• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : بحوث ودراسات .
                    • الموضوع : الولاية التكوينية المدّعاة لأهل البيت صلوات الله عليهم- ج1 .
                          • الكاتب : د . مظفر الشريفي .

الولاية التكوينية المدّعاة لأهل البيت صلوات الله عليهم- ج1

 

بحث مُستل من كتاب (بل عبادٌ مكرمون- دراسة قرآنية وحديثية في نقد الغلوّ) لكاتب المقال

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كثر الكلام في السنين الأخيرة وأُلِّفت الكتب حول وجود ولاية تكوينية شاملة لأهل البيت صلوات الله عليهم بما لم يكن معروفاً في كتب علمائنا الأقدمين الذين كان زمانهم هو الأقرب لزمان الأئمة سلام الله عليهم، وبعضهم كان من أصحابهم سلام الله عليهم، وبعضهم عاصر سفراء الإمام المهدي سلام الله عليه وبعضَ أصحاب الأئمة سلام الله عليهم كالشيخ الكليني والشيخ الصدوق ووالده وأساتذته، والذين لم يكن ليخفى عليهم هكذا أمر جوهري وخطير في الدين وفي عالم الوجود إنْ نبّأ به الأئمة سلام الله عليهم فعلاً. وقال البعض ممن أتى بعد مئات السنين من عصر الأئمة سلام الله عليهم إن هذه الولاية تشمل قدرة المعصوم سلام الله عليه على التصرف المباشر فيما دون الله تعالى[1]، أي التصرف بكل عالم الإمكان - لأنه كله دون الله سبحانه - سواء كان عالم الشهادة أو عالم الغيب، ويشمل الكون المادي والمجرد والزمان الماضي والحاضر. وهذا يستلزم أن تشمل القدرة إمكانية خلق كل شيء والتصرف في كل المخلوقات كيفما يشاء صاحب الولاية، كأنْ يخلق مجرات كاملة أو يفنيها في لحظة واحدة أو يحركها بخلاف القوانين الطبيعية إذا أراد، أو أن يغير القوانين الطبيعية أو يخترع غيرها، بل ويخلق عالَماً أو عوالم كاملة كعالمنا أو أكبر، وله القدرة على التصرف في الزمان أيضاً كأنْ يسافر عبر الزمن الماضي والحاضر والمستقبل أو أن يجلب ما يشاء من مخلوقات ماضية أو مستقبلية إلى الحاضر أو العكس، وله ولاية على الآخرة أيضاً. وكل هذا يستلزم أن تكون له إحاطة علمية بكل شيء.

وانعكس هذا القول على ألسن بعض الخطباء والرواديد بتعابير مغالية يتلقاها الناس منهم، وانضم إلى سائر الأقوال الصريحة المغالية في أهل البيت صلوات الله عليهم كالقول بأن الخالق المباشر لكل الكون ليس هو الله تعالى بل هو الصادر الأول أو الحقيقة المحمدية أو أهل البيت صلوات الله عليهم. ويُحَكِّم بعضهم ما يعتبرونه قاعدة فلسفية على كل عقل وعلى كل الكتب السماوية، وهي القاعدة المزعومة: "الواحد لا يصدر منه إلا واحد". فيدّعون أن الله تعالى لم يصدر منه إلا واحد هو الصادر الأول الذي خلق كل شيء وليس الله سبحانه، ويدّعون أن هذا الصادر قديم مثل الله تعالى وأن له سنخية مع الباري عزّ وجلّ، وكأنّ الله سبحانه لم يقل: {لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [سورة الشورى: 11] و {فَلا تَضرِبُوا لِلَّهِ الأَمثالَ إِنَّ اللهَ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمُونَ} [سورة النحل: 74].

ومن الملاحَظ أنهم لا يستخدمون تعبير المخلوق الأول على صادرهم هذا، كأنه لا بدّ لله إلا أن يصدر منه هذا الصادر، أي إنهم يحتّمون على الله - من حيث يدرون أو لا يدرون - أن يصدر منه (لا أن يخلق باختياره) هذا الصادر المزعوم الذي لا أثر له في كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وأهل بيته سلام الله عليهم. ولا أعلم فرق هذا الكلام عمّا يُوصف عند النصارى بأنه انبثاق عيسى سلام الله عليه من الله تعالى. ومن ثمّ فإن هذا الصدور والانبثاق يعني ولادة وإن تجنبوا التصريح بذلك.

ومن الأقوال التي رفعت أهل البيت صلوات الله عليهم فوق حد البشرية التي وصفهم بها الله تعالى هو القول بالتفويض التكويني ووساطة الفيض، وسيأتي الكلام عنهما بإذن الله تعالى. وقد استَتبعَتْ هذه الأقوال المغالية وغيرها آثاراً خطيرة جداً كما سيأتي تحت عنوان "آثار الغلوّ ولوازمه". والحديث في هذا الأمر ليس باليسير، والمشكلة تشعبت وتعقدت وكثرت لوازمها الفاسدة بحد مخيف يهدد نقاء مذهب أهل البيت صلوات الله عليهم. والكثير من الناس لا يعلمون أنهم قد انغمسوا في هذا الغلوّ، ويحسبون أنهم إنما يتقربون به إلى الله تعالى. بل وتعدّدت المدارس المغالية وأصبح بيدها أغلب زمام الإرشاد والتوجيه لمجتمعنا، نستجير بالله تعالى.

