• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : سمير يتعلّم .. يتأمل (قصة للفتيان) .
                          • الكاتب : حامد عبد الصمد البصري .

سمير يتعلّم .. يتأمل (قصة للفتيان)

        يحبّ سمير مدرسته، ومعلميه ، فهو تلميذ مجتهد وذكيّ ،.يؤدي واجباته المدرسية في كلّ يوم ،وكان طريقه المؤدي إلى المدرسة ، يخترق بستاناَ فيه أنهار صغيرة ، ونخيل ، وأشجار كثيرة، تبدو نشيطة ، وهي تستقبل يومها الجديد .                                                                             

      كان سمير وهو في طريقه إلى المدرسة، لا يشغل نفسه بشيء،  لكيلا يتأخر عن الدوام ، ولكنّه عند عودته، يتأمل شجرة واحدة من بين الأشجار، أحبّها كثيرا ، شجرة أوراقها خضر، وزهورها صفر ذهبية ، وتوجه بالدعاء لله سبحانه وتعالى ،أن تثمر هذه الشجرة ،ليرى الثمرة، ويعرف حجمها ، ولونها ،ويتذّوق طعمها، فالشجرة جميلة، وشكلها يبعث الراحة والطمأنينة، أماّ ظلالها فبريئة هادئة.

     على الرغم من إحساسه بالجوع في هذا اليوم ،إلا أنه أصرّ على أن يتأملها ، ويتمتّع بحركة أغصانها وقبل أن يودّعها ، ويغادر المكان ،انتقى منها بعض الأوراق المتساقطة، وبعض الأزهار، واحتفظ بها بين صفحات كتبه .                                                                                                            

     سار إلى البيت ،بخطوات واسعة، وهو فرح بما احتفظ به ، أسرع في مشيته، فأمه تنتظره ، وتقلق عليه إذا تأخر كثيرا، حتى وصل إلى البيت ، فقالت له أمه :- 

- لقد تأخرت يا ولدي سمير،  وكنتُ قلقة عليك ، وأفكّر فيك ، ما السبب ..؟ 

- ماما لقد وقفتُ قليلاً ،أتأمل أشجار البستان ،إنّها أشجار تبعث الراحة  ،والطمأنينة في النفس.

– ولماذا تتأملها ....؟ 

- لأنّي أحبّ الطبيعة ،حرة  ،رخيّة ،هادئة  ، وقلتُ لك أنّها جميلة وتبعث الراحة في النفس  

- يا ولدي لا تتأخر كثيرا ، فأمّك تحبّك كثيرا ، وتخاف عليك ، حتى من الرياح الشديدة

- حسناً.. حسنا ، يا ماما،  لن أتأخّر كثيرا  ،لكنني- يا ماما-  جائع الآن ، جائع جدا 

قامت أمه بسرعة ،لإحضار الغداء، فقال له أبوه  :-  

- أنت- يا ولدي- تنظر إلى الأشجار والأنهار، وتحبّ الأرض الجميلة، أتريد أن تصبح شاعرا ..؟  

- ربمّا ،وأتمنى أن أكون كذلك ...! ( تهلل وجه الأب ) وقال :- 

- إن شاء الله ، كما تحبّ ،وكما تريد ، والتوفيق من رب العالمين ،أتمنى لك كل الخير والتقدّم   

  نظر سمير إلى أبيه ، وبابتسامة عريضة ، نقيّة ،قال : يا أبي العزيز ، أتسمح لي بسؤال ...؟

- تفضل يا بني أسأل ، أيّ سؤال ، وٍسأجيب عليه بأذن الله تعالى .

- يا أبي العزيز، ما هذه الشجرة التي أوراقها خضر ، وزهورها صفر ذهبية ،ولكنّها لا تثمر ، فقد راقبتها كثيراً ، وطويلا ، ثمّ أخرج سمير من بين طيّات كتبه ، بعض الأزهار، وقدّمها إلى أبيه  وهو يقول

- تفضل يا أبي، انظر إليها ، انظر اليها كثيرا ، لتعرفها جيّدا .  

ابتسم الأب، نظر إلى الأزهار ، وقال :- هذه ،يا ولدي ، شجرة لا تثمر، واسمها شجرة الصفصاف   

- ما فائدتها  يا أبي ...؟ 

- لها فوائد كثيرة ، فهي من أشجار الزينة ،وهي تلطف الجو ،وتقلل من شدة حرارته ،وتخفف من شدة الرياح، وتجعل وجه الطبيعة جميلا ،وتعدّ بيتا ومأوى للطيور والعصافير ، بمختلف أنواعها

- شكرا يا أبي على هذه المعلومات، سأكتب قصة عنها . 

دخلت الأم حاملة طبق الغداء ، وقالت وهي مستبشرة – معذرة من التأخير  و( وضعت الطعام على المنضدة) وقالت تفضل يا أبا سمير، ويا ولدي سمير تفضّل - 

- شكرا لك يا ماما، ثمّ بدأ الجميع بتناول الطعام ،بألفة ومحبة وسرور




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=184494
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 07 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15