• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كركوك اغلبية تركمانية لولا التدليس العربي الكردي .
                          • الكاتب : عامر عبد الجبار اسماعيل .

كركوك اغلبية تركمانية لولا التدليس العربي الكردي

هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ                                     

                        مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ

وهكذا الوضع في العراق ، يضحـك الزمن بمليء شدقيه لطائفةٍ أو قومية ، ويكشِّر أنيابه لأخرى ، ومع دوران الكرة الأرضية وولوج الغسق وانبثاق الفجر تدور الابتسامة وتنتقل "التكشيرة" إلى طائفة أو قومية أخرى ، بغض النظر عن ان هذا الدوران  قد يطول ويتأخر وقد يكون سريعاً.

إلا ان العجيب الغريب هو ثبات ذلـك الجزء الذي يقف عليه تركمان العراق مقابل وجه الزمن العابس ، فكانوا على الدوام ضحية صراعات طائفية وعرقية تطحنهم رحى الاستبداد ، فضاعوا وضاعت حقوقهم تحت حوافر خيل المتطلعين الى السلطة, فما بين "التعريب" و"التكريد" ضاع حقهم في كركوك كونهم يشكلون فيها الاغلبية وفقا لإحصائية عام (1957) للسكان ، وعلى هذا فإن كركوك  عراقية وتركمانية السكان ، وهم مواطنون عراقيون ، لكن لا أحد يذكرهم بهذه الصفة وهذا الحق إلا كورقة ضغط لطرف على آخر وليس (لسواد عيونهم).

كلنا يتذكر ما فعله (أخو هدلة) بطل القومية العربية بتغيير ديموغرافية المنطقة (كركوك) من خلال تعريبها عن طريق دفع العرب الى السكن في كركوك مع تقديم تسهيلات مالية وقروض مصرفية تساعدهم على ذلك. وبالفعل هاجر عدد كبير من العرب الى منطقة وجود التركمان (كركوك) طمعاً في الاموال المقدمة وهم نفسهم الذين يطالبون الآن بتعويضات مالية مقابل مغادرة المناطق التركمانية ، اما العرب من سكان كركوك الأصليين فيعلنون تمسكهم وتعلقهم الشديد بمدينتهم وعدم امكانيتهم الاستغناء عنها رافضين مغادرتها ¬والتخلي عنها تحت أي اغراء او تهديد. فضلاً عن هذا قام النظام البائد بسلخ واقتطاع بعض القرى التركمانية وضمِّها الى محافظة صلاح الدين. وبقي التركمان حبيسي الأمل ببزوغ فجر الحرية والخلاص من النظام القومي الشوفيني ليستعيدوا هويتهم الأصلية ويُعترف بهم بصفتهم مواطنين من الدرجة الأولى.

إلا ان الغد لم يأتهم، وامسى ليلهم سرمدا ، وجاءت التصفية العرقية هذه المرة من قبل "ساسة الكرد" بصبغته القومية التي كانوا يعيبونها على النظام البائد ، فمارسوا سياسة "التكريد" بحق المناطق التركمانية فنقلوا الكثير من اكراد المناطق الأخرى الى كركوك وبعضهم غير عراقيين اصلا ، ولجأوا الى توطينهم في مناطق وجود التركمان .

اما في الطرف الثاني نجد العرب القوميين يدافعون عن كركوك التي عرّبها صدام ، لا كركوك بطبيعتها الديموغرافية الحقيقية ، فتبنّوا مطالب العرب الطارئين ورفعوا قميص الاضطهاد القومي الذي تلطخ بدم العرب في كركوك والموصل ، وهناك قسم آخر من العرب فضّل الوقوف على التل، ربما ينظر الى قضية التركمان وكركوك على أنها فرصة لمساومة سياسية تدر عليه امتيازات خاصة ، أو يخشى ردود الفعل من إحدى الجهات المتصارعة على كركوك إن تحرك هو باتجاه تأكيد الواقع الديمغرافي لسكان المنطقة ، وبالتالي يخسر أحد أهم الحلفاء في العملية السياسية الجارية في العراق والمرتكزة على التحالفات الطائفية والعرقية لتحقيق المصالح الضيقة.

ان التجاذب العربي – الكردي حول ورقة كركوك يعزّز من مظلومية التركمان ويجعلهم الخاسر الأكبر في عملية فقدان الحقوق خصوصاً بعد الهيمنة الكردية المطلقة وانفراد الأكراد بفرض إرادتهم على المنطقة الشمالية من العراق. فغياب التنسيق والتعاون والتفاهم بين العرب والتركمان ادّى الى هيمنة الأكراد على مجلس محافظة كركوك وعزّز من نفوذهم فيها للاستيلاء على الوظائف الحكومية والتعيينات وحصرها على أبناء القومية الكردية مع توفير الغطاء الرسمي للتستر على انتهاكات الأكراد لحقوق القوميات الأخرى في تلك المناطق التي تخضع للنفوذ الكردي، فضلاً عن استحواذهم على المباني والدور المملوكة للدولة واشغالها من قبل الأكراد بصورة مكثفة. مستغلين في ذلك نفوذ ممثليهم في الحكومة المركزية.

