• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العلم والأخلاق رصيدا إغاثة .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

العلم والأخلاق رصيدا إغاثة

عن الإمام الرضا عليه السلام : { ما استودع الله عبداً عقلاً إلّا استنقذه به يوما } . بحار الأنوار - ج ١ - ص٨٨

أستوقفتني هذه المقولة لإمامنا الرضا صلوات الله وسلامه عليه ونحن نعيش أجواء ذكرى ولادته في الحادي عشر من ذي القعدة الجاري .. وأنا سأتكلم عنها بحدود فهمي طبعاً :

أفهم من لفظ ( عقلاً ) هنا أحد أمرين :

الأول : علماً ، فالإنسان يحتاج الى العلم في كل تفصيلات حياته ، فضلاً عن المهمّ منها ، من كلام لأمير المؤمنين ؏ لكميل : يا كميل ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة ..

الثاني : التمكّن من إعمال العقل ، فليس كل عالم عاقل ، فالحمق هو التصرف بجهالة بغض النظر عن كونه جاهلاً بالفعل أو لا .. والتعقل هو خلطة متجانسة من الأخلاق يتحلّى بها المرء العاقل ، من حلم وعلم ، بصيرة وحكمة ، فطنة وحسن تدبير .. الخ .

ثم أن الإمام ؏ استعمل لفظ ( استودع ) ، وهو لا يخلو من الإشارة الى معنيين ، الأول هو الهبة والعطاء والمنّة الإلهية للعلم والتعقل اللذين يوفق لهما الإنسان .. والثاني هو أن المستودع يقابل المستقرّ ، وكأنما يقول لصاحبهما احذر فإن علمك وعقلك مرهونان بالعمل بهما وإلا ففرّا منك .. فـ ( العلم يهتف بالعمل فإن أجاب وإلا فارتحل ) .

أما ( استنقذه ) فإشارتها واضحة الى أن كل معلومة أو خصلة أخلاقية ايجابية عبارة عن سلاح يذبّ عن صاحبه الخطر في لحظة ما ، ورصيد من الإغاثة الإلهية المؤجلة لوقتها وساعتها ..

أقول : هل يوجد أعلى وأروع من هذا التعبير في الترغيب والحثّ على التعلّم والتعقّل وكسب الأخلاق الحسنة ..!!

مبارك لكم ولادة الرضا من آل محمد صلى الله عليهم أجمعين




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=182582
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 05 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15