• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : (/ كتاب درر الاخلاق / سلسلة من حلقات برامج  اذاعة الكفيل ـــ / اعداد نوارس  فائق ) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

(/ كتاب درر الاخلاق / سلسلة من حلقات برامج  اذاعة الكفيل ـــ / اعداد نوارس  فائق )

سعى قسم  الشؤون الفكرية في العتبة العباسية المقدسة الى الاهتمام  في الدراسات  الاخلاقية ، وذلك السعي له أهميته فقد  أنشغل أغلب العلماء عن الاخلاق، وبما ان هذا الكتاب هو معد اساسا لإذاعة الكفيل ، أي بمعنى انه يعتمدعلى السماع ، أي التأثير المباشر على المتلقي وحتى حين طبع كمنشور ورقي بقى على شكله كسيناريو لبرنامج اذاعي ، وبقت فيه عبارات المخاطبة عزيزتي المستمعة بين فاصل وفاصل ، المعروف عن البرامج  الاذاعية  انها لاتلج العمق  الموضوعي  من أجل شمولية التلقي ، وتعدد  ثقافات المستمعات ، وخاصة ان البرنامج أعد للمرأة الموظفة ربة البيت والطالبة ، لكننا منذ الحلقة الاولى وجدنا تميزا  في عنوانها ( الحكمة  العملية والنظرية ) الذي نحتاجه  لمجتمع ان نفهم  مسألتين مهمتين لهما علاقة بالاخلاق ،
(المسألة  الاولى )  ان غضب الله سبحانه تعالى على الأمم  السابقة  لم يكن  للشرك به  فقط وانما لإصرار  هذه الأمم  على الشرور والمفكرات ،
(المسألة الثانية  )
ليست الاوامر الالهية متعلقة بشعائر التعبد فقط تنطوي على فضائل اخلاقية  والمحضورات  الدينية غالبا  لها دلالات  اخلاقية ، ترى الكاتبة نوارس فائق ، ما بين الحقيقة والاخلاق  فاصل ملحوظ  الحقيقة أصل نظري  والاخلاق اصل عملي ، بمعنى 
(الحقيقة ) حكمة نظرية 
 ( الاخلاق )  حكمة عملية  
 الحكمة النظرية  خبر عن الواقع ،  
 علينا ان نعرف  ان نتاج  العقلية الاسلامية انبعاث داخلي ـــ عقلي يعبرعن  الروح  الحضارية  للأمة  ،  تواجد الاخلاق في صميم  معترك  الحياة الاسلامية  ، ففي الانسان  عقل عملي والعقل النظري  قوة في النفس  تكشف  عما هو خارج  عنها ، اما العقل العملي هو سلسلة ادراكات  تدبر بها البدن ، مختص  بطبيعة  النفس  ، علم الاخلاق يهدف  الى خير جزئي  ويدرس  كيفية تحقيقه ، ليس من شأنه ان يبحث  في طبيعة الخير المطلق ، والعرفاء لايرون الكمال في العلم ، لاعتقادهم  بان الانسان  الكامل هو الذي  يبلغ  الحقيقة لا الذي  يكشف عنها ، ويقولون بشأن  العقل العملي  ، على انه يسعى كتدبير العدل أحسن تدبير بسلسلة  احكام  تمكنه  من بلوغ  الكمال ، تنظر  الكاتبة  نوارس فائق على ان الادراك هو قوة عاملة لا قوة عالمة ،  والحقيقة هي الافكار الاعتبارية ، وهي كل الاوامر والنواهي  وكل ما يطرح  في علم الاصول  ، في الحلقات  الاحدى عشر  الاخرى لدورة البرنامج تنوعت الاشتغالات بمناحي النفس مثل تزكية  النفس ،  والذات والمحبة ، سوء الخلق ،  التفاؤل والتشاؤم  والكذب  والنفاق والغيبة والغفلة والحسد ،  التمسك بالاخلاق  يؤدي الى  حسن السيرة  وعمران النظام الاجتماعي ، والارادة تحرك  السلوك ( كتاب  احياء علوم الدين  / الغزالي )  يرى بان السلوك لايصدر الا عن  اعتقاد ،  الايمان  يحرك الارادة  ، الارادة  تحرك  السلوك  ، ولاعمل  دون ايمان  ، والا أعتقاد  يشيع  في النفس حالة الرضى ، أو سكون  النفس ، تسأل الكاتبة عن  ماهية الانسان ؟  وهدفه الانسان ؟  ولماذا العمل ؟  الندم والغلط الحياتي ، لايستطيع  الانسان ان يسترجع الحياة ليعمل  فيها صالحا ولا هو قادر ان يعتذر الى ربه ، لتصل الى نتيجة ان المال  ليس هو الهدف ؟ وكل شيء  سيتحول الى تراب ، نفس الانسان هي التي تبقى ، عليه تزكية  النفس بالصلاة والصوم والتقوى وتربية النفس عبر التذكرة  والخروج من شبح الذات  ، نجد هناك جملا  باعتبارها شعارات أو نتائج أخلاقية ( اذا رأينا العالم تسوده  شريعة الغاب ، يعود ذلك الى بعده عن وصايا الدين ، وشعار ( لنبدأ  بانفسنا ـأولا )  وتعتمد على نقل بعض الومضات المتنوعة عن المحبة مثلا ( ان للمحبة اثارا عميقة وسيعة المدى  في تقدم الانسان المادي والمعنوي ) او نقرأ (  ان كان هناك بلسم  للالام  والشدائد  فليس هو الا المحبة ) 
 فهو والارتكاز  على الومضات  ـ ناخذنا  الى شد اواصر التأثير  ، فهي  واضحة المقصد  ، موجهة  وعظية ، مثلا ان اكثر افات  السعادة  واشقى اعداء  البشر هو الكبر ورضا الانسان عن نفسه ، أو لنقرأ جملتها الصارخة  والتي  تعد  من البديهيات  تركيزا  على ما قلناه من أهمية  المسعى الشمولي  ، والاحتواء  الفكري  كونه برنامجا  اذاعيا  ( ان حسن  الخلق  ، أول  شروط  السعادة  بين  الناس  وتعتمد ايضا  على نقل بعض الاقوال ،  والاحاديث  مثلا تستشهد بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم والائمة المعصومين والعلماء  بعضهم تذكره  بالاسم  والبعض تنوه  عن المضمون ، يقول أحد العلماء  ( ان الاخلاق  أحد القوى المحركة لهذا العالم ) القوانين  الاخلاقية ليست  نزفا عقليا أو انما هي قواعد العمل  ، لهذا هي اشتغلت  على مضمون  ان الاخلاق  من العلوم العملية ،  والاتساق  بين النظر  والعمل  ، والاعتقاد في الدين أوجب




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=184540
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 07 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15