 

هل الولاية التكوينية ممكنة؟

يجب التنبه إلى الفرق في وجود الولاية التكوينية الشاملة بين الإمكان والوجود الفعلي. أما الإمكان فإن الله تعالى قادرٌ على أن يمنح أيّاً من خلقه ما يشاء هو سبحانه من قدرة واسعة وسلطان وولاية، ولكن كلامنا إنما هو عن تحقق هذا الأمر فعلاً وليس كاحتمال نظري فقط. فصريح القرآن الكريم لا يشير لهكذا سلطة وولاية ممنوحة لأحد من الخلق، بل إن التدبر في الآيات والغاية منها يوجب العلم بأن الله تعالى لم يمنح هكذا ولاية لأحد من خلقه. قال سبحانه: {يا أَيُّها النّاسُ اذكُرُوا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم هَل مِن خالِقٍ غَيرُ اللهِ يَرزُقُكُم مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ لا إِلٰهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤفَكُونَ} [سورة فاطر: 3].

ولم نرَ أحداً استدل بدليل قرآني واضح على ما يزعمون من ولاية لأحد على كل الخلق، بل إن ما يستدلون به إنما هو تأويلات للآيات الكريمة بلا حجة واضحة، ومجرد ظنون وقياسات واستحسانات ناشئة من روايات لا تتوافق مع القرآن الكريم ومن مبانٍ فلسفية، إضافة إلى الخلط الذي يقوم به البعض حينما يجعلون أموراً هي من فعل الله تعالى وليست من فعل المعصومين صلوات الله عليهم ولا دور تكوينياً لهم فيها، يجعلونها كدليل على الولاية التكوينية التي هي فعل المعصوم المباشر. وهذا مثل تسخير الله تعالى بعض الموجودات لأجل الدين أو المعصوم سلام الله عليه كما في قوله سبحانه: {وَسَخَّرنا مَعَ داوُودَ الجِبالَ يُسَبِّحنَ وَالطَّيرَ} [سورة الأنبياء ع: 79]، فالتسخير هو فعل الله وفق كلمة {سَخَّرنا} وليس فعل داوود سلام الله عليه ولا دور له في هذا، وكذا تسخير الريح لسليمان سلام الله عليه فهو فعل الله كما قال تعالى: {فَسَخَّرنا لَهُ الرِّيحَ تَجرِي بِأَمرِهِ رُخاءً حَيثُ أَصابَ}[2] [سورة ص: 36]، وأيضاً صيرورة النار برداً وسلاماً على إبراهيم سلام الله عليه كما في قول الله تعالى: {قُلنا يا نارُ كُونِي بَرداً وَسَلاماً عَلَى إِبراهِيمَ} [سورة الأنبياء ع: 69]، وكذلك ناقة صالح سلام الله عليه كما قال تبارك اسمه: {وَآتَينا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبصِرَةً فَظَلَمُوا بِها} [سورة الإسراء: 59]. ومثله ما في قوله جلّ وعلا من تسخير أشياء للناس: {اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزقاً لَكُم وَسَخَّرَ لَكُمُ الفُلكَ لِتَجرِيَ فِي البَحرِ بِأَمرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنهارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمسَ وَالقَمَرَ دائِبَينِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيلَ وَالنَّهارَ} [سورة إبراهيم ع: 32-33]، فهل يمكنهم القول بأن لنا ولاية تكوينية على الأنهار والشمس والقمر والليل والنهار لأن الله سبحانه سخرها لنا؟

 

الاحتجاج القرآني بما لا يفعله إلا الله تعالى

قال الله الواحد الأحد:

  • {قُلِ الحَمدُ للهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبادِهِ الَّذِينَ اصطَفَى آللهُ خَيرٌ أَمّا يُشرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنبَتنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهجَةٍ ما كانَ لَكُم أَنْ تُنبِتُوا شَجَرَها أءلٰه مَعَ اللهِ بَل هُم قَومٌ يَعدِلُونَ * أَمَّن جَعَلَ الأَرضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَينَ البَحرَينِ حاجِزاً أءلٰه مَعَ اللهِ بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ * أَمَّن يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكشِفُ السُّوءَ وَيَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِ أءلٰه مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ * أَمَّن يَهدِيكُم فِي ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ وَمَن يُرسِلُ الرِّياحَ بُشراً بَينَ يَدَي رَحمَتِهِ أءلٰه مَعَ اللهِ تَعالَى اللهُ عَمَّا يُشرِكُونَ * أَمَّن يَبدَأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرزُقُكُم مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ أءلٰه مَعَ اللهِ قُل هاتُوا بُرهانَكُم إِنْ كُنتُم صادِقِينَ * قُل لا يَعلَمُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ الغَيبَ إِلا اللهُ وَما يَشعُرُونَ أَيَّانَ يُبعَثُونَ} [سورة النمل: 59-65]،
  • {قُل مَن يَرزُقُكُم مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ أَمَّنْ يَملِكُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَمَنْ يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُل أَفَلا تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الحَقُّ فَماذا بَعدَ الحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصرَفُونَ * كَذَلِكَ حَقَّت كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُم لا يُؤمِنُونَ * قُل هَل مِن شُرَكائِكُم مَنْ يَبدَأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللهُ يَبدَأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤفَكُونَ * قُل هَل مِن شُرَكائِكُم مَنْ يَهدِي إِلَى الحَقِّ قُلِ اللهُ يَهدِي لِلحَقِّ أَفَمَنْ يَهدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَن يُهدَى فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ * وَما يَتَّبِعُ أَكثَرُهُم إِلا ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لا يُغنِي مِنَ الحَقِّ شَيئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَفعَلُونَ} [سورة يونس ع: 31-36]،
  • {يا أَيُّها النَّاسُ اذكُرُوا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم هَل مِن خالِقٍ غَيرُ اللهِ يَرزُقُكُم مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ لا إِلهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤفَكُونَ} [سورة فاطر: 3]،
  • {وَلَئِنْ سَأَلتَهُم مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤفَكُونَ * اللهُ يَبسُطُ الرِّزقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقدِرُ لَهُ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ * وَلَئِنْ سَأَلتَهُم مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحيا بِهِ الأَرضَ مِنْ بَعدِ مَوتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الحَمدُ للهِ بَل أَكثَرُهُم لا يَعقِلُونَ} [سورة العنكبوت: ٦١-٦٣]،
  • {قالَ فِرعَونُ وَما رَبُّ العالَمِينَ * قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَما بَينَهُما إِنْ كُنتُم مُوقِنِينَ * قالَ لِمَنْ حَولَهُ أَلا تَستَمِعُونَ * قالَ رَبُّكُم وَرَبُّ آبائِكُمُ الأَوَّلِينَ * قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرسِلَ إِلَيكُم لَمَجنُونٌ * قالَ رَبُّ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ وَما بَينَهُما إِنْ كُنتُم تَعقِلُونَ} [سورة الشعراء: 23-28]،
  • {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لا يَخلُقُونَ شَيئاً وَهُم يُخلَقُونَ وَلا يَملِكُونَ لِأَنفُسِهِم ضَرّاً وَلا نَفعاً وَلا يَملِكُونَ مَوتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً} [سورة الفرقان: 3].