كان المفروض بالعرب الموجودين في كركوك أن يعلنوا دعمهم بل تكاتفهم ووحدتهم مع التركمان في تبني مطالبهم العادلة والحصول على حقوقهم المشروعة للوقوف بوجه الاستبداد الكردي الذي تحول من مظلوم في النظام البائد الى ظالم في النظام الحالي بدل من تركهم كفريسة سهلة تمزقها مخالب الكرد

اقول قولي هذا لا بغضا لأبناء قوميتي العربية ولا لإخوتي الاكراد بل لنصرة مظلومية الاخوة التركمان تأسيا بقول رسول الله (ص): "مَثَلُ الْـمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْـجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْـجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْـحُمَّى" ولاسيما خيمة عراقنا الموحد من زاخو الى الفاو تسعنا جميعا على الحب والسلام


كافة التعليقات (عدد : 5)


• (1) - كتب : ammar ، في 2019/05/25 .

كركوك محافظة كردية اقرأوا التاريخ جيدا وهل تعلمون ان حضارة الأكراد هي قبل التاريخ الميلادي يعني عندما كان هناك اكراد لم يكن لا إسلام ولا تركمان

• (2) - كتب : علي البياتي ، في 2013/11/25 .

بارك الله بيك دكتور

• (3) - كتب : ابو حسن البصري ، في 2012/06/26 .

الى الاخت اام احمد.: (فهل الاكراد بعد مقال عبد الجبار ضدهم سيصوتوا له بالبرلمان ؟؟!!!! ) وهل يساوم عامر عبدالجبار على مبادئ واخلاقه من اجل ارضاء او كسب ود الاخرين من اجل المناصب ان السيد عامر عبد الجبار يشرف المنصب الذي يشغله وليس المنصب يشرفه.؟ هذا ما اعرفه عن السيد عامر

• (4) - كتب : ابو حسن البصري (من النرويج) ، في 2012/06/26 .

هل لواقعه الطف ان تكون دليل للتركمان:على الرغم من الظروف التي مرت بها مدينه كركوك من طمس الحقائق والتدليس لكلا القوميتين العربيه والكرديه ضد الاخوه التركمان في زمان الطاغيه المقبور وفي العهود السابقه ؟ اود ان الفت انتباه كل الشرفاء من القوميتان وبعدها انصفوا آصحاب الحق 1_هل تعلمون عدد مقابر التركمان في مركز مدينه كركوك انها ثلاثه مقابر واسم احدها مقبره شهداء التركمان اني اسئل اين استشهد هؤلاء وما هوقدم المقبره ... والغايه من هذا السؤل انه يدل على انهم اهل المدينه الاصليين ...؟2_لماذ سميت محله تسعين بهذا الاسم؟ وسبب التسميه يعود الى واقعه الطف حيث خرج (90) فارس تركماني لنصره الامام الحسين من هذه المدينه ؟؟؟؟اليس التركمان اقدم من العرب والاكراد في مدينه كركوك...الله هو المعين ؟ جزيل شكري وتقديري للاستاذ عامر عبد الجبار على اختياره المذهل للمواضيع واسلوب السردالطيف واني على علم ان الاستاذعبد الجبار لايتهاون او يجامل على حساب المصلحه العامه نشد على سواعدكم للقضاء على فساد ومافيات امانه بغداد... ومن الله التوفيق

• (5) - كتب : ام احمد موظفة في امانة بغداد ، في 2012/06/24 .

رغم انقطاعات التيار الكهربائي تسبب اليوم خبر موقع المواطن نيوز (عامر عبد الجبار بديلا للعيساوي صابر)والوارد على الرابط ادناه بصعقد كهربائية حادة الى رؤس الفساد في الامانة واصبح الخبر حديث الموظفين فالموظفين البسطاء امثالي عمت فيهم الفرحة ويقولون ( راح يجينا صكار الحرامية ) واخرون يقولون ( اجاكم الجاكوج يا حرامية بغداد ) وهذه الالقاب انتشرت بين الموظفين لما يعرف عن نزاهة وشجاعة عبد الجبار في وزارتي النفط والنقل
ومن جانب اخر شوهد الاصفرار والتعاسة على وجه السيد الوكيل وعلى الكثير من المدراء بعد انتشار الخبر
http://www.almowatennews.com/news.php?action=view&id=44151&start=0&page=1
فهل الاكراد بعد مقال عبد الجبار ضدهم سيصوتوا له بالبرلمان ؟؟!!!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18642
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16