• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التضليل الاعلامي .
                          • الكاتب : ميس الخفاجي .

التضليل الاعلامي

يهدف التضليل الإعلامي إلى عكس الوقائع وقلب الحقائق، ويسعى إلى توجيه عقل المتلقي من خلال استهدافه بحرب نفسية لإحداث تأثير عليه، بواسطة الترويج لمعلومات لا ترتبط بالحدث، أو باستعمال وسائل الإعلام لمفردات ومصطلحات بعينها تؤدي في نهاية المطاف إلى إصدار أحكام ما في قضية ما، أو من خلال انتقائية متحيزة تنتهجها وسيلة إعلامية ما، فتختار أن تقدم شيئا للمتلقي وإخفاء أشياء أخرى.

إنها سياسة غسيل العقول وصناعة الكذب، وهي حرب خطرة ، حيث إنها تستهدف العقل البشري والتشويش على صحة قناعاته ، ثم تؤثر عليه لتغيير موقفه بدافع من وقائع وهمية لا وجود لها، وإقناع المتلقي على أنها حقائق.

ويبدأ التشكيك بشأنه، حتى يصبح في وعي المتلقي - فردا كان أم جماعة - شيئا غير موجود.

صناعة التضليل الإعلامي هي أخطر قطاع صناعي على الإطلاق، لأنها تتعلق بكافة عناصر الواقع الذي نعيشه، وتزييف هذا الواقع، وإعادة صناعته بمؤثرات الجهة التي تقف خلفه، من خلال تضخيم التفاصيل التافهة والتقليل من شأن كل ما هو مهم وفاعل، في سياقات تربك عقل المتلقي، وتفصله عن واقعه المرير الذي عادة ما يكون سببا في حراك جماهيري مثلاً أو سببا في احتجاجات ومطالبات حقوقية أو سياسية.

يشهد عصرنا الحالي كميات مرعبة من الفبركات الإعلامية، والمعلومات المضللة، والأخبار الكاذبة، والبيانات المزيفة، والصور المركبة، وحملات دعائية تضخم التافه وتسطح المهم، حملات عدائية تشوه سمعة وصورة طرف معين وتنال من أخلاقه وذمته، فيديوهات يتم تصويرها في استديوهات متخصصة تبث للمتلقي على أنها في ميدان معركة أو مظاهرة أو حدث ما في مكان ما.

الأخبار الكاذبة خطر يهدد الوحدة المجتمعية، ويغذي العنف ويزيد من الانقسامات، ويقوض السلم الاجتماعي. هذا دفع دولا مثل الاتحاد الأوروبي لإصدار حزمة من القوانين لمواجهة التأثير المتزايد لشبكات التواصل الاجتماعي.


وإذا كان إلاعلام ضعيفا يفتقد إلى مستلزمات القوة والفعل ويفتقد للمصداقية في طرح القضايا الحساسة والمصيرية التي تهم الشارع.  نلاحظ  لم نفلح في استعمال الجهاز الإعلامي كما ينبغي ولم نستغله في تجسيد مشاريعه في أرض الواقع.

إن المطلوب للعودة بالمصداقية الصحفية والإعلامية التي نحت نحو الإثارة والضجيج المضر بمستقبل الإعلام ، هو الاتجاه نحو الإعلام الاحترافي الذي يقوم على تفرغ الصحفي الذي يقوم بنقل الخبر ويتم تدريبه على حسن النقل والتحليل والخروج برؤية ذات بعد إصلاحي للواقع ويقود نحو الإصلاح.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=186443
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 09 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15