 

نلاحظ في هذه الآيات المباركات الاحتجاج القرآني بمقارنة إبداع الله تعالى وقدرته وجميل صنعه وفعله بما لا يستطيع أن يفعله غيره. ومن الواضح أن هذا الاحتجاج عامٌّ وليس خاصاً بمشركي مكة وفرعون وما اتخذوه من آلهة. فلو فُرض وجود من يصنع مثل ما ذكره الله تعالى في هذه الآيات لبطل الاحتجاج، بينما نرى أن من يَغْلُون في أهل البيت صلوات الله عليهم قد أعطوهم هذه القدرة مما يؤدي إلى بطلان الاحتجاج بهذه الآيات الكريمات من حيث لا يشعرون. لذا يتبين بطلان حجج الغلاة حتى لو كرروا القول ألف مرة بأن الولاية الواسعة المدعاة لأهل البيت صلوات الله عليهم إنما هي بإذن الله تعالى، لأن هذه الآيات الشريفات تستلزم عدم وجود هذه القدرات لغير الله تعالى مطلقاً (بإذن أو غير إذن).

إن ادعاء امتلاك أهل البيت صلوات الله عليهم لهذه الولاية الواسعة على كل الخلق أرواحاً وأجساداً ومادة وطاقة وزماناً ثم القول بأن هذا بإذن الله تعالى قد لا يكون أحسن من قول الذين ادّعوا أن هذا كله بيد الله سبحانه من مشركي مكة الذين لم يُعطوا لآلهتهم القدرات التي أعطاها القوم لأهل البيت صلوات الله عليهم كما في بعض الآيات السابقة والتالية:

  • {قُل مَن يَرزُقُكُم مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ أَمَّنْ يَملِكُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَمَنْ يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُل أَفَلا تَتَّقُونَ} [سورة يونس ع: 31]،
  • {قُل لِمَنِ الأَرضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنتُم تَعلَمُونَ * سَيَقُولُونَ للهِ قُل أَفَلا تَذَكَّرُونَ * قُل مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبعِ وَرَبُّ العَرشِ العَظِيمِ * سَيَقُولُونَ للهِ قُل أَفَلا تَتَّقُونَ * قُل مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيهِ إِنْ كُنتُم تَعلَمُونَ * سَيَقُولُونَ للهِ قُل فَأَنَّى تُسحَرُونَ * بَل أَتَيناهُم بِالحَقِّ وَإِنَّهُم لَكاذِبُونَ} [سورة المؤمنون: 84-90]،
  • {وَلَئِنْ سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالأَرضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزِيزُ العَلِيمُ} [سورة الزخرف: ٩].

 

هل لأهل البيت صلوات الله عليهم ولاية تكوينية على أنفسهم؟

إن عموم الكلام بأن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وأهل بيته سلام الله عليهم لهم ولاية تكوينية على مَن دون الله والقدرة على التصرف في كل الكون يلزم أن يشمل ولايتهم على أنفسهم صلوات الله عليهم. ولكننا نرى أن القرآن المجيد نفى ولايتهم الكاملة على أنفسهم وعلى أمور تكوينية أخرى كما مرّ في فقرة "الاحتجاج القرآني بما لا يفعله إلا الله تعالى" وكما في العديد من الآيات كقوله سبحانه:

  • {وإنْ يَمسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وإنْ يَمسَسْكَ بِخَيرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ} [سورة الأنعام: 17]،
  • {وَلَو كُنتُ أَعلَمُ الغَيبَ لاستَكثَرتُ مِنَ الخَيرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ} [سورة الأعراف: 188]،
  • {وَقالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتَّى تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً * أَو تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِن نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنهارَ خِلالَها تَفجِيراً * أَو تُسقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفاً أَو تأتِيَ بِاللهِ والمَلائِكَةِ قَبِيلاً * أَو يَكُونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُفٍ أَو تَرقَى فِي السَّماءِ وَلَن نُؤمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَينا كِتاباً نَقرَؤُهُ قُل سُبحانَ رَبِّي هَل كُنتُ إِلا بَشَراً رَسُولاً} [سورة الإسراء: 90-93]،
  • {قُل إِنِّي لا أَملِكُ لَكُم ضَرّاً وَلا رَشَداً * قُل إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَن أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلتَحَداً * إِلا بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ} [سورة الجن: 21-23]،
  • {قُل إِنْ ضَلَلتُ فإنَّما أَضِلُّ عَلَى نَفسِي وإنِ اهتَدَيتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} [سورة سبأ: 50]،
  • {إِنَّكَ لا تَهدِي مَنْ أَحبَبتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدِينَ} [سورة القصص: 56]،
  • {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحضُرُونِ} [سورة المؤمنون: ٩٧-٩٨]،
  • {فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحَى إِلَيكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدرُكَ أَن يَقُولُوا لَولا أُنزِلَ عَلَيهِ كَنزٌ أَو جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ وَكِيلٌ} [سورة هود ع: ١٢]،
  • {وإذا تُتلَى عَلَيهِم آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرجُونَ لِقاءَنا ائْتِ بِقُرآنٍ غَيرِ هَذا أَو بَدِّلهُ قُل ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلقاءِ نَفسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلا ما يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيتُ رَبِّي عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ} [سورة يونس ع: 15]،
  • {قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ والجِنُّ عَلَى أَن يأتُوا بِمِثلِ هَذا القُرآنِ لا يأتُونَ بِمِثلِهِ وَلَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراً} [سورة الإسراء: 88]،
  • {وَما كانَ هَذا القُرآنُ أَنْ يُفتَرَى مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصدِيقَ الَّذِي بَينَ يَدَيهِ وَتَفصِيلَ الكِتابِ لا رَيبَ فِيهِ مِن رَبِّ العالَمِينَ * أَم يَقُولُونَ افتَراهُ قُل فَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللهِ إِنْ كُنتُم صادِقِينَ} [سورة يونس ع: 37-38]،
  • {قُلِ ادعُوا الَّذِينَ زَعَمتُم مِن دُونِ اللهِ لا يَملِكُونَ مِثقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الأَرضِ وَما لَهُم فِيهِما مِن شِركٍ وَما لَهُ مِنهُم مِن ظَهِيرٍ} [سورة سبأ: 22]، وغيرها من الآيات الكريمة.

