• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اسس اصطفاء الافراد والجماعات في القرآن الكريم : ح 18 التفضيل في المجتمعات - المجتمع العربي3 .
                          • الكاتب : السيد عبد الستار الجابري .

اسس اصطفاء الافراد والجماعات في القرآن الكريم : ح 18 التفضيل في المجتمعات - المجتمع العربي3

والخلاصة ان المنطقة العربية عند ظهور الاسلام كانت تنقسم ادارياً الى اربعة مناطق،
بلاد العراق وتخضع للفرس وبلاد الشام وتخضع للرومان، واليمن واطرافها واهلها ويملكها بنو ذي يزن بعد زوال الاحباش عنها، وشبه جزيرة العرب وهم قبائل لكل قبيلة زعيم يمثل الزعامة العليا فيها.
كان العراق والشام واليمن بلاد فيها الماء والكلأ ولها تجارتها واهلها بين مزارع وتاجر، ولهم نظم ادارية خاصة بحسب الجوانب الادارية في ذلك الزمان، واما شبه جزيرة العرب فكانت بعض مناطقهم كيثرب وهجر والطائف واشباهها فيها عيون ماء عذبة فكانوا يغرسون النخيل ويجنون ثماره، ومناطق اخرى كانت قليلة المياه فكانوا يعتمدون على تربية الماشية ورعيها، ومكة كانت مركزاً تجارياً ومدينة مقدسة يقصدها الحجاج والمعتمرون من غير اهل الكتاب من العرب، كما كان في مناطق متفرقة من جزيرة العرب بعض قبائل اليهود التي سكنت تلك المناطق منذ عهود بعيدة وارتبطوا بالقبائل العربية بمعاهدات ومواثيق.
الديانة السائدة في شمال المنطقة العربية وجنوبها كانت النصرانية، بينما كان الشرك هو العبادة السائدة في قلب الجزيرة العربية. وفي شمال شرق المنطقة العربية كانت المجوسية ديانة الفرس في الوقت الذي كانت النصرانية ديانة الرومان والبيزنطيين.
ومن هنا يتضح ان اوروبا بقسميها الشرقي والغربي وبلاد الاناضول – تركيا الحالية – وبلاد فارس كانت ديانة التوحيد هي الديانة الاولى فيها، واما المنطقة العربية فكانت تتقاسمها النصرانية والشرك، مع بقايا للحنيفية في بعض البيوتات اذ كانوا بنو هاشم على دين النبي ابراهيم (عليه السلام) ولم يشذ عنهم الا ابو لهب، فالشرك اذن كان من مختصات جزيرة العرب.
ولم تكن عقيدة الشرك مبنية على اساس علمي واقناعي بل سرت في قبائل العرب على اساس قبلي ووراثي، وهذا امر طبيعي في المناطق التي تبتعد عن الحضارة والمدنية بل المناطق التي تعيش روح البداوة وان كانت تتمتع بحياة مدنية، فعلى الرغم من مدنية بابل ومصر الا ان الجذور البدوية فيها سمحت بأن تكون ديانة الشرك فيها وعبادة الملوك عقيدة دينية لأبناء تلك المناطق، وعلى الرغم من الجهد الكبير الذي بذله النبي ابراهيم (عليه السلام) وبنوه من بعده لم تتغير عقائد ابناء تلك المناطق حتى اعتنق ملوكهم التوحيد فإعتنقوه تبعاً لملوكهم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=183651
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 06 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15