تواصلت الاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة للاجئين للفلسطينيين، في جنوب لبنان، منذ ليل الخميس وأسفرت عن سقوط عدد من الإصابات في صفوف الطرفين من مسلحي حركة فتح والمجموعات المتشددة.
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” عن سقوط 20جريحا مدنيين ليلاً، بينهم مسنّ تم نقلهم إلى مستشفيّي حمود والهمشري للمعالجة
وأدت أعمال عنف قبل بضعة أسابيع إلى مقتل 13 شخصا وتم تسجيل حركة نزوح كبيرة للمدنيين إلى خارج مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.
وحاولت عشرات العائلات أن تُغادر مع أطفالها الجزء الشمالي من المخيم حيث يدور القتال، وفق المصدر نفسه.
وصباحا شهدت مدينة صيدا شللا كبيرا بسبب وصول بعض القذائف إلى خارج المخيم، ما أدى إلى إقفال الجامعة اللبنانية أبوابها وهي التي كانت تتحضر لامتحانات لطلابها اليوم.
وسقط اتفاق وقف إطلاق النار بعد نحو شهر من تثبيته إثر معارك دامت لأيام بعد اغتيال المسؤول في حركة فتح أبو إياد العرموشي، والذي تتهم قيادات فتح مجموعة جند الشام التابعة للقاعدة باغتياله.
وعملت الأحزاب والقوى الفاعلة خلال وقف إطلاق الناو للضغط من أجل تسلبهم المتهمين، إلا أنها فشلت في توقيف أي منهم، ما سرع في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار أمس.
ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات بموجب اتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية. وتتولى الفصائل الفلسطينية نوعا من الأمن الذاتي داخل المخيمات.
ويقطن في المخيم أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، انضم اليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.
وغالبا ما يشهد المخيم عمليات اغتيال وأحيانا اشتباكات خصوصا بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات متشددة.
وأصدرت هيئة العمل الفلسطيني المشترك، اليوم الجمعة، بياناً شددت فيه على “ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار فوراً في مخيم عين الحلوة، وإفساح المجال أمام الهيئة في منطقة صيدا، لأخذ دورها في تثبيت الأمن والاستقرار، وتعزيز دورها في معالجة الأحداث الأخيرة في المخيم”.
وتزامناً مع استمرار الاشتباكات، نفى المكتب الإعلامي لقيادة حركة “فتح” وفصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” في لبنان، في بيان توضيحي، ما نسب إلى المسؤول الفلسطيني فتحي أبو العردات، عبر منصات التواصل مفاده: “مطلبنا تسليم القتلة الإرهابيين للعدالة اللبنانية، وإلا الخيار العسكري مطروح”.
ودعا المكتب الإعلامي لحركة “فتح”، الجميع إلى توخي الدقة في نقل الأخبار، مؤكداً أن قيادة حركة “فتح” والفصائل ملتزمون بالبيان الذي صدر أمس الخميس الذي يدعو لتسليم المطلوبين للقضاء اللبناني.
