*الشعب في سوريا، يواجه آلة حرب دولية قاهرة داخل حدود دولته..؟ لذا فإن
تأييد ودعم دول القرصنة والإجرام في العالم (حلف الناتو وإسرائيل) لأفعال
التأجيج الفتنوي والمجازر والتخريب، لا يشكل معيارا لمصداقية الأكذوبتين:
المعارضة السورية والجيش الحر؟، بل يفضحهما..؟ فالشرعية الوحيدة هي للشعب
السوري، وتتمثل في الدولة السورية وحكومتها، وشعب سوريا يتعرض لتزوير
متعمد لرغباته، ولانتهاك وتهديد لوجوده من أعمال عنف عدوانية يومية، تدخل
في إطار الحرب الخارجية الكونية المعلنة عليه، لاحتلال أرضه وتقويض
دولته، أدواتها تحشدات اللصوص، والتكفيريين القتلة، والخارجين على
القانون من المتسللين إلى أرضه، ومن البائعين لضمائرهم..؟
- من هم الانتحاريون..؟ (إعداد حركة القوميين العرب)
http://zamane2.blogspot.com/
يجنح البعض إلى إسباغ شتى النعوت البغيضة على من يفجرون أنفسهم بقصد قتل
أكبر عدد ممكن من الأهالي، وهذه الظاهرة استشرت، وبتنا نشاهدها في معظم
البلاد الإسلامية والعربية من أفغانستان إلى العراق وسوريا..؟ وقد يتساءل
البعض إن كان هؤلاء استشهاديون حقا، فالاستشهاديون، كما اعتدنا الاستدلال
عليهم، هم ممن يقتلون أعداء الله والوطن، درءا لخطر داهم، نيابة عن أهالي
الوطن أو رفاقهم، فيضحي من يستشهد في نفسه طوعا لبقاء سلامة الآخرين،
فيعد شهيدا.. ومنهم أبناء الجيش المجندين، والحقيقة إن خلطا قد طرأ بين
النموذجين، فمن وجهة نظر من يفجر نفسه ومن هم في خطه.. أنه يقدم ذاته في
سبيل الله مجاهدا شهيدا، وليس كل ما يؤمن فيه المرء صحيحا، وخاصة إذا كان
هذا الاعتقاد يحمل في نتائج أفعاله مضرة عظيمة للأهالي، والدين يخلوا من
الإضرار..؟ لكن تحريفا في منطوق الفكر قد أحدثوه، ليصبح الفعل التفجيري
مقبولا، ولتتشابه الواقعتين، إذ جعلوا المفجر ذاته يوقن أن كل ما يحيط به
من أناس خارج الجماعة، هم كفار أعداء الله، وفي الوقت ذاته أعداؤه، لأن
هذا دون سواه من يمثل الدين الصحيح والله، والآخرون يصمون آذانهم عنه ولا
يسمعوه، فلذا يحق عليهم العذاب العظيم، وعليه يكاد هذا المنتحر أن يكون
مصنعا صناعة (آلة قتل حية)، وهنا تكمن خطورته لإمكان توجيهه لأي هدف
كان..؟ فمن يصنعه يعرف ماذا يفعل، فحينما يتم إيصال إنسان ما إلى عتبة
الانتحار، عبر صنع افتراق مركب، وإحداث صراع عنيف في الذات نفسها وبين
واقعها ومحيطها، لا انفكاك منه، ولا مخرجا له..؟ وفي الجانب الآخر يبين
له عظمة خروجه من محنته إلى حيث السطوع.. حينها ينتحر، لكن من يقتل نفسه
في طريقة ما، أيا كانت ذرائعه الذاتية، لا بمكن أن نسميه إلا منتحرا، وهو
في هذه الحالة يكون مدانا لخروجه عن الدين والمجتمع، ومن يدفعه إلى هذا
الفعل، هو حكما في مصاف المجرم القاتل..؟ فكيف إذا كان انتحاره هذا يؤدي
فيما يؤديه، إلى قتل مسالمين أبرياء مؤمنين..؟
لكن لا يجوز المبالغة في التوصيف الدوني العامي لهذه الأمور وإلا فقدنا
مصداقية الحكم والإدانة:
*لا يمكن أن ننكر على هذا أو أمثاله شكلا من الإيمان يؤمن به، ولكن لماذا
يفجر نفسه لقتل أبرياء..؟
أولا؛ يعتقد هذا وجماعته أنهم الوحيدون الذين خصهم الله دون غيرهم إلى
طريق الهدى لامتلاك الدين الصحيح والإيمان الصحيح، أما من بقي وكل
المسلمين في هذه الحال كفارا، وواجبهم يفرض عليهم القضاء على دولة الكفر
وسكانها من كانوا..؟
ثانيا؛ لتحقيق ذلك يأتون بأشخاص في عمر الشباب الفائر المحبط، ذوو سوية
أخلاقية مقبولة ومن منشأ شعبي غالبا غير سيء من متوسطي الحال، وعبر
تعالبم نوعية دينية ذات طابع حَرفي تتناول السلوك الشخصي يتم تلقينه،
ثالثا؛ وليثبت إخلاصه للدعوة الجديدة والإيمان الحق، يتقمص كل هذه
التعاليم في حماس شديد، لأنها تحقق وجوده المتميز، لكن في الوقت ذاته
يصبح منعزلا ومنفصلا عن المجتمع، الذي يخالفه في كل شيء، ولا يقبل سلوكه
المتطرف المتشنج، وهذا ما يشكل بالوقت ذاته تحد له، تؤكد صدق أيمانه
ومصداقية ما تلقنه عن الجماعة..
رابعا؛ عندما يشعر أمير الجماعة أو شيخ الجماعة، ما صار إليه الشاب من
انعزال حاقد، واحتقان متفجر اتجاه مجتمعه، أناس يخالفونه، ويشكلون له
تحديا يوميا مستمرا، يتم وضعه في أجواء الشهادة، ومكاسب ومغانم أهل
الشهادة في الآخرة، ليحدثوا في ذاته مفارقة عنيفة، حتى يصبح هذا الشاب
على درجة متعاظمة من التوتر والإلحاح في طلب الشهادة، إلى أن يؤذن له،
وفي ذلك يكون قد حقق أكثر من هدف:1- الخلاص من حياته المعذبة البائسة، في
دار الفناء، والخلاص من مضطهديه الكفار، فهم أينما تلفت، وبعضهم أهله 2 -
عذاب الكفار (غير جماعته) والاقتصاص منهم بأشد أنواع القتل فتكا وإرهابا،
ومنها قتل الغفلة، وأفضلها التفجيرات..؟ 3 - اكتساب الشهادة للدخول دون
غيره إلى جنات الله..؟
|