• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : ( تأملات  في كتاب  المصابيح السيد أحمد الصافي ) ج16 ( المفاهيم التربوية )  .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

( تأملات  في كتاب  المصابيح السيد أحمد الصافي ) ج16 ( المفاهيم التربوية ) 

 

     دراسة المفاهيم التربوية في الصحيفة السجادية تطلعنا على أسس استنهاض الوعي التربوي الخلاق في منهج أهل البيت  (عليهم السلام) في وقت غزتنا  بهرجة الحضارات الخادعة، و انقياد الكثير من الواهمين الى تقليدها . ان قداسة  الموروث  التربوي في مدرسة  السجاد (عليه السلام)  ، تقدم النموذج الإنساني وتظهر حسناته الفكرية . سماحة السيد أحمد الصافي قدم النموذج التربوي العقلاني الذي لا يتأثر بنهج قومي أو عنصري ، أو فكر تبعي يقلد قشور المستورد ؛ و إنما  هو منهج  يحمل  فكر الرسالة  المحمدية ومنهج أهل البيت (عليهم السلام) ،  المنهج  الذي علمنا الدعاء لطلب العفو والمغفرة  ، والسؤال لنوال الرحمة وذكرنا بموارد عفو الله ، انها رؤية متكاملة  بأبعادها  الشمولية  ، تنهض الإنسان من المعطيات  القبلية  التي سربتها لنا العروش الحاكمة الى فكر الله سبحانه . محور الفكر التربوي  يتوقف على فهم  الإنسان  و إدراكه  لطبيعة التعامل الإلهي مع الإنسان  ؛ ولذلك  نجد إن  سماحة السيد الصافي  يؤكد على دلالات النص الدعائي ، بمعنى إن الإقدام على  السوء ، يدل على الإصرار على الفعل  - هناك نية مبيتة- ، والبعض يبتكر أساليب جديدة تجعله يمتلك خبرة  في تناول  الباطل  . ويدرس السيد الصافي المشكلات الإنسانية في ضوء وجودها ، ويحلل المرتكزات  النفسية ، التي يستند لها الإنسان  لحظة  وقوع  الزلل ، ويرفض  فكرة الحيرة و التحير ؛ كون الخيار بين دعوة الله ودعوة الشيطان  ، هوية انتماء وهوية تفاعل  فكري  مع هذا الإنتماء ، الله سبحانه  تعالى اثبت الحجة ، ورفض الحجة  أو عدم الاقتناع  بها يعني رفض الهداية بشكل  قصدي ، وطريق الله  أكثر وضوحاً ، حين يتحول الفكر التربوي إلى تعبوي أخلاقي يمس حياة الناس اليومية ،  مثلاً كسب الحرام  كالرشوة أو السرقة أو غيرها من الموبقات إذا اقترفها الإنسان فهو أجاب الشيطان وإذا رفضها فهو أجاب دعوة الله سبحانه .ان الشرح التحليلي يأخذنا إلى قضية مهمة ، وهي جوهرية في فكر الإمام (عليه السلام) ، هو إن الانقياد إلى دعوة الشيطان لم تكن نتيجة غفلة ولا نسيان،( عليه السلام) يقول «حين أقف  بين دعوتك ودعوة الشيطان  فاتبع دعوته على غير عمي مني وفي  معرفة  به »اي القضية تنطلق من مفهوم نفسي  ، هناك  يقين بأن الاستجابة  إلى دعوة  الشيطان هلاك ، و الاستجابة  لدعوة الله فوز مبين، البعض يعرف إنه يسير على زلل ومع هذا يختار طريق الشيطان . بعدما أبعد ( عليه السلام) القضية  عن الغفلة ، قربها إلى الجهل ، والجهل هو المصير من أهمل اصلاح النفس  ،   التربية عند الإمام  السجاد  (عليه السلام )، تصل إلى ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان  . كيف يمكن أن نحدد انسانيته  ؟  توضيح  لعوالم الايمان  و عوالم الهلاك  ، القضية  في تهذيب الخلق  الأرضي الى معدن الخلق السماوي .  يخفي الإنسان  حقيقته عن الناس  في المنطق  والملبس والأخلاق ، خشية على السمعة  لكن أمام  الله تعالى  يكون مهتوك .  الدور الأساسي هنا هو صبر الله على الإنسان ، ( الإناة )  كأن للانسان  فضل على الله  إذا صلى وإذا صام ، والله يكرم العبد العاصي ، تأنياً منه و تفضلاً عليه . أما في قضية خلق  الإمام المعصوم  يعتبر شأن  تربوي  يربط  بين مفردات الخلق الإنساني الثقافي  والمؤسس للتربية الإجتماعية  وبين منهج  الله سبحانه تعالى  لتهذيب  المثال  الأخلاقي  الذي  يحكم الإنسان  من الداخل ، أخلاق المعصوم  تفرض علينا  معنى الإسلام  وجوهر الدين في التعامل وتعلمنا مسؤولية  الإلتزام  ، وتجعلنا  أكثر قدرة  لتقبل الأزمات  النفسية أمام كرم الله سبحانه تعالى  ، وصبره  الذي  يتسع الإنسان والكون والحياة ، وكلما  كبر فكر الإنسان ازداد قناعة بكرم الله ومعاملته للعبد ، فهو يصبر عليه ليتوب  ويفرح  لتوبة العبد  ، والله الساتر  لعيوب  عباده ؛ ليصل  بهم إلى التوبة والصلاح ؛ لذلك عد اليأس  من الكبائر ، وجعل التوبة  لنا هو  السبيل  الى رضا  الله سبحانه .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=183762
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 06 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15