• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شقشقة .. (أحقًّا لليوم .. وحمزة لا بواكي عليه!!) .
                          • الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي .

شقشقة .. (أحقًّا لليوم .. وحمزة لا بواكي عليه!!)

يروى أنَّ النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" عندما سمع باستشهاد عمِّه الحمزة يوم أحد تأذًّى كثيرًا، وأراد أنْ يدلُّوه عليه، والمسلمون لا يريدون ذلك؛ حزنًا على النبي أنْ يراه بتلك الحال، حيث قامت ما قامت به هند زوجة أبي سفيان من تمثيلٍ بجثته وتقطيعٍ وتشويهٍ لها!!
ويروى أنَّ النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" قال (وحمزة لا بواكي عليه) بحزنٍ وأسًى عندما سمع أهل المدينة يبكون شهداءهم في معركة أحد، وحمزة لا بيت له فيكي عليه، وهي تدل على مدى تأثُّره وأذاه لهذا الموقف!! 
وله مواقف أخرى تدلُّ على مصابه الشديد بعمِّه أسد الله ورسوله، وسيد شهداء أحد .. 
أقول له: يا رسول الله أعْظَمَ الله أجركَ بيوم شهادة عمِّك الحمزة، وأخبرك بكُلٍّ أسًى: نعم للآن " *وحمزة لا بواكي عليه*" .. فلا مجلسَ يرثيه، ولا ندبةَ تندبه، ولا دمعةَ مصاب تواسيكَ به .. ولا مقبرةً تليق بحاله!!
نعم يا رسول الله إنَّ الذي قال تعالى فيه: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه) فالمسلمون صاروا يتسابقون في تلاوتها والتغنِّي بها، ولا يسألون عن أولئك المعاهدين لله الصادقين بعهدهم!!
وهل تعلم يا رسول الله أنَّ القوم قد تتبعوا عمَّك الحمزة، فلم يكفهم قطع أنفه وأذنيه، وشق صدره وكبده .. بل جاء بعل هند أبو سفيان إلى قبر عمِّك يضربه برجله ويناديه بسخرية واستهزاء، وكهولة في الشرك والنفاق: (قم يا أبا عمارة!! إنَّ الأمر الذي قاتلتنا عليه أصبح بأيدي صبياننا). 
وهل تعلم يا رسول الله أنَّ أحفادهم لم يبقوا لذاك القبر الذي ضمَّ سيد الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه أي مقبرةٍ، أو بِنيةٍ حتى لا يتعلَّم المؤمنون من مواقفه الشجاعة والإباء في ذات الله، بل جعلوه رميمًا، وهم يفخرون بشعار سيدهم معاوية بن هند وأبي سفيان (دفنًا دفنًا).
وهل تعلم يا رسول الله أننا لم نكتب عن عمِّكَ أي صفحة .. ولم نرثيه بأي كلمة .. ولم نبكيه بأي دمعة .. 
نعم يا رسول الله اسمح لي أنْ أُخبرك معذرةً لك وكرامةً أنَّ قولك قبل ١٤٠٠ عامٍ ( *وحمزة لا بواكي عليه*) لا زال فينا خالدًا وأحوالنا تترجمه  .. 
فعذرًا إليكَ وإلى عمِّكَ الذي أبكى عينيكَ مصابَهْ .. 
وعذرًا إليكَ وإلى عمِّكَ الذي أحزنك ذهابَهْ .. 
فسلامٌ على رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=181679
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15