
أكثر من خمسة آلاف مبنى تراثياً مدمراً في العراق، هي حصيلة ما خلف إرهاب داعش الذي عاث فساداً في عدد من المدن العراقية ولم يسلم منه البشر والشجر والحجر، وذلك وفقاً لما كشفه اليوم الجمعة (9 كانون الأول 2022)، وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني، خلال مؤتمر لوزراء الثقافة العرب في العاصمة السعودية.
وقال البدراني في كلمته أمام الدورة الثالثة والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في الرياض إن “العراق واجه أعتى هجمة شرسة للإرهاب على مساحة ممتدة من أراضيه تمثلت بأربع من محافظاته في شمال ووسط البلد”.
وأضاف أن المدن التي عاث فيها الإرهاب تعد من زاهرات المدن تراثاً وعمراناً وذخيرة علمية وثقافية، لكن الإرهاب لم يترك لها أماكن للتراث أو للعلم أو للعبادة أو للثقافة إلا وتم إمعان التدمير فيها”.
وأشار إلى أن إرهاب داعش دمر اكثر من (٥٠٠٠) مبنى تم إزالتها أو فقدان صلاحيتها للاستخدام من بينها (١٠٨) مساجد و(١٥) ضريحاً و(١٩) كنيسة و(٣٧) مدرسة ومعبداً واحداً و(١٣) سوقاً و(١٣) حماماً و(٤٣١) بيتاً تراثياً، فضلاً عن المتاحف والمواقع الأثرية.
وثمن البدراني “دور دولة الإمارات العربية في إعادة إعمار الجامع النوري في الموصل الحدباء، وكذلك جهود (اليونسكو) ومبادرتها في (إحياء روح الموصل)”.
ودعا البدراني “الدول والمنظمات المشاركة في أعمال المؤتمر الى ضرورة احتضان ورعاية أي توجه يعيد إعمار وترميم وصيانة تلك المدن وتأهيلها لاستعادة دورها الحيوي، لتعيش مرة أخرى حياتها الآمنة والمطمئنة بعيداً عن شر الإرهاب وويلاته”.
وحث المؤتمرين الى “البدء سريعاً بإجراءات الممانعة والتحصين للمجتمعات العربية في مواجهة المظاهر التي أصبحت تداهم منظومتنا القيمية وتروج لها الماكنات السياسية والاتصالية والإعلامية من الخارج”.
لافتاً الى “ضرورة العمل على منظوم منهجي تربوي وثقافي وحقوقي موحد، وليس المراهنة فقط على التماسك الطبيعي لمجتمعاتنا في التصدي والصمود لمظاهر التهتك القيمي الوافدة”.
وأكد البدراني على “أهمية التركيز على دبلوماسية الثقافة، كقوة ناعمة في التأثير على الآخر، لما لها من دور ريادي في تحقيق التفاعل القيمي الإيجابي بين أبناء الثقافات الإنسانية المختلفة”، داعياً الى أن “تكون رأس الرمح في علاقاتنا مع جميع الدول والشعوب، وأن تكون بالمقدمة من علاقاتنا السياسية والاقتصادية والتجارية”.
وأعرب وزير الثقافة عن “شكره وتقديره للملكة العربية السعودية على تنظيم واحتضان هذا المؤتمر الاستثنائي الناجح، وتمنى للمشاركين في المؤتمر تحقيق النجاحات في تصديهم للشأن الثقافي في الداخل والخارج من أجل تحقيق المستقبل الآمن لنا جميعاً والأجيال القادمة”.
المصدر: وكالة واع
|