شاءت الصدفة أن اقوم بمراجعة ثانوية المتميّزات للبنات في جانب الرصافة من العاصمة بغداد وعند مراجعتي تبين ان مركز فحص الدفاتر الامتحانية للصفوف المنتهية يعمل في نفس بناية الثانوية اعلاه حيث لاتوجد بناية خاصة به .
دخلت لغرض المراجعة بعد ان مررت باجراءات التفتيش الدقيقة التي يمر بها جميع من يدخل تلك البناية دون استثناء وهذه حالة جيدة تسجل للمنتسبين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية حفظ ألأمن في الدوائر الحكومية وسائر المرافق الخدمية الاخرى .
انتظرت في الاستعلامات لحين اكمال انجاز العمل الذي حضرت من اجله وكان الجميع يعمل بتفان عال وخلال وجودي لاحظت طريقة تسليم الدفاتر الامتحانية الى اللجان التصحيحية حيث ان مكان تسليم الدفاتر على مقربة من الاستعلامات ، الدفاتر كانت تُسلَّم الى اللجان بطريقة لائقة جدا تعكس مدى اهتمام الجهات المعنية بهذا الامر ، وكان هناك رجلا يبدو على وجهه التسامح وطيب النفس ودماثة الخلق وترتسم على محياه مسيرة عملية تربوية طويلة جدا وكان يراقب آلية تسليم الدفاتر الامتحانية الى المصححين استفسرت عن من يكون ذلك الرجل ؟ فعرفت انه الاستاذ كريم ناشور حسين معاون مدير مركز فحص الدفاتر الامتحانية ففرحت في داخل نفسي لوجود هكذا رجال يمسكون زمام التربية والتعليم في العراق .
خلال فترة وجودي في الاستعلامات تصادف حضور زميلي الاعلامي والكاتب صادق غانم الاسدي الذي يعمل في سلك التدريس حيث حضر لاستلام الدفاتر المخصصة للجنته التصحيحية فاستفسرت منه عن طريقة عمل اللجان فأجابني مشكورا كنا في السابق نعاني من ارهاق شديد نتيجة العدد الكبير من الدفاتر التي نقوم بتصحيحها ، واضاف كنا سابقا نستلم 20 رزمة كل منها تضم 50 دفترا اما الان فلقد تم تقليص ذلك العدد من الرزم ليصبح 14 رزمة فقط وهذا فيه راحة ومتسع من الوقت للمصحح علاوة على ذلك فان القترة الزمنية بين الامتحانات هي اكثر من العام الماضي حيث يمتحن الطالب في مادتين فقط خلال الاسبوع الواحد وهذا ايضا ينعكس بشكل ايجابي على عمل المصحح ويخفف عنه شدة الارهاق الذي قد يتسبب في بعض الاحيان الى عدم قيام المصحح بواجبه بالشكل المطلوب نتيجة الجهد والتعب وضيق الوقت الممنوح له ، واضاف الاستاذ صادق الاسدي قائلا : ان الخدمات المقدمة لنا في هذه السنة تختلف كثيرا عن السنوات الماضية وان المصحح لمس ذلك بشكل مباشر وخصوصا في مايتعلق بمبردات الهواء وبرادات الماء التي تؤثر بشكل مباشر على عمل المصحح ، فسألته مباشرة وماذا عن الطاقة الكهربائية التي هي الاساس في عمل تلك الاجهزة فقال : لقد تابع الاستاذ عماد كاظم التميمي مدير المركز ومعاونه الاستاذ كريم ناشور حسين مسألة تجهيز المركز بالطاقة الكهربائية وبشكل مستمر من خلال المتابعة مع دائرة الكهرباء الوطنية التي قامت بتزويد المركز بالطاقة الكهربائية لفترة مناسبة علاوة على ذلك فأن الاستاذ كريم ناشور قام بتهيئة مولدة كهربائية تعمل بطاقة 250 كي في جاهزة لتزويد المركز بالكهرباء حال توقف التيار الكهربائي الرئيسي .
قبل مغادرتي استفسرت من مصحح آخر عن المعوقات التي تصادفهم فأجابني : الحمد لله في هذه السنة تم تذليل المعوقات التي يعاني منها المصحح واهمها مسألة وجود قاعات مبردة ومياه شرب باردة ، واضاف نحن في هذا العام ننجز تصحيح الدفاتر بشكل مريح جدا نتيجة الهدوء الذي يسود القاعات بسبب قلة عدد اللجان في كل قاعة حيث تم فتح اغلب قاعة ثانوية المتميّزات لتكون جاهزة امام اللجان التصحيحية وبذلك فأن كل قاعة خصصت لثلاثة او اربعة لجان فقط وهذا يعني وجود الهدوء الكبير ناهيك عن عملية التهوية الصحية حين يكون العدد قليل وايضا القاعات جميعها مبردة والمياه المعدنية متوفرة للجميع .
غادرت المكان وانا متفاءل جدا حيث ان مستقبل طلبتنا سيكون بايدي امينة مادامت هناك لجان تعمل بما يرضي الله والضمير وهذا بالتالي سيعود بالنفع الكبير على وطننا ، ومن هنا اناشد السيد وزير التربية والجهات المعنية حول ضرورة ايجاد بناية مناسبة ولائقة تخصص لمركز فحص الدفاتر الامتحانية واحدة في جانب الرصافة والاخرى في جانب الكرخ ، كي تكون مقرا ثابتا لتلك المراكز وهذا ليس بالشيء المستحيل ، والله ولي التوفيق . |