• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإمام الحسين عليه السلام والقرآن الكريم .

الإمام الحسين عليه السلام والقرآن الكريم

أطلتُ التفكير في استقصاء هذه العلاقة، نظرت إليها ملياً بمنظار الربوبية، حاولت أن أرمق لها علاقة الشمس بالقمر أو العكس، كيف لها ان تكون بهذا التناغم والتجانس العظيم داخل نظام هذا الكون الشاسع؟! 
ندرك أن القاعدة الأساسية للقرآن الكريم هي أنه يجري كما تجري الشمس والقمر لا يتوقف عند زمان أو مكان معين.  
من مبدأ قول الإمام علي "عليه السلام" 
(إن القرآن ظاهره أنيق، وباطنه عميق، لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلاّ به) 
القرآن الكريم يتقبل كل التفاسير ما لم تُخرج النص من قدسيته.  
ما هي علاقة القرآن بالحسين ع؟  
وما هي علاقة الحسين بالقرآن الكريم؟ 
القرآن الكريم هو الرسالة الخاتمة التي تقف على رسالات السماء في إصلاح المجتمع الإسلامي، وأن نهضة الإمام الحسين عليه السلام هي نهضة الإصلاح الحقيقي. 
كربلاء هي مدرسة الإصلاح الحقيقي فيها تجلى القرآن وتجلت رسالة السماء الخاتمة، الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء.  
حيث قال الإمام الحسين عليه السلام عندما توجه نحو كربلاء  
«إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي». 
لو افترضنا أن لم تكن كربلاء، ولم يحدث يوم عاشوراء، ولم ينهض الإمام الحسين عليه السلام للإصلاح، ماذا حصل وما حالنا الآن؟  
وما هي كمية الفساد التي نعيشها يومنا هذا؟ 
بأي مرسى سينتهي امر هذا الامة الخاتمة؟ 
ما حصل في شهر محرم هو أعظم درس قرآني لتربية الإنسان.  
لولا الحسين عليه السلام وآل بيته لرأينا الأمة الإسلامية بلا تربية، لانجرفت إلى منحدر يرثى له من الفساد.  
لا يمكن أن نفهم القرآن حق فهمه بدون كربلاء  
ولا يمكن أن نفهم كربلاء بدون القرآن؛ لأن الأدوار التي قدمها الحسين ع حاولت أن تترجم القرآن الكريم. 
الله كتب والحسين عمل به، القرآن دليل أثبت حقيقة الحسين، هناك ارتباط وثيق بين سبط الرسول (ص) وكتاب الله الحكيم. 
يقول الإمام الصادق "عليه السلام": (اقرأوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فإنها سورة الحسين عليه السلام). 
حتماً الآن أغلبنا يتساءل لماذا سورة الفجر تحديداً وماهي العلاقة الوطيدة بين هذا الكائن النوراني وبين وحي الله تعالى؟ 
حتى أن جميع الأئمة أقروا على أن سورة (الفجر) هي سورة الإمام الحسين (عليه السلام)  
حيث يبدأ الله تعالى قوله في سورة الفجر بالقسم «وَلَيَالٍ عَشْرٍ» يفسرها البعض انها تمثل عشرة محرم، وهي العشرة المختصة بالحسين عليه السلام، فالوارد في اللغة العربية الواو هنا تستخدم للقسم. 
هذا التفسير مذكور في روايات الشيخ هيثم البحراني. 
اختلف المسلمون على تفسير أيام القسم في سورة الفجر فمنهم من قال أنها أيام التشريق في الحج، ومنهم من قال أنها عشرة ذي الحجة، وغيرهم قال أنها العشر الأوائل من أيام شهر رمضان!  
ولكن كل ذلك لا يثبت أمام نهاية السورة التي تتحدث عن النفس المطمئنة.  
فما علاقة أيام التشريق أو العشر الأوائل من شهر رمضان بذلك؟ 
بعد أن ختم الله تعالى كلامه بقوله «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً». 
 الحسين هو المصداق الأهم لهذه الآية.  
 فقد عاش الإمام الحسين (عليه السلام) أبشع المصائب في كربلاء، ولم يتلفظ لحظة في طلب الماء، نفسه المطمئنة وروحه المطيعة تقتضي أن تجري مشيئة الله سبحانه وتعالى كما أراد.  
ولما نظر إلى الجيش الزاحف وتأمل به طويلاً، وهو لم يزل شامخا كالطود العظيم، قد اطمأنت نفسه وهانت دنيا الباطل في عينه، وتصاغر الجيش أمامه فكان وأصحابه كما قال فيهم: 
لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا     يتهافتون على ذهاب الأنفس 
 ربط تضحيات الحسين مع نهاية الآية خير دليل لنجزمَ بأن سورة الفجر هي سورة الحسين ع، وكأن الله تعالى أراد أن يبلغنا بأن الأيام العشر بعد فجرها الأخير صعدت روح مطمئنة إلى ربها وهي مضمَّخة بدماء الشهادة..  
وكما للقرآن صلة بالحسين، كانت للحسين علاقة متينة مع القرآن الكريم منذ صباه، استمد نور بصيرته من شمس القرآن الكريم، وإحدى المواقف في معركة الطف بعد أن بذل جاهه وماله وعياله في سبيل الله ولأجل ترسيخ القرآن في صدور المسلمين، قال في يوم تاسوعاء لا نقاتل اليوم أو الليلة، وإنما نؤجل القتال إلى يوم عاشوراء، فقالوا الجنود لماذا يا ابا عبد الله؟ 
قال: (نريد الصلاة لله وتلاوة كتابه)  
(عظيم هذا الحسين) كيف يتذلل لله بعد انحلال جسده، والعطش الذي فطر كبده وسط تلك الصحراء القاحلة، والرعب المسيطر على قلوب الأطفال والنساء. 
من الأهم القتال أم الصلاة وتلاوة القرآن، بالطبع العبرة في القرآن وبيان مدى أهمية الرسالة التي يحاول الحسين جاهدا في إيصالها. 
 
لولا القرآن لما فهمنا الحسين عليه السلام، ولولا الحسين لما فهمنا القرآن الكريم..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=185903
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 08 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15