كل مشروع من المشاريع الثورية الناهضة لها جذر تأسيس يرتبط بتعاليم فكرية ناضجة ، وفكر الحسين يرتبط بالجذر النبوي المحمدي في كل تفاصيل حياته ومنهاج نهضته ؛ أي بمعنى وجود قاعدة ينطلق منها . ولو تأملنا في كل محاور هذه النهضة الحسينية سنجد قيمة الانتماء الحقيقي منذ أول كلمة أطلقها الحسين " عليه السلام " تبين ركائز الانتماء الرسالي . يقول عليه السلام لوالي المدينة « يا أمير إنّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة » ليرمز الى القاعدة الروحية ؛ فهو ابن الدوحة النبوية لذلك نجد إن محاربة الحسين "عليه السلام" وقتله تحت شعار ( لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية ) هي الحرب لتهديم الأسس الباقية من النهج الرسالي المحمدي ، وبناء أسس وضعية جديدة تحت مسميات الدين ، سعياً لتفعيل الظلم ؛ لهذا كان الاصلاح بقيام الحسين. وهناك قضية مهمة لابد أن نتأمل فيها ؛ لنكتشف إن قضية المباهلة ليست سياسية أو إجتماعية ، شخصها سيد منير الخباز بأنها قضية دينية ليبين للعالم إن القاعدة ، بيت النبوة ( علي ـــ فاطمة ـــ الحسن ـــ الحسين ) والحسين عليه السلام يقول «لن تشذ عن رسول الله "صلى الله واله" لحمة هي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه وينجز لهم وعده ». الكثير من المصادر تلخص نهضة الحسين "عليه السلام" في رفض بيعة يزيد بن معاوية أو تتلخص في الاستجابة لنداء أهل الكوفة يفترض بعض أهل الرأي إنه لو لم تعُرض على الحسين " عليه السلام" بيعة يزيد ولو لم يستغيث أهل الكوفة هل كان سيصمت الحسين ؟. الكثير من العلماء وأهل الفكر عينوا لنا جوهر الحركة الحقيقي بمشروع إصلاحي، جوهر المشروع هو الإسلام . الحسين "عليه السلام" يعرف لمدة الجيش الأموي و امكانياته ، وبطش الامويين . بل هو يعمل على تحريك الأمة لتثور على الظلم والجور . وكان جواب الحسين عليه السلام « أمرني رسول الله بأمر وأنا ماض فيه » ربط مشروع الانجاز بالأمر النبوي الصادر عن النبي "صلى الله عليه وسلم" ، بعض الناس يسأل عن قول الحسين "عليه السلام" «ألست أبن بنت نبيكم وابن وصيه وأول المؤمنين و المصدق برسوله بما جاء به من عند ربه ، أو ليس حمزة سيد الشهداء عمي ، أو ليس جعفر الطيار عمي ) فيكون محل السؤال عندهم حول مفهوم الإسلام بالغاء القيمة النسبية . فما هو غرض الحسين "عليه السلام" من اصراره على ذكر النسب ؟ أراد سيد الشهداء عليه السلام بيان الرصيد التأريخي للنضال . مشروع الحسين مشروع الإصلاح يمتد من علي وحمزة وجعفر ، وعبر عنه أمير المؤمنين بالتصديق فهو أول المؤمنين بالله سبحانه وحمزة سيد الشهداء وجعفر ذو الجناحين . المعنى لدينا عنصر مهم هو عنصر تاريخي كله نضال ودفاع عن القيم و المبادىء ،، يريد أن يذكرهم بحديث الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ،« ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي » الثقل الأول القرآن الكريم والثقل الثاني يمثله الحسين ع في كربلاء . يسأل الحسين" عليه السلام" الم يقل رسول صلى الله عليه وسلم في وفي أخي الحسن عليه السلام « هذان سيدا شباب أهل الجنة »
إن تعزيز رسول الله واجب على كل مسلم ، والتعزيز المحافظة على حرمة النبي "صلى الله عليه واله وسلم" ، تعزيز المكانة تعزيز مراعاة وجود الحسين "عليه السلام" و هو أبن بنته "عليهما السلام" وهو الذي يمثل وجوده و يجب حفظ حرمته في ذريته وفي نسله وابنائه .
|