هل حقّاً أن استشهادك ذكرى أم نازلةٌ تجري في كل عام، نراها لكننا لا نحضرها، فنركض إليك ركضة طويريج حتى لو لم نصِل إلى مصرعك!
أشعر أنني أُبسّط القضية حينما أقول أن وقعة كربلاء التصقت بأركان الدنيا بعدما بكَتها كل الموجودات فيعيد التاريخ سردها طريّة، كما إنني أعلم بإرادة اللّٰه تعالى لتخليدك، لكني أريد أن أقع على هذه المعجزة...
نحن لا نتذكر الطف فقط، نحن نعيشه، يراودنا الشعور، نحن نترقب بأسى اقتراب العاشر، نخاف في ليلته، نرتجي ساعاته أن تطول، نذعر في صبحه بعدما دعونا أن لا ينفلق ولا نرى شمسه، نكاد نموت في ظهره، نجزع عندما تُحرق الخيام وتبدأ رحلة السبي.
نتوسل بقارئ المقتل أن لا يصل الى النهاية، نلعن جيش يزيد وأحياناً نسبّ جلاوزته كي لا يضربوا سهماً آخر، كي لا يرموك بالحجارة، كي لا يقتربوا من جسدك.
كأن الطف أحدث ثقباً في الزمن، فانفتح وردةً كالدِهان على جميع الأعصار فبقيت تشاهده الأيام بعد مرور ألف سنة ونيّف، وينتابها وتشعر به كما لو حدث الآن.
|