• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : البقيع / ٥ .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

البقيع / ٥


قال تعالى : { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } البقرة ٤٤

مراجعة النفس ونقد الذات وتصحيح الخطأ إن وجد من الأمور التي يدعو لها العقل ويندب لها الدين ، ونحن كأتباع لمدرسة أهل البيت ؏ لا بدّ لنا من وضع بعض النقاط على بعض الحروف ، وبعبارة أوضح : فإننا وراء الكثير من التشكيكات والإتهامات والنظرات السيئة التي ينظر إلينا الآخر بها ، فنحن نُعين عدوّنا على أنفسنا من حيث لا ندري ..

فأحياناً كثيرة لا نجيد التعبير عما تنطوي عليه سرائرنا من إعتقادات وإلتزامات حقّة ، فضلاً عن التعبير عنها بالإسلوب الخاطىء وغير المناسب ، فحبّنا وولاءنا لهم عليهم السلام ليس دائماً وفق الأسس والمعايير التي همّ وضعوها صلوات الله عليهم ، وإنّما نتّبع ما تمليه عليه أهوائنا وعواطفنا الصرفة وإجتهاداتنا الخاصّة في الكثير من التصرفات والحالات .. وبعضها عبارة عن ردود أفعال واستفزازات يقوم بها الآخر غير محسوبة بدقة من قبلنا ..

وطالما حذّر الائمة عليهم السلام من بعض الأمور التي لها عوائد سلبية عليهم وعلى شيعتهم .. عن الامام الصادق ؏ : ( رحم الله عبداً حبّبنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم ، أما والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز ، وما استطاع أحد أن يتعلّق عليهم بشئ ، ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط إليها عشرا ) ، وعنه ؏ : ( رحم الله عبداً استجر مودّة الناس إلى نفسه وإلينا ، بأن يظهر لهم ما يعرفون ويكف عنهم ما ينكرون ) ، وعن الإمام الهادي ؏ لشيعته : ( اتقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شينا ، جرّوا إلينا كل مودة ، وادفعوا عنّا كل قبيح ) .

فولاية أهل البيت ؏ وإظهار محبّتهم وإحياء أمرهم لا بدّ أن يكون وفق موازين الشريعة وتحت نظر الفقهاء ، أما أن تُترك الأمور هكذا بيد بعض الخطباء والشعراء والرواديد وبعض الهيئات الحسينية - مع جلّ إحترامنا وتقديرنا لهم - فنحن سائرون اذن نحو مذهب مشوّه - والعياذ بالله - وسيملأه الغلوّ والبُدَع من الألف الى الياء ..

سيرة أهل البيت وفضائلم ومقاماتهم الواردة إلينا بالطرق الشرعية والموثوقة تُغني عن اختراع مقامات وفضائل جديدة لهم ، وكذا مصائبهم وأحزانهم بنفسها تكفي عن اختلاق قصص ومظلوميات وسيناريوهات لا أصل لها تحت عنوان لسان الحال وإستدرار الدمعة ..

إحياء أمر أهل البيت ؏ لا تصحّحه النيّة والمقاصد الحسنة فقط ، فقد ينطبق علينا قوله تعالى ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) الكهف ١٠٣-١٠٤

هذا أبو عبدالله يوصي أخته زينب ويرشدها الى الصحيح من العزاء عليه ، فهل نحن أفجع من زينب على أخيها ..!! حيث يقول ؏ : ( أختاه اتقي الله وتعزي بعزاء الله .. يا أختاه إني أقسمت عليك فأبري قسمي ، لا تشقي علي جيبا ، ولا تخمشي علي وجها ، ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت ) .. ثم تعال الى آداب ومستحبات الزيارة فهل نطبقها نحن كزائرين للمراقد المشرّفة ..! والكلام كثير .. يتبع




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=181422
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 04 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15