 

ولو كان لأحد ولاية على كل الخلق وعلم بكل شيء لامتلك القدرة على أن يأتي بمثل هذا القرآن أو بسورة مثله. ولو كان لرسول الله صلى الله عليه وآله هكذا قدرات لَما تمكّنّا بعدها من رد اتهام أعداء الإسلام بأن القرآن هو من اختراع النبي صلى الله عليه وآله، لأن مَن له هكذا قدرة تكوينية وعِلم شامل سوف يستطيع أن يأتي بمثل هذا القرآن، أو على الأقل بسورة مثله، بخلاف ما أكدته الآيات الكريمة أعلاه: [سورة يونس ع: 15، 38] و [سورة الإسراء: 88].

ولو كان صلى الله عليه وآله يمتلك هذه الولاية الواسعة فلا يبقى معنى واضح لأمره بالاستعاذة من همزات الشياطين ومن حضورهم عنده، لأنه حينئذ في مَنعة تامة من الشياطين، وقد أعاذه الله منها ابتداءً ومن كل سوء. وإلا فكيف سيقوم بمهام ولايته التكوينية على كل الخلق إن لم يكن محصناً كذلك. وهذا الكلام يسري أيضاً على ما جاء من استعاذة في سورتي الفلق والناس، بل وعلى كل أدعية المعصومين صلوات الله عليهم حينما يدعون الله تعالى لأنفسهم أو لغيرهم كما مرّ بيانه في موضوع " سنة أهل البيت صلوات الله عليهم المؤكدة لعبوديتهم".

 

البحث عن آثار الولاية التكوينية

إن مما يرد دعوى هذه الولاية الشاملة هو أننا إنْ تحاكمنا إلى عقولنا وإدراكاتها وبَحَثنا عن أثر لخالق أو رازق غير الله على نطاق الكون لَما وجدنا غيره تبارك اسمه، قال تعالى: {سَنُرِيهِم آياتِنا فِي الآفاقِ وَفِي أَنفُسِهِم حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ أَوَلَم يَكفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ} [سورة فصلت: 53] وقال سبحانه: {قُل مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيهِ إِنْ كُنتُم تَعلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُل فَأَنَّى تُسحَرُونَ} [سورة المؤمنون: 88-89]، ولن نشاهد آية تكوينية لغيره سبحانه لا في الأرض ولا في مجموعتنا الشمسية ولا في مجرتنا ولا في باقي المجرات في هذا الكون الفسيح، وإنْ سَبَرنا غور أصغر الأشياء كالذرات وما فيها ودرسنا الطاقة التي تملأ الكون فلن نكتشف إلا قوانين مُحكمة تدل على وحدة الصانع ومدى اتقانه لصنعه تبارك وتعالى. وإنْ تَتَبّعنا الزمان الماضي والحاضر فسوف لا نلاحظ فيه إلا متحكماً واحداً في الزمان والمكان وما فيهما، وهو الله الواحد الأحد. وما ذكره البعض حول القدرة المطلقة لغير الله تعالى فليس له وجود خارجي ولا أثر له يمكن أن يكتشفه أحد لا في الأرض ولا في أرجاء الكون، بل هو مجرد خيالات في عقولهم وفي بطون كتبهم، ولا يستطيعون أن يدلُّونا على ذبابة أو حتى على إلكترون واحد خلقهما غير الله تعالى حتى لو كان بإذنه سبحانه. قال عزّ من قائل:

