موقف جديد من المواقف التاريخية التي تسجلها حكمة المرجعية العظمى ممثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني الشريف (دام ظلّه الشريف) وهي تنبري بصلابة فكر وقوة إيمان لتعلن للعالم الإسلامي أَنها المتصدي الروحي الأَول , والمدافع الصلب عن دين الحق الذي يدين به أَكثر من ملياري مسلم في العالم بأسلوبها الحضاري الراقي الخالي من السبِّ والقذف والحقد والعنف والرياء, بعيدًا عن بيانات الحكومات والقادة الذين يمثلون العالم الإسلامي وما تعوَّدوا عليه طيلة عقود بالإكتفاء بكلمات الإستنكار والإدانة دون اتخاذ موقف حاسم ضد المعادين لديننا الحنيف والمُثُلِ والقِيم السماوية السامية.
فها هي رسالة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظلّه الشريف ) تبعث الأَمل في نفوس المؤمنين في مشارق الأَرض ومغاربها , وتقوي من عزائمهم , إذ جاءت موجهة بصورة مباشرة الى أَمين عام المتحدة كونه يمثل أَكبر منظمة عالمية مؤثرة في صنع قرارات عالمية ملزمة لأعضائها من الدول المنضوية تحت شعارها, وبعيداً عن مناشدة أو مخاطبة المنظمات والجمعيات أَو الحكومات والرؤساء والملوك متضمنة ورقة عمل انسانية فعالة للحفاظ على حرية اعتناق الأَديان ورموزها وكتبها وعلى روحية الاسلام السمحاء وكتابه العظيم القرآن الكريم.
إنَّ الرسالة تشكل في عمقها مدلولات كبيرة, فقد نطقت بإسم مسلمي العالم أَجمع دون النظر الى مذاهبهم واختلافاتهم ما دام القرآن الكريم هو الحاضنة الأَكبر لهم وهو كتابهم المقدس.
وثانياً عملت على كسر حاجز الخوف الذي اعتاد عليه الساسة المسؤولون في بلداننا الإسلامية خاصة ممَّا أَدى الى ضياع حقوق المسلمين في مفاصل كثيرة, وتشرذم وتقاتل الشعوب الإسلامية فيما بينها, بل أَدى ذلك الخنوع بالبعض الى الهرولة للرضوخ لقوى الشر والإستكبار العالمي ومطاوعتهم في الإرتماء بأحضان الرذيلة والفجور, (إسرائيل اللقيطة) وعمليات التطبيع المتسارعة التي كانت واحدة من نتائجها المأساوية في عالمنا العربي تحديدا .
ومن جهة أخرى عبَّرت الرسالة عن قوة (الحوزة الصامتة) في النجف الأَشرف في المواقف الحساسة التي تتطلب الجرأة والصرامة في اتخاذ القرار, وليس ببعيد تلك (الفتوى العظيمة) التي كان من نتائجها الباهرة الإنتصار العظيم على قوى الظلام , خوارج العصر, دواعش الشرِّ.
فالغيرة الإسلامية ما تبعها من فعل أَخلاقي عظيم كان مصداقاً لقوله(صلوات الله عليه وآله ) " مَنْ رَأَى منكم منكرًا فليُغَيّرهُ بيده......" , وانطوت الرسالة أَيضًا على روح إسلامية عالية محبة للسلام في دعوتها الى تثبيت قيم التعايش السلمي بين اتباع مختلف الأديان والمناهج الفكرية في العالم وهذا دليل على عظمة الإسلام وكتابه القرآن الكريم.
فهنيئا لمسلمي العالم بالرمز العظيم , سيّدنا المفدى آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظلّه الشريف ) وبرسالته التي ستكون مفتاحًا مهما لحلِّ كثير من المشاكل العنصرية في العالم انطلاقًا من منظمة الأمم المتحدة الى العالم.
|