• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قراءة غير اكاديمية في شعرية عودة ضاحي التميمي .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة غير اكاديمية في شعرية عودة ضاحي التميمي

 يسعى الشاعر الحسيني  الى إمتلاك  الذاكرة التاريخية  والاحاطة الشمولية بتأريخ الطف ،واستعراض تلك الاحداث  باستحضار  الرمز الحسيني  لتعظيم مصائبية  الحدث التاريخي ، تلك هي  مهام الكتابة، وسمات تجربة الشاعر عودة ضاحي التميمي تمتلك حيوية غير طبيعية ، استحضار الرمز الحسيني عنده بمثابة  لم الشمل ، التأريخ مع الحاضر، أي ان عملية  استحضار  الرموز هي عملية سحب التأريخ  الى الحاضر ... الى مناطق سياسية  واجتماعية  وإنسانية ، هناك من الشعراء  من يحافظ على زمانية  الرموز وتأريخ  الاحداث  وهذا تحديد يجعل التأريخ  متحفا ويجعل من الشعور استجداء  مشاعر ، الشاعر عودة ضاحي التميمي  يعمل للمحافظة على الذات الحاضرة من خلال  حيوية الرموز التاريخية 
( وصوت أبو ذر  يحدي بينه ) 
 الشاعر التميمي  انتبه  الى مسألتين  مهمتين  في عالم الكتابة  .. الاولى ... لكل رمز تأريخي  سمات لها فعلها  الخاص  الذي عرفت به 
( وتظل  صرخات زينب علرمال أدموع 
وتظل اجفوف أبو فاضل عله مجرى  الفرات شموع )
التأمل في مفرد ( اتظل ) هذه  التظل  كسرت أي تحديد زمني 
( لجن مسلم يظل مسلم وألف هاني اليطش عمره ويزرع  اسنينه كناطر ) 
 سمات الرمز  التاريخي  لها مواقف داخل  روح الشاعر ، تمكنه الاشتغال على مرونة الجملة وقابليتها  على الاحتواء  المنطقي والتأويلي ، أقصد  خلق محفزات شعورية تدفع المتلقي الى  المشاركة  الوجدانية / الأغراء الشعوري  والذي يعتمد الغواية 
( يا حسافة أيخيم أبحينه يزيد 
وبينه كل حبة رمل تصبح يزيد 
وبينه كل غفوة جرح يولد يزيد
يا يزيد / يا يزيد/ يا يزيد
أشجم يزيد
ولو يزيد  بوكته واحد أحنه يومية  يعت بينه يزيد ) 
 نلاحظ وجود ترابط وتآلف جملي  بحيث  لا نستطيع  ان نحذف كلمة  من الجمل الشعرية  لقوة هذا الترابط ونلاحظ وجود المتعلقات الرمزية ، 
 تل .....دلالة من دلالات زينب عليها السلام 
 الكف.... دلالة من دلالات  العباس عليه السلام 
الرمح يماثل  قضية  الرأس ،  مداليل  هذه المتعلقات  تملأ أجواء القصيدة ، هذه  المتعلقات  هي مساحة اشتغال شعرية الشاعر عودة ضاحي  التميمي ، لا يريد أن يرسخ في ذهنية  المتلقي  أن القبر  متعلق من متعلقات  الحسين عليه السلام ، فيرسم  متعلقات  جديدة  كوكب ... سماء ... القبة الشماء ... الشمس .... الروح .... الروابي الخضر ... الالقاب ... الاسماء ... الحرية ، ويصبح الرمز  الحسيني  حيدرة ...  الزهراء ... النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، واوداج الحسين  نور الله ، هذا الاستنتاج  يدلنا على  ان الشاعر  ليس مؤرخا  ، لهذا  نجد قوة  الأنا  الشعرية داخل السرد التاريخي 
( أوكتلك عرس / وخلي أنزيح  الهم بعرسك يا وطني / ومن ردت اتعرس  ما أدري شردني العاشور /  وعرسك شفته عرس القاسم  ويزفك شعر المنظور ) 
&&&
 المحور  الثاني 
كيف يحافظ الشاعر الحسيني على فرادته ؟ هذا السؤال مهم في تجربة  الشاعرعودة ضاحي التميمي ، شاعر له اطلاع واسع  على  النشاطات والابداعات الفكرية من معينها  الصافي حلال معايشته لرموزالابداع الحسيني ،  فاغلب الذين عايشوا الحاج كاظم المنظور وتأثروا به حتى وصلت تلك التأثيرات لدرجة استعارة الصوت / الهوية الشعرية أي التناصات  الشكلية والمضمونية لدرجة الاستنساخ  الا الشاعر عودة ضاحي وبعض التجارب المبدعة انقذهم الوعي  فابتعدوا عن أي تماس شعري مع اي تجربة 
&&& 
 المحور الثالث .. الوعي الجمالي 
 يتميز الشاعر التميمي بحراك اسلوبي في كل قصيدة له اشياء جديدة ، لكل قصيدة اسلوبها ، الكثير من الشعراء يعتمد على بناء هندسي موحد لجميع القصائد وهذا يسبب الجمود ، وينظر اغلب الشعراء الى خصوبة التاريخ والشاعر التميمي ينظر الى خصوبة الواقع المعاصر فيتحرك فيه ، بين الشعر  والرسم صلة قربى ، الشاعر يرسم  صوره بالكلمات والرسام  يجسدها  بالخطوط وعندما يكون  الشاعر رساما  نقرأ له لوحات  مكتوبة ،
الشاعر الرسام  عودة ضاحي التميمي 
( رسم وردة بيضاء / وعاد شارد  الذهن تثقل  حقيبته  الهموم/ وحين فتح عينه / وجد فوق دفتره فراشة تحوم )
ولو تأملنا في قصيدة أبن زبيبة 
( يذكرونك .. بالوطن  بعد ان زرعوا  نسيانه فيك  وتركوك منسيا فيه / وما عليك  الا أن تموت من أجلهم )
 للشاعر ضاحي حضور  وله صرخة مدوية  في العالمين / الداخل النصي ـــ الواقع الخارجي ، لما يمتلك  من وعي  درامي  ليصف أبن زبيبة   معادلا موضوعيا لأبن الواقع  المعاش / قدرة استيعاب موقف الشعر وسماته وقيمه ، أبن زبيبة ليس فردا  بل هو ظاهرة اجاد الشاعر استخدامها  ليصهر بها تجربته  الدرامية  لتعبر عن جوهر  الظاهر  وتنامي الانفعال عبر لازمة الحب 
( وحين تغرق في دمك / يتفضلون  عليك بمقبرة تتوارى فيها / اذا لم يتركوا  جسدك وليمة للذئاب )تجربة كبيرة لا يمكن استيعابها والذي نقدر عليه هو التعبير عنه بهذا الممكن




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=184229
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 07 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15