  • {يا أَيُّها النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاستَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَنْ يَخلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيئاً لا يَستَنقِذُوهُ مِنهُ ضَعُفَ الطّالِبُ وَالمَطلُوبُ * ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [سورة الحج: 73-74]،
  • {قُل أَرَأَيتُم شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الأَرضِ أَم لَهُم شِركٌ فِي السَّماواتِ أَم آتَيناهُم كِتاباً فَهُم عَلَى بَيِّنَةٍ مِنهُ بَل إِنْ يَعِدُ الظّالِمُونَ بَعضُهُم بَعضاً إِلّا غُرُوراً} [سورة فاطر: 40]،
  • {أَفَمَن يَخلُقُ كَمَن لا يَخلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [سورة النحل: 17]،
  • {هَذا خَلقُ اللهِ فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [سورة لقمان: 11]،
  • {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لا يَخلُقُونَ شَيئاً وَهُم يُخلَقُونَ} [سورة النحل: 20]،
  • {اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم ثُمَّ رَزَقَكُم ثُمَّ يُمِيتُكُم ثُمَّ يُحيِيكُم هَل مِن شُرَكائِكُم مَن يَفعَلُ مِن ذَلِكُم مِن شَيءٍ سُبحانَهُ وَتَعالَى عَمّا يُشرِكُونَ} [سورة الروم: ٤٠]،
  • {الَّذِي لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَلَم يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقدِيراً * وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لا يَخلُقُونَ شَيئاً وَهُم يُخلَقُونَ وَلا يَملِكُونَ لِأَنفُسِهِم ضَرّاً وَلا نَفعاً وَلا يَملِكُونَ مَوتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً} [سورة الفرقان: 2-3]،
  • {قُل مَن رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ قُلِ اللهُ قُل أَفَاتَّخَذتُم مِن دُونِهِ أَولِياءَ لا يَملِكُونَ لِأَنفُسِهِم نَفعاً وَلا ضَرّاً قُل هَل يَستَوِي الأَعمَى وَالبَصِيرُ أَم هَل تَستَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَم جَعَلُوا للهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلقِهِ فَتَشابَهَ الخَلقُ عَلَيهِم قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ الواحِدُ القَهّارُ} [سورة الرعد: 16].

 

يُستفاد من هذه الآيات الشريفة أنه لو وُجد خالق غير الله (وهو أعم من أن يكون مستقلاً أو مأذوناً له) لبطل الاحتجاج بها، خاصة أن المشركين كانوا يؤمنون بوجود الله تعالى وبخالقيته للكون.

ولو تدبّرنا في الآية الأخيرة (سورة الرعد: 16) لرأينا أنها لوحدها كافية لنسف دعاوى الذين يدّعون وجود خالق غير الله، لأن النتيجة أن الخلق سيتشابه على الناس ولا يدرون مَن خلق هذا الشيء ومَن خلق ذاك الشيء، وهكذا. لذا حسمت الآية الأمر بقوله جلّ وعلا: {قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ الواحِدُ القَهّارُ}، بل جعلَت وجود من يخلق كما يخلق اللهُ تعالى حجة للمشركين لأنها توجب تشابه الخلق عليهم مما يؤدي إلى لَبس في أمر توحيد الخالقية، ولكن الواقع أنه لا يوجد خالق يخلق كما يخلق الله تعالى. وسيحدث اللبس الناتج من تشابه الخلق الذي ذكرته الآية حتى لو كان الخلق بإذن الله سبحانه، لأنه تشابه في كل الأحوال ولا يمكن تمييز خالقه حينئذ من قبل الناس.

وقد استدل أئمة الهدى سلام الله عليهم بهذه الآية الشريفة كما روى الشيخ الصدوق عن زرارة أنه قال: (قلت للصادق عليه السلام: إن رجلاً من ولد عبد الله بن سبأ يقول بالتفويض. قال عليه السلام: {وما التفويض؟} قلت: يقول: إن الله عزّ وجلّ خلق محمداً صلى الله عليه وآله وعلياً عليه السلام ثم فوّض الأمر إليهما، فخلقا ورزقا وأحييا وأماتا. فقال عليه السلام: {كذب عدو الله، إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد: {أَم جَعَلُوا للهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلقِهِ فَتَشابَهَ الخَلقُ عَلَيهِم قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ الواحِدُ القَهّارُ}}. فانصرفت إلى الرجل فأخبرته بما قال الصادق عليه السلام فكأنما ألقمته حجراً، أو قال: فكأنما خرس)[3].

والآية تتحدث عن المشركين المعاصرين للنبي صلى الله عليه وآله، ولم تتهمهم بأنهم يدّعون أن آلهتهم قد خلقتهم أو خلقت السماوات والأرض أو غير هذا، فهم يقرّون بأن الله تعالى هو خالق كل شيء، أي إنهم موحدون بتوحيد الخالقية وليسوا كافرين به كما قال سبحانه: {وَلَئِنْ سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالأَرضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزِيزُ العَلِيمُ} [سورة الزخرف: ٩]، أي إن الاحتجاج عليهم لا يصب في مورد ادعاء الخالقية لأحد مستقلاً عن الله تعالى، بل يشمل حتى ما لو كان مأذوناً منه سبحانه. كما إنهم يقرّون بأن الله هو الرازق وهو مدبر الأمر وهو رب السماوات والأرض وبيده ملكوت كل شيء وغير هذا من مظاهر ربوبيته وقدرته سبحانه كما في قوله تعالى: {قُل مَن يَرزُقُكُم مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ أَمَّنْ يَملِكُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَمَنْ يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُل أَفَلا تَتَّقُونَ} [سورة يونس ع: 31]، وقوله جلّ شأنه: {قُل لِمَنِ الأَرضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنتُم تَعلَمُونَ * سَيَقُولُونَ للهِ قُل أَفَلا تَذَكَّرُونَ * قُل مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبعِ وَرَبُّ العَرشِ العَظِيمِ * سَيَقُولُونَ للهِ قُل أَفَلا تَتَّقُونَ * قُل مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيهِ إِنْ كُنتُم تَعلَمُونَ * سَيَقُولُونَ للهِ قُل فَأَنَّى تُسحَرُونَ * بَل أَتَيناهُم بِالحَقِّ وَإِنَّهُم لَكاذِبُونَ} [سورة المؤمنون: 84-90]، بينما أصحاب القول بالولاية التكوينية الشاملة أو بعضهم يقولون بأن الخالق المباشر لنا ليس الله تعالى وإنما الأئمة سلام الله عليهم، وكذلك جماعة الصادر الأول وقاعدة "الواحد لا يصدر منه إلا واحد" فإنهم يجعلون المباشر لخلق كل الكائنات ليس الله تعالى وإنما الصادر الأول أو غيره من الصوادر الأدنى منه.

