• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : *نفحات تربوية صادقية*   *ألقاب ودلالات* .. *(المُنجي)*  .
                          • الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي .

*نفحات تربوية صادقية*   *ألقاب ودلالات* .. *(المُنجي)* 

 وأنا أتصفَّحُ أمسِ بعضَ ما يتعلق بسيرة الإمام جعفر الصادق "عليه السلام"، استوقفتني بعض ألقابه التي لم يسلَّط عليها الضوء في الكتابات أو على المنابر .. لقب *(المْنجي)* حيث أنه "عليه السلام" منجي العباد من الضلالة والحيرة والجهالة، نحو الهداية والتثبت والمعرفة في الدين والدنيا، بما بذله من جهود عظيمة في خدمة المسلمين، ونشر علوم الشريعة من موارها التي أمِن مَنْ لجأ إليها.
-١-
 فكانت آثاره العظيمة في تفسير كتاب الله تعالى لينهل من معينه المؤمنون، فتكون نجاتهم من أهواء المضلِّين الذين يحرِّفون معاني كتاب وفق أهوائهم، وكأنهم من أهل الوحي، أو أهل بيته الذي نزل فيهم، فملأت زوايا بيوتهم أنواره .. 
-٢-
وكانت آثاره في علوم العقيدة لينزِّه الباري تنزيهًا يليق بمقام وحدانيته وربوبيته، ويؤكد كمال صفاته، وينفي جلال ما يمكن أنْ يتصف به سبحانه، فينجي المؤمنين من حيرة دعوات الداعين التي تشوبها الريبة والباطل والشك في صفات من يعبدونه ..
-٣-
   وكانت علومه في الفقه وتعاليم دين الله في معرفة أحكام الشريعة المقدسة الخمسة (الوجوب، والاستحباب، والحرمة، والكراهة، والإباحة)؛ فكان الملجأ الوثيق لمعرفة الحلال للعمل به، ومعرفة الحرام لاجتنابه، فهو الضامن للمؤمنين نهج دينهم، ونجاتهم من أباطيل الرأي والقياس في الدين.
 -٤-
بل هو المنجي لهم من مكائد النفس الأمارة بالسوء وتسويلاتها وأهوائها، والأخذ بها نحو صراطها المستقيم، ورجوعها إلى فطرتها المباركة، وتخليصها من شوائب الأدران؛ لتستنير بهدي القول ونوره ..
وأيُّ نجاة أعظم من نجاة الإنسان من الإغواء والأهواء، وأيُّ مُنْجٍ أعظم ممن ينجي الإنسان من ظلمات بحرٍ لجِّيٍّ غرق فيها أقوام وأقوام .. 
-٥-
ومن نفحاته المنجية للعباد، والداعية إلى جهاد النفس، ووصولها إلى أوج الكمالات، شعاره الذي لا يخبو، ودعوته التي لا تصبو: (ليسَ مِنَّا ولا كرامة، مَنْ كانَ في مصرٍ فيه مئة ألفٍ أو يزيدونَ، وفيهم مْنْ هو أورعُ منهُ) .. 
نعم يحق له أنْ يْدعى في أفق الزمان (المنجي)، ويحق له أنْ تكتب القراطيس عنه أنه (المنجي) دون سواه، وكيف لا يكون كذلك وهو ربيب الوحي الذي يُتلى آناء الليل وأطراف النهار: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ)) .. فحقيقة الحياة من ثمار النجاة .. 
فسلام عليك سيدي ومولاي لما بذلت من أجل نجاة شيعتك ومحبيك.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=182030
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 05 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15