• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كم مرة يُقتل المرتد في الكتب المقدسة. .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

كم مرة يُقتل المرتد في الكتب المقدسة.

 مقدما أقول أن حديث : ( من بدل دينه فاقتلوه) الذي رواه البخاري هذا الحديث المبهم كما افهمه يشمل أتباع كل دين لان قائله لم يخبرنا اي دين هذا الذي إذا بدله الإنسان وجب قتله، أن ذلك يعني إذا بدل المسيحي دينه او اليهودي او البوذي او الصابئي ، يجب قتله كذلك لأنه يندرج تحت مفهوم (من بدل دينه فاقتلوه).لابل في معناه العام أن المسيحي اذا بدل دينه ودخل الاسلام يجب قتله ايضا.

كنت أتمنى ان أرى الموسوعية تطغى على رجال الدين الذين هم ملاذ الامة ، فلا يتقوقع رجل الدين ضمن حدود دينه بل ينطلق في رحاب العقيدة مبينا الحكم في المسألة من كافة جوانبها، والمسألة سهلة جدا ، وهي ان يقوم رجل الدين المسؤول بتعيين مساعدين متخصصين كلٌ منهم في باب معين ، فهذا يُهيأ له حكم المسالة في اليهودية وذاك يبحثها له في المسيحية وهكذا فتلتقي الديانات في ورقة واحدة تكون امام انظار الجميع ،

فيرى الناس اين الحقيقة والحق مع من. لأن تناول الحكم في معزل عن الاخرين يجعل الحكم غرضا لسهام الحاقدين والمغرضين في الجهات الدينية الأخرى ممن في قلوبهم مرض او ممن حليت الدنيا في أعينهم فأعمتهم واصمتهم. وهذا ما يستغله بعض المتحذلقين فيتعمدوا الاساءة إلى الدين الآخرين مستغلين الطرف الآخر الذي لايقرأ ولم يطلع.

في محاولتي هذه سوف اجمع حكم الديانات حول من يُبدل دينه (يرتد) . واترك الخيار للقارئ العزيز يهوديا كان او مسيحيا او مسلما.

والحكم في ذلك للكتب المقدسة وماقاله الانبياء وما يفسره الحكماء والعلماء مما يكون له اصل في هذه الكتب. لأن الكثير من رجال الدين اليهودي والمسيحي والإسلامي عطلوا الاحكام او بدلوها مما لا يتناسب ابدا مع ما موجود في كتبهم المقدسة الحالية.

وعلى سبيل المثال فإن التوراة تأمر بقتل المرتد بالسيف ثم رجما بالحجارة ثم حرقا بالنار، ويرجموه هو اهل بيته وحيواناته وكلابه وكل شيء يتعلق به حتى الطفل الرضيع. ثم يلقي رب الكتاب المقدس في بقية المرتدين الامراض والاوبئة ويُبيدهم ويُدمرهم.

المسيحية تزعم أن يسوع المسيح امرهم ان يقوموا بجمع المرتدين حزما ويحرقوهم بالنار ، لا بل جمع كل من لا يؤمن به وحرقهم بالنار . ولكن رجال الدين بعد أن رأوا بشاعة هذه النصوص وعزوف الناس عن دينهم ، عمدوا إلى الغاء هذه الاحكام وغيروها لكي يُصوروا للناس (سماحة اديانهم وتسامحها) ثم بداوا بالتشنيع على الديانات الاخرى بغية دفع الناس إلى النفور منها والانظمام إليهم ، فاحلوا الخمر واللواط والزنا واباحوا الربا والغوا احكام قتل المرتد فاشاعوا الفوضى الدينية بين الناس.

ففي اليهودية والمسيحية لا يُسأل التارك لدينه ولا يُستتاب ولا يُعتذر له ولا يُفحص امره لربما كان هازلا او عصبيا او مازحا او محتاجا يتظاهر بالارتداد او مكره، بل يتم الحكم عليه حتى لو أشيع عنه ذلك فيتناوله السيف ثم الحجارة ثم النار ولا تنفع التوبة في اسقاط هذا الحكم عنه.

لم يدرج الرب في قرآنه المقدس اي حكم بالقتل على من يرتد من المسلمين فقال في سورة البقرة آية 217 : ((ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخره واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون)) هذا كل ما موجود في القرآن . القرآن هنا بيّن ان المرتد يموت وليس يُقتل يقول القرآن (فيمُت وهو كافر) ولم يقل : فيُقتل وهو كافر.

وأما حكم (المرتد) عند اليهود في التوراة فإن المرتد يُقتل بالسيف ثم الاجهاز عليه رجما بالحجارة حتى الموت ثم الحرق بالنار. والمشكلة في النص أنه يأمر كل الناس بلا استثناء ان يُساهموا في رضخ المرتد بالحجارة وهذا النص موجو د في سفر التثنية 13 : 6 حيث يقول : (( و اذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امراة حضنك او صديقك الذي مثل نفسك قائلا نذهب و نعبد الهة اخرى من الهة الشعوب الذين حولك لا تسمع له و لا تشفق عينك عليه و لا ترق له و لا تستره بل قتلا تقتله يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا ترجمه بالحجارة حتى يموت لأنه التمس ان يطوحك عن الرب الهك)) .

وليس هذا فقط إنما إذا (ارتدت) مدينة كاملة فانظر إلى بشاعة حكمها فيجب حرقها بالنار على سكانها مع بهائمها وحيواناتها واطفالها نسائها وشيوخها .

وهذا النص موجود في الكتاب المقدس تثنية الاصحاح 13 : 13 حيث يقول : ((ان سمعت عن احدى مدنك قائلين نذهب و نعبد الهة اخرى فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف و تحرمها بكل ما فيها مع بهائمها الطفل والشيخ والشيخة والحمير وكل شيء بحد السيف تجمع كل امتعتها الى وسط ساحتها و تحرق بالنار المدينة و كل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا الى الابد لا تبنى )).

والسؤال هو : اذا كان النساء والرجال ارتدوا فما ذنب الحيوانات والاطفال والامتعة والابنية لكي تّذبح بالسيف وتُدمر وتُحرق بالنار ؟؟

وبأختصار اقول : أن هذا هو حكم كل الكتب المقدسة التي انزلها الله على زعمهم ففي الكتاب المقدس يقول في سفر إرميا 8: 4 ((أرتد هذا الشعب ارتدادا دائما ؟ أبوا أن يرجعوا لذلك أعُطي نساءهم لأخرين، وحقولهم لمالكين)).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=186946
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 09 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15