مجالات عديدة ظهر فيها حجم التضامن العراقي مع الفلسطينيين، ودعم صمودهم بوجه الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، كان من بينها المواقف الرسمية والتجمعات الشعبية، فضلاً عن الاندفاع لتقديم المساعدات الإغاثية للقطاع المحاصر.
منذ الساعات الأولى لبداية العدوان على غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، خرج آلاف العراقيين بتظاهرات حاشدة اجتاحت المدن، عبروا فيها عن دعمهم وتأييدهم لمواطني غزة في حربهم ضد قوات الاحتلال، وهو ما يأتي في إطار قديم للتضامن العراقي مع القضية الفلسطينية.
التضامن العراقي مع الفلسطينيين
الناصر دريد، وهو محلل سياسي، يقول إنّ “التضامن العراقي مع القضية الفلسطينية هو تضامن طويل قديم متجذر كما هو الحال مع باقي شعوب المنطقة العربية”.
ويستدرك دريد بالقول: “لكن في الحقيقة الآن لا أحد يعلم حجم التضامن الحقيقي من التضامن المصطنع، بمعنى أن “القوى السياسية التي تتبارى الآن في إظهار التضامن وتعلن نفسها ضمن قوى المقاومة والرفض هي نفسها التي أساءت إلى الفلسطينيين في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين”.
رفض للجرائم الإسرائيلية
الصحفي والكاتب العراقي، علي رسولي، يقول لـ “ألترا عراق”، إنّ “العراق اليوم حكومة وشعب يمتلكان موقفًا مساندًا ومؤازرًا للقضية الفلسطينية، حيث أن الحكومة والشعب موقفهما واضح ضد كل سياسات الاحتلال الصهيوني وجرائمه في غزة”.
وأيضًا، يقول حيدر الميثم، وهو صحفي عراقي، إنّ “موقف العراق من القضية الفلسطينية جيد لغاية الآن، حتى أن كلمة السوداني في قمة مصر الطارئة عكست مواقف الشعب العراقي المتعاطف مع القضية الفلسطينية وما يتعرضون له من عملية قتل ممنهجة وسط صمت المجتمع الدولي الذي دائمًا ما ينادي بحقوق الإنسان زيفاً”.
مشدداً على ضرورة “إعطاء الشعب الفلسطيني كامل حقوقه وتطبيق الاتفاقيات الأممية التي نسفها الاحتلال الصهيوني بهجماته الأخيرة”.
ويشير الميثم، إلى أنّّ “توسعة نطاق التضامن العراقي لن يرقى إلا لإرسال المساعدات الإغاثية فقط عبر التعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني والمصري”.
معتبراً انه “لا يمكن لأي بلد في المنطقة مساعدة قطاع غزة أكثر من ذلك، لأن دعم الدولة للقطاع في الجانب العسكري قد يؤدي إلى نشوب حرب عالمية بين الغرب والدول المقاومة في الشرق الأوسط”.
موقف مشرف
الباحث السياسي، ياسين عزيز، يقول إنّ “تضامن الشعب والحكومة العراقية مع معاناة الأهالي في غزة تحديدًا وفلسطين عمومًا موقف مشرف لاسيما من قبل أطياف الشعب العراقي.
وبحسب عزيز، فإنّ هذا الموقف “ازداد ويزداد كلما طال الحدث واستمرار معاناة الأهل في غزة وهو ما جعل الموقف الرسمي سواءً من الحكومة والمؤسسات الأخرى والأحزاب الرئيسة أن تتخذ موقفًا إيجابيًا لصالح القضية”.
وحول توسيع هذا التضامن، يعتبر عزيز، أنّ “الوضع الحساس والحرج في المنطقة لا يساعد على تقديم دعم غير الدعم المعنوي والانساني باعتبار أن الدخول بنوع أو آخر كمشارك في الحرب الدائرة يمكن أن لا تكون له عواقب محمودة”.
وفي 17 تشرين الأول/ أكتوبر، شهدت بغداد ومدن ومحافظات البلاد، تظاهرات دعمًا لعملية طوفان الأقصى ولإدانة القصف المستمر للاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وطالب المشاركون في الوقفات التضامنية بفك الحصار على سكان قطاع غزة وإدخال المساعدات العاجلة إلى الفلسطينيين.
وهب الشعب العراقي لنجدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بإرسال المساعدات الإنسانية العراقية عبر طائرتين إلى مصر.
وأعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، أمس الأحد، انطلاق أول رحلة جوية عبر طائرتين محملتين بالمساعدات الإنسانية العراقية إلى قطاع غزة المحاصر.

المصدر: ألترا عراق
|