• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مع الإمام المهدي في غيبته / ٥ .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

مع الإمام المهدي في غيبته / ٥


لفقهاء الإمامية وشيعة أهل البيت ؏ دور بارز في إدارة شؤون الغيبة وتخفيف وطأتها وجوانبها القاسية ، فاستطاعوا أن يوفروا المعادل الموضوعي لبعض الأمور اللابد من القيام بها وتمشيتها .. فالفقهاء قاموا بأعباءها والمؤمنون استطاعوا أن يتجاوزا الأزمة ويتناغموا مع فقهائهم بأفضل وأحكم صورة وبالقدر الممكن طبعاً وبرعاية وتسديد صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف ..

ولا بد من التأكيد هنا أن منظومة الفقهاء ونظام رجوع العامّة لهم في أمور دينهم وبعض ما يتعلق من أمور دنياهم هو اجراء إسلامي قديم ومتجدد ، نعم قد تطوّر في عصر الغيبة الكبرى حتى استحكم وتكامل كما نراه نحن اليوم .. فقد استعمله أبناء العامة بشكل واسع قبل أتباع مدرسة أهل البيت ، فلهم علماؤهم ومذاهبهم الفقهية قبل الغيبة بأكثر من ١٠٠ سنة ، كأبي حنيفة النعمان ( 80 - 150) هج الذي عاصر الإمام الصادق ؏ وتتلمذ على يديه لمدة سنتين وهكذا باقي المراجعات الفقهية والعقائدية الخاصة بهم..

بل أن نظام الرجوع الى الفقهاء حصل في نفس مدرسة أهل البيت وفي حياة الائمة وبتوجيه وتقرير وإمضاء منهم صلوات الله عليهم ، نعم لم يكن بالمستوى الذي نراه اليوم وذلك بسبب وجود المعصوم في وقتها وبسبب الطبيعة التكاملية لكافة العلوم ومنها علوم الشريعة وكذلك بسبب تطور الحياة وتكثّر وتشعب حاجاتها للمسائل الدينية ..

فالإمام المعصوم حتى في وقت حضوره يحتاج الى جهاز بشري يكون هو على رأسه لإدارة المهام وتسيير أمور الدنيا والدين ، فكما يحتاج الى ساسة وولاة وقادة وجنود .. كذلك يحتاج الى فقهاء وقضاة وائمة جُمعات .. الخ ، يملئوا فراغات الزمان والمكان .. وإلا فلماذا حرص الائمة على تعليم أصحابهم وتفقيههم بأمور الدين ، لأنفسهم فقط ..! أم لتعليم وتوجيه وهداية الناس ، وهذا النصّ الشرعي والأخبار الدالة على ذلك :

+ قال تعالى ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) التوبة ١٢٢.

+ وهذا أبان بن تغلب يقول له الإمام الباقر ؏ : ( أجلس في المدينة وافتِ الناس ، فإني أحب أن أرى في شيعتي مثلك ) . الوسائل ج١٩ ص٣١٧.

+ ومعاذ بن مسلم النحوي الذي روى في حديثه عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( قال : بلغني أنك تقعد في الجامع فتفتي الناس؟ قلت : نعم ، وأردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج . إني أقعد في المسجد فيجيء الرجل فيسألني عن الشيء ، فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعولون ، ويجيء الرجل أعرفه بمودتكم وحبكم فأخبره بما جاء عنكم ، ويجيء الرجل لا أعرفه ولا أدري من هو ، فأقول : جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا ، فأدخل قولكم فيما بين ذلك . قال : فقال ليّ : اصنع كذا ، فإني كذا أصنع ) وسائل الشيعة 108/18

من هنا نعرف أن الذين ينتقدون نظام الاجتهاد والتقليد الذي يسير عليه مذهب أهل البيت ؏ منذ أكثر من الف سنة بأنهم اما يغالطون عقولهم ودينهم وتاريخهم بشكل متعمّد أو أن وراءهم ما وراءهم ..!!
يأتي ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=178689
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 02 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15