بعد سقوط النظام البائد دخل العراق معتركا جديدا، فقد واجه و مازال معركة التغيير في الفكر فهو لا يكاد يقوم من عثرة حتى يقع في أخرى، والناس وخصوصاً الشباب أصبحوا كالسفينة في مهب الريح تأخذهم يميناً وشمالاً، ومن الرياح التي عصفت بعقول الشباب فكر جديد يسمى (الحرية) الذي روج له الاستعمار الجديد، هذا المفهوم الذي يأخذ بشبابنا نحو الهاوية، فهو يجرد الفرد من العائلة التي ينتمي لها و يُعد جزءً منها، فعلى سبيل المثال ان يتمرد الابن على والديه بذريعة مفهوم الحرية الشخصية عند نهيه وزجره من القيام بفعل معيب او شاذ في المجتمع،
فاصبحنا في هذا الوقت نرى ونسمع بمسألة جديدة وهي حرية الشاب في العائلة كونه شخصية متكاملة ومستقلة لها الحق في تشخيص الأمور وإن أدى ذلك إلى تجاوز حدود الأب والأم، فهو يفعل ما يحلو له ويخرج ويعود متى يريد لا يجعل وزناً لكلام الأبوين.
او ان يتجاوز الشاب حدوده في المجتمع الذي يعيش فيه، فالكثير من الشباب اليوم يجعلون مفهوم الحرية الشخصية اساس تعاملهم مع الآخرين، وأدى ذلك لإشاعة الفوضى وكثرة المشاكل ونشوب العداوات، وخير مثال لذلك استماع الشباب في الوقت الحاضر للموسيقى أو الغناء من خلال جهاز الموبايل داخل سيارة الأجرة متجاهلين بذلك الناس من حولهم غير مبالين بانزعاجهم أو كبر سنهم أو مرضهم في بعض الأحيان، والمشكلة الأكبر أنك لو نصحته ونهيته عن فعله الخاطئ فإن أول ما يتذرع به الحرية بقوله: (أنا حر ) متصوراً أن الحرية تفسر بهذا الفعل المشين.
او ان لايبالي الشاب او الشابة بعادات وتقاليد المجتمع تحت ذريعة هذا المفهوم "الحرية الشخصية" فمن أفكارهم أن الشاب حر في تحديد شكل مظهره الخارجي، يلبس ما يحلو له حتى لو أدى الأمر أن يظهر الرجل بمظهر المرأة والمرأة بمظهر الرجل.
وايضا قد وصل الحال، إلى التطاول على المعتقدات والرموز الدينية في اطار هذا المفهوم، فنجد الكثير من الشباب يهزأ برموز المجتمع، وما ان تنتقده او ترد اساءته، تجد سيل جارف من الألسن التي تدافع عنه بحجة انه حر ويفعل ويتكلم مايحلو له.
|