-1-
من ألفِ.. ألفِ عامْ
يمشون في الليلِ..
وفي تثاؤب الظلامْ
يمشون في أصداء نجمة ٍ
عبر مسافات الأسى
تشعّ لوعةً
في الأفق الذي
يوزّع المياه ،والطعام ْ
يمشون كالرياحْ
يهابهمْ :
بحرٌ من الصمتِ ،على كفّ القدرْ
وكلّ أشباح اللصوص، والفساد ،والذئابْ
والليل ، في أعماقهم نهارْ
والصوتُ ، منهم ..والصدى
ملء المدى
لبيك يا حسين
ولا تجفّ في عيونهم دموعْ
ولا ترى أرواحهم
غير الذي تراه ، في الحسينْ
-2-
يمشون في حرّ الظهيرة
لمّا تزلْ ، نار الهوى ، بين الضلوعْ
والشمس في الطريقْ
لا .. لن ْ تنامْ
تبحر في مرافئ الذكرى
دماً ..حرّاً .. ودينْ
يمشون ..يمشونْ
عبر الصحارى الموحشاتْ
وهمْ ، كما الشمس ، بلا رداءْ
وهم ْحفاة
يمشون كالسدّ المنيعْ
صوتٌ على العالم ، يعلو
نبرة ،قويّةٌ ، تعانق السماءْ
لبّيك يا حسينْ
-3-
قد زحف الماضون
والسابقون
مشّايةٌ
ونحنُ عاشقونْ
يا سيّدي الجليلْ
وليس للعشّاقِ .. أن يكونْ
فراقُهم طويلْ
-4-
يا سيّدي الإمامْ
سيصلح العشّاق
في أرضنا العراقْ
ما أفسد الدهر الغشومْ
ستنتهي الهمومْ
لأنّك الإمام
شعاع عزّة ..ورفعة
لعيشةٍ نبيلة..
بلا مللْ
حقّاً، بلا كللْ
حيّ على الفلاح
حيّ على خير العملْ
لأنّك الإمام
وسيّد الإصلاح والسلامْ
سنفتحُ الطريقَ ..
خطوةً ..
وخطوة ..إلى الأمـام....للأمامْ
-5-
يا سيّدي.. مولاي ...يا حسين
نوكّد المسيرة
نمضي اليك
في كلّ وقتٍ .كلّ عامْ
نطوّق الدنيا سواداً
بين أجفان الزمان
نمشي اليك
نمزّق الصمت الذي أخرسنا
ونغرق النفوس بالإحزان
لحدّ .. لبّة العظامْ
يا سيّدي الإمامْ
من القبور الصامتاتْ
الميّتون ينهضون.. ينهضونْ
من كلّ حدبْ
يمشون كالأحياء
فكل ما عدا طريقهم كذبْ
يمضون في محبّة عميقة
يردّد الجميعْ :
لن ندفن القلوب في غيابة السكونْ
فنحن جائعونْ
لرؤية الحسين
كما تحبّ الروحُ
في حياتنا الصلاة ..والدعاءْ
نحبّ كربلاءْ
هذي هي الحقيقة
لبيّك يا حسين
يا سيّد الحقيقة ..
-6-
هذا الطريقْ
نمشي به
تحتشد الناسْ
تمشي به
وكلّها إحساسْ
بحبك العظيم
نحنُ ، وأنتمُ، وهمْ ،
والكلّ يمشون ..ويمشون
والعشقُ في الوجدانِ ..
راسخٌ .. عميقْ
-7-
يا سيّدي الحسينْ
من الشمال للجنوبْ
من العوالم البعيدة القريبة
من الشروق للغروبْ
من الغروب للشروقْ
من كلّ بيتٍ- سيّدي- كلّ القلوبْ
جاءتْ لك الآنْ
أقوى من الشدائد العجيبة أقوى من المحنْ تسعى إلى حلاوة الوصولْ للحضرة المقدّسة يا سيّدي يا ابن البتولْ جاءت لك الناسْ - منهم أنا .. وكلّ أهلي والصحابْ- لكي تردّ بعض دينْ وتغسل الصدور من شوائب الزمنْ تكتسح الفساد ، والطغاة تدنو اليك ، في خشوعْ ترى توهّج السماوات التي سرى لها الرسولْ تراك سيّدي ابن البتولْ على صراطٍ مستقيمْ تشعّ من ضيائك العقولْ .................... نمضي ..نصلّي... وسط روح البركاتْ ندعو نمدَ أيدينا، قلوبنا ، إلى السماء يا ربَنا زيارة ميمونة نسألك القبولْ وفجأة يأتي الجوابْ بالصوت ..والصدى
دعاؤكم ، في كربلاء مستجاب
وانبجستْ روح الثرى والريحُ في كل الجهات ونحنُ بانحناءة النفوس والظهور.. والرقابْ لبيّك يا حسينْ وردّد الصدى
لبّيك يا حسين لبّيك يا حسينْ .................. زيارة .. تألّقتْ فينا الصور أدعية .. صلاة نبكي ..نغيب.. نستفيقْ على بساطٍ من زهرْ لبّيك يا حسينْ -8- هذا هو الطريقْ طريقنا أخضرْ اليوم أو بعد سنين لكربلاء عشقنا .. لا.. لن نكون غير حسينيينْ كلّ الشهيق في الصدور لبّيك يا حسين يا حبّنا الأكبرْ -9- أرواحنا من الثرى تشمّ ،عطر سيّدي ،الإمامْ نطمح بالمزيد .. لبّيك يا حسين ،يا سفينة النجاة يا سيّدي .. يا وهج الإسلام نمضي نشقّ درباً في الزحامْ لنمسك الابوابْ عيوننا حيرى تلمّ أشتات المنى حتى ترى الشباكْ كي نرتوي من عطشٍ بين متاهات الغيابْ نبكي معاً ..أعماقنا تبكي على الشبّاكْ والعطر سابحٌ ،يلوّن المكان نرى .. نرى نبكي على الضريحْ تبكي القلوب ،والنفوس ،والزمانْ نقبّل الضريحْ نبكي ..ويزدهي البكاءْ
حتى النشيجْ
كي نستريحْ..
|