ويلاحظ في الآيتين الكريمتين: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الأَلبابِ * الَّذِينَ يَذكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِم وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ رَبَّنا ما خَلَقتَ هَذا باطِلاً سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ} [سورة آل عمران: 190-191] أن الله تعالى مدح الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض ونسبوا خلقهما إلى الله تعالى ولم يوصلهم تفكرهم إلى وجود واسطة فيض أو كائن دون الله تعالى قد خلقهما.

ولو قيل استناداً إلى قول الله سبحانه: {فَتَبارَكَ اللهُ أَحسَنُ الخالِقِينَ} [سورة المؤمنون: 14] بوجود خالقِين غير الله تعالى فإن الجواب يكون بملاحظة الآية الأخرى التي مرّ ذكرها {قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ الواحِدُ القَهّارُ} وملاحظة موارد الخلق التي ذكرها القرآن الكريم لغير الله تعالى كقوله جلّ وعلا عن عيسى سلام الله عليه: {وإذ تَخلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيئَةِ الطَّيرِ بِإِذنِي} [سورة المائدة: 110]، حيث يتبيّن أن خالقية غير الله للأشياء إنما هي من أشياء موجودة وليست من العدم، ويحفّها النقص، ولا تشمل كل ما يتعلق بالمخلوق كالذرّات التي تكوّن منها، خاصة إذا عرفنا المعنى اللغوي لكلمة "الخَلْق" الذي هو بمعنى التقدير والصنع كما ذُكر، وهذه الخالقية محدودة جداً من حيث الزمان والمكان لا تشمل حيِّزاً كبيراً من الكون. لذا فإن الخالق والمبدع من العدم ومن يملك قدرة شاملة تتسع لكل الكون ليس إلا الله تعالى. أما ما يذكره أصحاب الولاية التكوينية المطلقة فهو غير مقيّد بقيد إلا كلمة "بإذن الله"، أي إن من له الولاية هذه يستطيع أن يبتدع من العدم كل شيء ويكون هو خالقاً ومبدعاً حقيقة، ويكون حينئذ نسبة ما خلقه إلى الله كي تتحقق الآية الكريمة {اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ} نسبة غير واضحة تحتاج لتكلّف لأن الله لم يخلق الشيء الذي خلقه الولي حينئذ لا كلاً ولا أجزاءً وإنما خلقه الوليُّ. وفي اللغة والعُرف لا يقال إن الله هو الخالق حقيقة، بل على نحو المجاز. وهذا خلاف الآية السابقة وغيرها من الآيات، بل وخلاف توحيد الخالقية.

أما الاستدلال بحوادث مروية بطرق ظنية فهو لا يوجب علماً ولا يكشف - لو تمّ - إلا عن قدرة محدودة قد منحها الله تعالى لأحد أولياءه. أي إننا لا ننكر حدوث معجزات أجراها الله تعالى على يد نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله وباقي الأنبياء والأئمة سلام الله عليهم جميعاً. وقد تكون هذه المعجزات والكرامات ابتداءً من الله تعالى لنصرة دينه ووليه كما في ناقة صالح سلام الله عليه: {وَآتَينا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبصِرَةً فَظَلَمُوا بِها} [سورة الإسراء: 59]، أو عن طريق الدعاء فيستجيب الله له كما في مائدة عيسى سلام الله عليه: {قالَ عِيسَى ابنُ مَريَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا أَنزِلْ عَلَينا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا وَآيَةً مِنكَ وَارزُقنا وَأَنتَ خَيرُ الرّازِقِينَ} [سورة المائدة: 114]، أو عن طريق قدرة محدودة على التصرف في بعض الأمور التكوينية منحها الله له حسب ما تقتضيه المصلحة الدينية كما قد يقال في إحياء عيسى سلام الله عليه للموتى: {وَأُحيِي المَوتَى بِإِذنِ اللَّهِ} [سورة آل عمران: 49].

وتوجد شواهد عديدة أخرى على حدوث هذه المعجزات والكرامات إضافة إلى ما ذُكر، والتي هي ليست بالضرورة أن تكون بولاية تكوينية للمعصوم سلام الله عليه، منها ما قصّه القرآن الكريم كمعراج النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وصيرورة النار برداً وسلاماً على إبراهيم سلام الله عليه وفلق البحر لموسى سلام الله عليه وباقي معجزاته كتحول العصا لثعبان وغيرها ومعجزات عيسى سلام الله عليه وتليين الحديد لداوود سلام الله عليه وتكلم سليمان سلام الله عليه مع بعض الحيوانات، وكذلك العديد من المعجزات المروية للنبي صلى الله عليه وآله كشق القمر والإخبار ببعض المغيبات وغيرها وكحمل أمير المؤمنين سلام الله عليه لباب خيبر وإخبار الأئمة سلام الله عليهم ببعض المغيبات وإجرائهم بعض المعاجز وغير هذا.

 

هل من روايات تدل على الولاية التكوينية؟

يحتج البعض بورود روايات فهموا منها أن لأهل البيت صلوات الله عليهم ولاية تكوينية كما في "الكافي" عَن أَبِي حَمزَةَ قالَ: قُلتُ لأَبِي عَبدِ الله عليه السلام أتَبقَى الأَرضُ بِغَيرِ إِمامٍ قالَ: {لَو بَقِيَتِ الأَرضُ بِغَيرِ إِمامٍ لَساخَت}[4]، وعن الباقر سلام الله عليه: {لَو أَنَّ الإِمامَ رُفِعَ مِنَ الأَرضِ ساعَةً لَماجَت بِأَهلِها كَما يَمُوجُ البَحرُ بِأَهلِه}[5]، وكما في التوقيع المعروف عن الإمام صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف: {وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب، وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء}[6] وغيرها من الروايات التي تدل على أن وجود الإمام المعصوم سلام الله عليه أمان لأهل الأرض، وفي حالة عدم وجوده لا تستمر الحياة.

