• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تسمية سور القرآن الكريم (76 سورة الانسان) (ح 7) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

تسمية سور القرآن الكريم (76 سورة الانسان) (ح 7)


هذه الحلقة ضمن حلقات منشورة في مواقع أخرى.
قال الله تعالى عن الانسان "يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ" ﴿النازعات 35﴾، و "قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ" ﴿عبس 17﴾، و "فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ" ﴿عبس 24﴾، و "يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ" ﴿الإنفطار 6﴾، و "يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ" ﴿الإنشقاق 6﴾، و "فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ" ﴿الطارق 5﴾، و "فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ" ﴿الفجر 15﴾، و "وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ" ﴿الفجر 23﴾.
جاء في الموسوعة الالكترونية لمدرسة أهل البيت: سورة الإنسان، أو هل أتى أو الدهر، هي السورة السادسة والسبعون ضمن الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية، واسمها مأخوذ من أول آية فيها، وتتحدث عن إيجاد الإنسان وهدايته، وعن أهمية القرآن الكريم، وعن المشيئة الإلهية. من آياتها المشهورة قوله تعالى: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا" (الإنسان 8) حيثُ ذكر المفسرون أنها نزلت في علي وفاطمة والحسنين عليهم السلام عندما أوفوا بنذرهم وأطعموا ما كان لديهم إلى المسكين واليتيم والأسير رغم شدة جوعهم. ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رُويَ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من قرأ سورة هل أتى كان جزاؤه على الله جنةً وحريراً).
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قال بعضهم ما ملخصه: أن الروايات مختلفة في مكية سورة الانسان ومدنيتها والأرجح أنها مكية بل الظاهر من سياقها أنها من عتائق السور القرآنية النازلة بمكة في أوائل البعثة يؤيد ذلك ما ورد فيها من صور النعم الحسية المفصلة الطويلة وصور العذاب الغليظ كما يؤيده ما ورد فيها من أمر النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بالصبر لحكم ربه وأن لا يطيع منهم آثما أو كفورا ويثبت على ما نزل عليه من الحق ولا يداهن المشركين من الأوامر التي كانت تنزل بمكة عند اشتداد الأذى على الدعوة وأصحابها بمكة كما في سورة القلم والمزمل والمدثر فلا عبرة باحتمال مدنية السورة. وهو فاسد أما ما ذكره من اشتمال السورة على صور النعم الحسية المفصلة الطويلة وصور العذاب الغليظ فليس ذلك مما يختص بالسور المكية حتى يقضى بها على كون السورة مكية فهذه سورة الرحمن وسورة الحج مدنيتان على ما تقدمت في الروايات المشتملة على ترتيب نزول السور القرآنية وقد اشتملتا من صور النعم الحسية المفصلة الطويلة وصور العذاب الغليظ على ما يربو ويزيد على هذه السورة بكثير. وأما ما ذكره من اشتمال السورة على أمر النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله بالصبر وأن لا يطيع منهم آثما أو كفورا ولا يداهنهم ويثبت على ما نزل عليه من الحق ففيه أن هذه الأوامر واقعة في الفصل الثاني من آيات السورة وهو قوله "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً" (الانسان 23) إلى آخر السورة ومن المحتمل جدا أن يكون هذا الفصل من الآيات وهو ذو سياق تام مستقل نازلا بمكة، ويؤيده ما في كثير من الروايات المتقدمة أن الذي نزل في أهل البيت بالمدينة هو الفصل الأول من الآيات، وعلى هذا أول السورة مدني وآخرها مكي. ولو سلم نزولها دفعة واحدة فأمره صلى‌الله‌عليه‌وآله بالصبر لا اختصاص له بالسور المكية فقد ورد في قوله "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً" (الكهف 28) والآية على ما روي مدنية والآية كما ترى متحدة المعنى مع قوله "فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ" (الانسان 24) إلخ وهي في سياق شبيه جدا بسياق هذه الآيات فراجع وتأمل. ثم الذي كان يلقاه النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله من أذى المنافقين والذين في قلوبهم مرض والجفاة من ضعفاء الإيمان لم يكن بأهون من أذى المشركين بمكة يشهد بذلك أخبار سيرته. ولا دليل أيضا على انحصار الإثم والكفور في مشركي مكة فهناك غيرهم من الكفار وقد أثبت القرآن الإثم لجمع من المسلمين في موارد كقوله "لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ" (النور 11)، وقوله "وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً" (النساء 112). وفي المجمع، وروى العياشي بإسناده عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه‌ السلام عن قوله "لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً" (الانسان 1) قال : كان شيئا ولم يكن مذكورا. أقول: وروي فيه، أيضا عن عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله عليه‌ السلام: مثله. وفيه، أيضا عن العياشي بإسناده عن سعيد الحذاء عن أبي جعفر عليه‌ السلام قال: كان مذكورا في العلم ولم يكن مذكورا في الخلق. أقول: يعني أنه كان له ثبوت في علم الله ثم خلق بالفعل فصار مذكورا فيمن خلق.
ذكر الله تعالى عن صفات الانسان المحببه له سبحانه واخرى منبوذة منها البخل او التقتير قال الله تبارك وتعالى "قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا" ﴿الإسراء 100﴾ قتورا صفة بمعنى بخيلا وهي صيغة مبالغة للبخيل. وفي الحديث (أنفق ولا تخف إقتارا) الاقتار: القلة والتضييق على الانسان في الرزق، يقال أقتر الله رزقه: أي ضيقه وقلله. وجاء في تفسير القمي: قال الله تعالى "قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا" ﴿الإسراء 100﴾ قال: لو كانت الأموال بيد الناس لما أعطوا الناس شيئا مخافة النفاد "وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا" ﴿الإسراء 100﴾ اي بخيلا. قال الله تعالى "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا" (الأعراف 56) والمقصود بالفساد مادي ومعنوي. أما الفساد المادي له تطبيقات مثل قيام الانسان بالتخريب، والحروب، وأخذ الاملاك بدون حق، وعدم الحفاظ على الطبيعة، و الكفر بخالق الأرض والسرقة والفجور. أكد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على العلم والعلماء في كثير من الاحاديث الشريفة منها (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). ولكن كما في الحياة يوجد انسان صالح عادل ويوجد انسان ظالم شرير "إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا" (الانسان 3). كذلك فان موت عالم يختلف عن موت شخص ظالم او حتى شخص عادي يحوي الحسنات والسيئات. لما سئل الامام الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا" (الرعد 41) فقال فقد العلماء.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=184613
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16