المسلمين حديثًا متواترًا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: ((فاطمة بضعةٌ مني، من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله))2.
وقد صرح القرآن الكريم بلعن كل من آذى الله ورسوله، فقد ورد في "المناقب" و"الاحتجاج"، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، أنّه قال:
((لما استُخرج أمير المؤمنين عليه السلام من منزله خرجت فاطمة صلوات الله عليها خلفه، فما بقيت امرأة هاشميّة إلّا خرجت معها، حتّى انتهت قريبًا من القبر، 
فقالت لهم: خلّوا عن ابن عمّي، فوالذي بعث محمّدًا أبي بالحقّ إن لم تخلّوا عنه لأنشرنَّ شعري، ولأضعنّ قميص رسول الله على رأسي، ولأصرخنّ إلى الله تبارك وتعالى، فما صالحٌ بأكرمَ على الله من أبي، ولا الناقةُ بأكرم منّي، ولا الفصيلُ بأكرم على الله من ولديَّ!
قال سلمان رضي الله عنه: كنت قريبًا منها، فرأيت ـ والله ـ أساس حيطان مسجد رسول الله تقلّعت من أسفلها، حتّى لو أراد رجلٌ أن ينفذ من تحتها لنفذ، فدنوتُ منها، 
فقلت: يا سيّدتي ومولاتي، إنّ الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمةً، فلا تكوني نقمةً، فرجعتْ، ورجعتِ الحيطان حتّى سطعتِ الغبرةُ من أسفلها، فدخلتْ في خياشيمنا))3.
فهل تسأل المسلمون عن اثار تلك المعصية الكبرى واثار ذلك التعدي على أهل بيت النبوة ومعدن الحكمة والرسالة وهل كف المسلمون وارباب الفكر من دعوى بكاءهم الزائف على الامة الاسلامية وما وصلت اليه فما وصلت الامة الى هذا الحال الا لتعديها على أهل بيت نبيها وغضبهم حقهم وقتلهم وتشريدهم في الامصار ، اليس لأهل هذا البيت من حرمة وكرامة على الله حتى لايعاقب من جنوا هذا الجنايات العظيمة من الاولين ومن رضوا بها من الاخرين التي يهتز لها عرش الرحمن. بلى لهم كل الحرمة والكرامة عند الله لكن الناس اضاعوها وتركوها وخذلوا نبيهم واطلعوا الشيطان فكان جزاءهم الخزي في الدنيا والاخرة 
 ...................
المصدر:
1-الأحزاب:57]
2-صحيح البخاري، ج2، ص206.
3-المناقب لابن شهر آشوب، ج٣، ص٣٤٠، وكذا في الاحتجاج، للطبرسي، ج1، ص113.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=187766
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 10 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15