وهنا ينبغي تحقيق الأمر، إذ أننا مأمورون بعرض ما يَرِدُنا من أحاديث على كتاب الله تعالى، فإن وافق الكتاب أخذنا به وإن خالفه لم نأخذ به. كما إن كلام أهل البيت صلوات الله عليهم لا يمكن أن يكون متناقضاً لأنهم معصومون من الخطأ. ويضاف لذلك أن ما يتعلق بالمسائل الاعتقادية لا تتم به الحجة علينا ولا يجب تصديقه إذا لم يكن واضح الدلالة وقطعي الصدور عمن هو حجة لله على العباد كما ذكرنا سابقاً.

ولو عرضنا هذه المرويات على القرآن المجيد كالآية الشريفة: {إِنَّ اللَّهَ يُمسِكُ السَّماواتِ وَالأَرضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمسَكَهُما مِن أَحَدٍ مِن بَعدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً} [سورة فاطر: 10] فهي واضحة بأن الله تعالى هو من يمسك السماوات والأرض ويمنع زوالهما وليس غيره لأنها جاءت بأسلوب الحصر. كما إن تلك الروايات في نفسها بغض النظر عن عرضها على الكتاب الكريم ليست واضحة الدلالة على الولاية التكوينية كما ذكر السيد كاظم الحائري: (فمجموع هذه الروايات لا شكّ في أنّها تعطي معنى مسلّماً عند أتباع مدرسة أهل البيت، وهو أنّ قيام العالم ووجود العالم وسبب الحياة في العالم كلّه مرتبط بالإمام المعصوم، ولولاه لما كان شيء من هذا القبيل، إلا أنّ هذا لا يعني ما يسمّى بالولاية التكوينيّة، فافتراض أنّهم سلام الله عليهم هم الذين يباشرون العمل الذي يفترض مباشرته من قبل الله تبارك وتعالى شيء، وافتراض أنّ الله تعالى هو الذي يديم العالم ويدير الاُمور ببركتهم سلام الله عليهم شيء آخر، وهذه الروايات إنّما دلّت على المفهوم الثاني ولم تدلّ على المفهوم الأوّل، فالاستدلال بها على مبدأ الولاية التكوينيّة بالمعنى الأوّل خلط بين المفهومين)[7].

وعند الشك في دلالة الروايات لا يمكن الاستدلال بها لفقدها شرط "وضوح الدلالة" كي تتم الحجة. كما إن هذه الروايات هي من الآحاد التي لا تفيد علماً حتى لو كانت صحيحة السند. ولو قيل بتواتر معناها وليس ألفاظها قلنا إن دلالاتها مختلفة، لذا فهي لا توجب معنى واحداً يفيد الولاية التكوينية، فالتوقيع الوارد عن الإمام الحجة سلام الله عليه: {وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء} بعيد الدلالة على الولاية التكوينية. وحسب الحديث نفسه فإن الأمان المذكور هو كأمان النجوم لأهل السماء، ولم يقل أحد بأن للنجوم ولاية تكوينية حتى يُستدل بهذا الحديث على أن للإمام ولاية تكوينية. كما إن أمان النجوم لأهل السماء هو أمان معنوي كما يبدو وليس أماناً مادياً بخلاف الحديثين الذين ذكرناهما قبله: {لَو أَنَّ الإِمامَ رُفِعَ مِنَ الأَرضِ ساعَةً لَماجَت بِأَهلِها كَما يَمُوجُ البَحرُ بِأَهلِه} و {لَو بَقِيَتِ الأَرضُ بِغَيرِ إِمامٍ لَساخَت}، فدلالتهما مادية حسب الظاهر ولا دلالة فيهما أيضاً على الولاية التكوينية، حيث يمكن القول بأن الشمس لو اختفت فجأة لانمحت الحياة على الأرض بوقت قصير جداً، أو أن الجاذبية لو بطل تأثيرها فجأة حول الأرض لاضطربت الأرض فوراً وانعدمت الحياة فيها. وعليه هل يمكن القول بأن للشمس أو الجاذبية ولاية تكوينية على الأرض؟

وهذان الحديثان يشملان جميع الحجج منذ آدم سلام الله عليه إلى يوم القيامة، ولكن القائلين بالولاية التكوينية في زماننا لا يكادون يذكرون الأنبياء السابقين سلام الله عليهم، ويخصون الحديث عن هذه الولاية بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وأهل بيته سلام الله عليهم رغم شمولية العديد من الأحاديث التي يستشهدون بها للحجج السابقين سلام الله عليهم، وهذا مما يُضعف حججهم.

أما ما ورد في الزيارة الجامعة: {بِكُم فَتَحَ اللهُ وَبِكُم يَختِمُ، وَبِكُم يُنَزِّلُ الغَيثَ، وَبِكُم يُمسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلا بإذنه، وَبِكُم يُنَفِّسُ الهَمَّ وَيَكشِفُ الضُّرَّ}، فهو واضح بأن الفاعل في كل هذا هو الله تعالى وليس غيره أياً كان. ويمكن تفسيره بأن وجود أهل البيت صلوات الله عليهم هو وجود مبارك جعله الله سبباً من عنده لحلول الخير على الناس على شاكلة قوله تعالى: {وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فِيهِم} [سورة الأنفال: 33]. وأين هذا من الولاية التكوينية المزعومة التي جعل مدعوها أزمّة العالم بيد أهل البيت صلوات الله عليهم وأنهم فاعلون حقيقيون ولهم سلطة على كل ما في الكون. وهذا يضاف إلى أن الزيارة الجامعة إنما هي خبر آحاد لا يوجب علماً بصدوره عن الأئمة سلام الله عليهم.

