ليس هناك في الأمة من يساوي أئـمـة أهــل البيت (ع) في عظمتهم وفضلهم ، ولا يباريهم في شرفهم ونسبهم ، ولا يرتفع إليهم في مقامهم ومكانتهم ، فهم عيش العلم ، وموت الجهل ...وتجيء ذكرى ولادة الامام علي بن ابي طالب «ع», شامخة شموخ الاسلام واصالته, سموا ونبلا وعطاء وتضحية, لامثيل لها على مر الدهور والعصور,فضلا عن استثنائية واضحة المعالم والتأثير, تكرست منذ ولادته بمكة المكرمة في البيت الحرامو يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصب رجب, بعد عام الفيل بثلاثين سنة ,ولم يولد في البيت الحرام سواه ولا قبله ولا بعده ووهي فضيلة خصه بها العلي القدير, إجلالاً له وإعلاءً لرتبته وإظهاراً لتكريمه.. وكان «ع»هاشمياً من هاشميين، وأول من ولده هاشم مرتين (أي من قبل الأب والأم)، فمن جهة الأب فهو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ومن قبل الأم فهي فاطمة بنت أسد بنت هاشم بن عبد مناف.
ومن مزاياه بالإضافة لسمو الصفاء الروحي الذي تميز به أنه كان قمة في الفضائل الأخلاقية، وآية في الإبداعات العلمية المتنوعة والزهد في الدنيا وزبرجها, فهوأفضل هذه الأمة مناقب، وأجمعها سوابق، وأعلمها بالكتاب والسنة، وأكثرها إخلاصاً لله تعالى وعبادة له، وجهاداً في سبيل دينه، فلولا سيفه لما قام الدين، ولا انهدت صولة الكافرين..فالحديث عنه طويل، لا تسعه المجلدات، ولا تحصيه الأرقام، حتى قال ابن عباس لو أن الشجرَ أقلام، والبحر مداد، والإنس والجن كتّاب وحسّاب، ما أحصوا فضائل أمير المؤمنين عليه السلام. حيث تمر هذه الذكرى العظيمة, والعراق والعراقيون بحاجة ماسة للاقتداء بسيرته ,والاستنارة بإرشاداتهو في خضم الفتن والتحديات التي تواجه الجميع...
وبالرغم من كل هذه المكانة الفريدة في شكلها ومحتواها, وابعادها الانسانية التي تشمل المسلمين وغير المسلمين, الا ان الدراما العراقية والعربية عموما, لم تتوقف طويلا عند معطيات وابعاد وحقائق ,هذه الشخصية العظيمة الفذة ,التي كانت جامعة وموحدة ,وكانت ومازالت سيرتها تنطوي على دروس ودلالات لاغنى عنها, وتشمل مختلف مناحي الحياة ماضيا وحاضرا ومستقبلا...
نعم، لم تعرف لإنسانية في تأريخها الطويل ,رجلاً - بعد الرسول الأعظم (ص)- أفضل من علي بن ابي طالب»ع» ,ولم يسجل لأحد من الخلق - بعد الرسول صلى الله عليه وآله- ,من الفضائل والمناقب والسوابق، ما سجل لعلي بن ابي طالب، فهذه شذرات من حياة امام التقى والورع والزهد بالدنيا، ونسبتها إليها كقطرة ماء من البحر المحيط، أو كباقة ورد من رياحين الدنيا، نشم منها عبق الولاء، ونتنتشق من روائحها المودة لأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
ثم هي بعد هذا وذاك: دعوة للإستقامة على مبدأ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، والذود عنه، والسير على خطاه، والدعوة إليه..لاسيما من شيعته الذين هم اولى من غيرهم, بالالتزام بوصاياه والتخلق بأخلاقه, التي لم ولن تكون الا في صالح الجميع دون استثناء..
ان ما ظهرمن تجسيد لبعض من مآثر ومناقب ,هذا الامام الخالد على الشاشة الكبيرة او الصغيرة , ليس بكاف وان الحاجة ستظل قائمة لمزيد من الاعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية, التي تبرز القيم والمعاني الانسانية المتفردة والصادعة بالحق دوما.. |