ومن الأدعية المتداولة التي يستدل بها البعض ويتكلفون التأويلات كي يتخلصوا مما فيها من الإشكال هو ما ورد في أدعية شهر رجب: (أَللّهُمَّ اِنّي أَساَلُكَ بِمَعاني جَميعِ ما يَدعُوكَ بِهِ وُلاةُ أَمرِكَ المَأمُونُونَ عَلى سِرِّكَ المُستَبشِرُونَ بِأمرِكَ الواصِفُونَ لِقُدرَتِكَ المُعلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ. أَساَلُكَ بِما نَطَقَ فيهِم مِن مَشِيَّتِكَ، فَجَعَلتَهُم مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ وَأَركاناً لِتَوحيدِكَ وَآياتِكَ وَمَقاماتِكَ الَّتي لا تَعطيلَ لَها في كُلِّ مَكانٍ، يَعرِفُكَ بِها مَن عَرَفَكَ، لا فَرقَ بَينَكَ وَبَينَها إلا أَنَّهُم عِبادُكَ وَخَلقُكَ)[8]. والمشكلة الأكبر هي في جملة (لا فَرقَ بَينَكَ وَبَينَها إلا أَنَّهُم عِبادُكَ وَخَلقُكَ) التي استدل بها البعض على ولاية أهل البيت صلوات الله عليهم التكوينية وأن لهم ما لله تعالى من ولاية على خلقه[9]. وهكذا استدلالات تعني أن أصحابها لم يتدبّروا في القرآن الكريم بخلاف ما أمر به الله تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ أَم عَلَى قُلُوبٍ أَقفالُها} [سورة محمد |: 24]، ولم يعرضوا ما ورد من روايات كهذه عليه كما أمرنا أئمة الهدى سلام الله عليهم، ولم يبالوا لصحة وضعف الروايات التي يستدلون بها، لأنهم اتبعوا نهجاً إخبارياً متطرفاً في العقيدة يقبلون فيه الروايات بِغَض النظر عن صحة سندها وتُقدَّم فيه على القرآن المجيد، وهذا يشجع الخطباء وعموم الناس على الاستدلال بالروايات مباشرة، وكذلك لم يأخذوا بعين الاعتبار أن روايات الآحاد لا تفيد علماً بصدورها حتى لو كانت صحيحة، ولم يتفكروا في اللوازم الخطيرة السلبية لكلامهم كالغلوّ ونشر ثقافته المدمرة للعقيدة، وحصول التناقض في كلام أهل البيت صلوات الله عليهم كما أشرنا سابقاً مما يلزم منه عدم عصمتهم، وهجر القرآن الكريم، وتحويل المذهب إلى مذهب مغالٍ منفِّر للآخرين، وغير هذا من لوازم فاسدة كما يأتي بيانه بإذن الله تعالى تحت عنوان "آثار الغلوّ ولوازمه" في الفصل الخامس.

ويكفي في الرد على هذا النص المروي على أنه دعاء من أدعية شهر رجب ما ذكره السيد الخوئي في ترجمة "خير بن عبد الله": (روى توقيعاً عن أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد، وروى عنه ابن عياش، ذكره الشيخ في مصباح المتهجد في أعمال شهر رجب. أقول: هو مجهول الحال وابن عياش ضعيف، وتقدم بعنوان أحمد بن محمد ابن عبيد الله، ومضمون التوقيع الذي أوله "اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك"، غريب من أذهان المتشرعة وغير قابل للاذعان بصدوره عن المعصوم عليه السلام)[10]، وما ذكره الشيخ محمد تقي التستري في وصف هذا الدعاء المزعوم: (وهو دعاء مختلّ الألفاظ والمعاني، وفيه فقرة منكرة "لا فرق بينك وبينها إلا أنّهم عبادك")[11] وأيضاً: (هذا مع أنّ الخبر ضعيف بابن عيّاش، فقال النجاشيّ: سمعت منه شيئاً كثيراً ورأيت شيوخنا يضعّفونه فلم أرو عنه وتجنّبته.. مع أنّ "خيبر بن عبد الله" الّذي روي عنه ابن عيّاش، عن محمّد بن عثمان ليس له اسم في الرّجال. وبالجملة لو لم يكن في الدّعاء إلا فقرة "لا فرق بينك وبينها إلا أنّهم عبادك وخلقك" لكفى دليلاً على وضعه. مع أنّك قد عرفت اشتماله على فقرات أخر منكرات ذوات أغلاط وتكلّفات مع ضعف سنده، ولم أرَ من تعرّض له بالتكلّم فيه، وإنّما نقله الإقبال عن الشيخ والبحار عن الإقبال بلا بيان)[12].

أما باقي الروايات التي استدلوا بها فلا يختلف حالها عما أوردناه آنفاً من ضعف الدلالة وعدم القطع بالصدور أو وضوح الخلل في سندها.

 

[1]) الولاية التكوينية بين القرآن والبرهان، ص 67 وغيرها.

[2]) هنا يمكن القول بأن الله تعالى جعل جريان الريح بأمر سليمان سلام الله عليه بعد تسخيرها له من قبل الله سبحانه، أي أَذِن للريح أن تجري بأمر سليمان سلام الله عليه أو أعطاه قدرة محدودة على توجيه الريح.

[3]) الاعتقادات في دين الإمامية، ص 100.

[4]) الكافي، ج ١، ص 179.

[5]) الكافي، ج ١، ص 179.

[6]) الاحتجاج، ج ٢، ص ٢٨٤.

[7]) الإمامة وقيادة المجتمع، ص 153.

[8]) مفاتيح الجنان، أعمال شهر رجب.

[9]) لاحظ "الولاية التكوينية بين القرآن والبرهان"، ص 273 وما بعدها.

[10]) معجم رجال الحديث، ج ٨، ص ٨٧.

[11]) قاموس الرجال، ج ١، ص ٦٢٣.

[12]) الأخبار الدخيلة، ج ١، ص 265.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=183495
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 06 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15